تتجه الانظار بجنوب دارفور صوب الإعداد لاستقبال واليها الجديد حماد إسماعيل بعد أن أصدر نائب الوالى عبد الكريم موسى قراراً بتشكيل لجنة من كل مكونات مجتمع الولاية لاستقبال الوالي الجديد ووداع سلفه. ويبدو الطريق أمام حماد ليس مفروشاً بالورود، فالرجل مطالب أولاً أن يبدأ من حيث انتهى عليه كاشا، واتباع سياسته في التعامل مع حزبه وباقي القوى السياسية الأخرى، وأن يكون قريباً من قضايا الشباب والنازحين والضعفاء وبائعات الشاي والباعة المتجولين الذين أوقف كاشا الحملات ضدهم طوال فترة حكمه للولاية التي استمرت «20» شهراً ويرى مراقبون أن حماد رغم خبرته في العمل السياسي والتنفيذي إلا أن ولاية مثل جنوب دارفور تتطلب منه التعامل معها بنوع خاص في إدارة شؤونها، نظراً لتقاطعاتها السياسية والأمنية السابقة. وأجمعت قيادات الوطني بالولاية على ترحيبها بحماد، ودعته إلى إحكام الشورى في برامجه تحقيقاً للمصلحة العامة، وقال نائب الوالي ونائب رئيس الوطني عبد الكريم موسى إن حماد يعد واحداً من قيادات دارفور الذين نضج عودهم السياسي والتنفيذي في هذه الولاية، وبهذه المعطيات لا شك في أنه سيتمكن من المضي قُدماً بالولاية إذا ما انتهج الشورى والعمل الجماعي باستصحاب كل القيادات معه في المسيرة، وقال إن جماهير الولاية في انتظار الاحتفال بالقادم الجديد ووداع كاشا بعد تحديد الموعد من الوالي الجديد، فيما أكد نائب رئيس الوطني لشؤون الحزب المهندس محمد عبد الرحمن مدلل تماسك حزبه قيادةً وقاعدةً، وأعلن ترحيبهم بالوالي حماد إسماعيل، وقال إن ما يُشاع حول وجود قيادات بحزبه ترفض خطوة تعيينه لا أساس له من الصحة، وأكد أن كافة اللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين تؤكد أن الوطن متماسك وقيادته مستعدة للتعاون مع الوالي من أجل استقرار الولاية، وأضاف قائلاً: «نحن عشان أي والٍ ينجح نرى ضرورة التعامل بالشورى، فأولى خطوات الوالي الجديد إعمال الشورى والاستماع لألوان الطيف السياسي، وهذا النهج إذا سلكه أخونا حماد سيمضي بالولاية لبر الأمان»، بينما وجَّه الأمين السياسي للوطني بالولاية عيسى الفاضل نصيحة لحماد بأن يبعد نفسه من مسألة تصفية الحسابات حتى لا يكون هنالك توجس منه في بداية مشواره وتابع: «التنظيم مؤسسية، ونحن نطلب منه العمل بالتنظيم وعدم الابتعاد عنه، وأن يجنب نفسه عمل التحالفات وثقافة المكونات، وأن يعمل بمبدأ الحقوق بالمواطنة وبها سينجح»، بينما أكدت الحركة الإسلامية بالولاية مساندتها للوالي الجديد. وقال إميرها قدير علي زكين إن اجتماعاً للحركة الإسلامية وجَّه دعوة إلى الوالي حماد بأن يعمل على ترسيخ دعائم العمل الإسلامي، وقال إن الحركة الإسلامية بالولاية ستكون سنداً له لتلبية تطلعات أهل الولاية المتمثلة في الحفاظ على الأمن والسلام الاجتماعيين. وأكد رئيس الاتحاد الوطني للشباب بالولاية صابر بشير جاهزيتهم لمؤازرة حماد، مطالباً إياه بالمحافظة على النسيج الاجتماعي الذي تحقق، وإلقاء النظرة كلية على هذه الولاية، وخدمة مواطنيها بالمواصلة فى مشروعات التنمية، مطالباً بالاهتمام بقضايا الشباب، وقضايا النازحين بمعسكر كلمة الذي ظل يشكل خطراً على الحكومات المتعاقبة، وأكدوا على لسان الشيخ علي عبد الرحمن رئيس معسكر «كلمة» في حديثه ل «الإنتباهة» أن مطالبتهم تتمثل في أن يكون حماد قريباً من قضايا النازحين بالمعسكرات. وعموماً ومهما يكن من أمر فإن حماد سيواجه بالعديد من التحديات في مهمته، رغم أنه سيجد الطريق ممهداً له في الناحية الأمنية التي تعد بوابة الانطلاق نحو مشروعات التنمية.