مغرم أنت بأن تقول.. المعرفة ليست هي أن تقول «ماذا» حدث..المعرفة هي أن تقول «لماذا..» ٭ والأسبوع الماضي نسألك عن الانشقاق وتجيب ب «ماذا» وبقيت «لماذا» «ش» ٭ أستاذة .. «ش» ٭ .. الشعراوي رحمه الله يقول إن الجهل ليس هو ألا تعرف.. الجهل هو أن توقن بشيء.. بينما الحقيقة شيء آخر. ٭ وسؤال صغير يكشف ضخامة الجهل عندنا.. ٭ ابنا آدم عليه السلام قابيل وهابيل وقابيل قتل هابيل .. والعراك كان حول فتاة أيهما يتزوجها. ٭ والقتيل بالطبع لم يتزوج ولم ينجب ذرية. ٭ فهل نحن (إذن) سلالة قاتل؟! ٭ وأبي بن كعب يسأله عمر رضي الله عنهما ٭ وهذا يجيب : يا أميرالمؤمنين هناك (شيث). .. ابن ثالث لآدم .. ونحن منه.. ٭ والسودانيون حتى قريب كان من يولد له طفل بعد وفاة طفل سابق يسميه «عوض». ٭.. وشيث يقول الرازي معناه «عوض»!! ٭ ومن سلالة «العوض» هذا يأتي نوح عليه السلام. ٭ .. وقابيل أيضاً له سلالة.. ٭ لكن تطهيراً عنيفاً يجري للبشرية مرتين. ٭ مرة بالطوفان. ٭ ومرة بحقيقة هي أن جميع من ركب مع نوح في السفينة لم يبق لهم ذرية .. ولا واحد. ٭ فالله سبحانه عن نوح يقول «وجعلنا ذريته هم الباقين». ٭ نحن إذن لسنا من سلالة قاتل. ٭.. وتدهشك الحقيقة هذه. ٭ والدهشة عندك وعند الناس سببها أننا نحمل «معلومات» هي الجهل كله. ٭.. وهذه أيام الاحتفال بالقرآن. ٭ وما نعرفه هو أن القرآن «معرفة».. قبل أن يكون حفظاً. ٭ وحوار لذيذ بين الحجاج وامرأة من الخوارج يحفظه التاريخ. قال: أحفظت القرآن؟ قالت: وهل كان مضيعاً لأحفظه؟ ٭ والحجاج المتكبر لا تمنعه عجرفته عن طلب المعرفة .. فهو يسألها : كيف أقول؟ ٭ يطلب أن تعلمه صياغة السؤال كيف هي {.. ومهرجان القرآن إن هو «تنازل» إلى درجة عجرفة الحجاج أصبح مهرجاناً للقرآن.. .. والناس هناك يملأون أشداقهم بالقول إن «كل شيء في القرآن».. فإن سألت أحدهم عن المجتمع أو الحكم أو الفلسفة أو علم النفس «جلس كأنه مكاتب». { والجملة ترسم بها العرب صورة العبد الذي يجلس أثناء كتابة شروط عتقه والتي عادة ما تكون مذلة. ٭ .. الجهل إذن ليس هو أن تقف عند الصفر الجهل هو أن تعتقد ما ليس صواباً. ٭.. وأهلها أهل القرآن.. نقبل أيديكم وأرجلكم.. من فضلكم «ثوِّروا القرآن». ٭ والجملة هذه أطلقها الأقدمون و«ثوروا القرآن» تعني «احرثوه حراثة». ٭ ومغنية في العصر الأموي غنت في مجلس للطرب وجودت وأحسنت إلى درجة أنه لم يبق في المجلس أحد إلا صاح وشق ثيابه من الطرب إلا أبو شيخ ظل جالساً كأنه لم يسمع. ٭ وأبو شيخ شيخ من أهل النحو لا يتسامح في خطأ لغوي قط. ٭.. وأهل المجلس أقبلوا على أبي شيخ هذا يلومونه.. كيف لا يطرب لمثل هذا الغناء؟! ٭ وقبل أن يجيب الجارية تقول لهم : هون عليكم أنا أعرف ما يمنعه الطرب.. فهو إنما يظن أنني لحنت حين رفعت كلمة كذا وكذا في البيت الذي غنيته وهو يراه منصوباً. ٭ والجارية أقبلت على أبي شيخ تستشهد له بالقرآن.. وبآية «وهذا بعلي شيخاً»... ٭.. وأبو شيخ يفهم.. ٭ .. وفي الحال يقوم ويشق ثوبه.. من الطرب.. طرب بأثر رجعي للغناء الذي سكت قبل نصف ساعة.. ونحن ننظر إلى مسابقة أهل القرآن ونؤمن بالقرآن ونسجد لمن أنزله. ٭ لكننا نظل جالسين حتى يشرح لنا أهل القرآن كيف يظل القرآن شيئاً محفوظاً بأسلوب الحجاج وليس بأسلوب المرأة الخارجية. ٭ فإن فعلوا قمنا وأظهرنا الطرب.. ٭٭٭ بريد أستاذ : أخ الوزير سافر عبر صالة «تجارية» في المطار وليس عبر الصالة الدبلوماسية والوثيقة التي يستقبل بها هناك والصادرة عن الوزارة لا تعني أكثر من شرط عند الصالة تطلبه جهة محترمة ينتمي إليها المسافر حتى لا تكون أموال المسافر هي المؤهل الوحيد.. لهذا كانت الوثيقة تحمل كلمة «أخ الوزير» محمد. المحرر يبقى أن الجهة المسؤولة في الوزارة وأمام كلمة «الوظيفة» في الوثيقة تكتب كلمة «أخ الوزير».. ٭ مما يعنى أن الوظيفة ليست مؤهلاً كافياً. ٭ ونستأنف الحديث غداً عما هو الشأن كله.. ٭ فحديثنا حتى اليوم ليس أكثر من دقات المسرح.. لرفع الستار..