إذاعة ولاية القضارف صوت أهل الولاية الصادع بالحق والجمال تفرّد هذا الصرح بلون الجمال والكمال صدقاً ودفئًا للكلمة والمعنى، حيث خطت الإذاعة خطوات واثقة وثابتة راسخة رسوخ الجبال الشامخات بفضل الثقافة الفطرية لكادرها المتوهج ألقاً مسنوداً بالتأهيل العلمي الأكاديمي ومزوداً بخبرة السنين الطوال لتنافح الإذاعة الأم على الرغم من شح الإمكانات وغياب المحفزات من تدريب ممنهج وتوفير لمعينات العمل، لتبدأ هجرة كوادرها ميمِّمة وجهها شطر الإذاعة الأم «هنا أم درمان» لتفقد الولاية كثيرًا من بلابلها الدوح ورمانة صوتها وصِيتها المتفرد بعد أن ظلت تقدم عطاءً خرافياً يجسد معاني التضحية لبلد «الكدنكة والملود»، ولكن يبقى الوصل والألق والتفرد النوعي باجتهاد ثلة خيرة من أبناء القضارف الخُلص الذين آثروا القبض على جمر القضية والإمساك بالشعلة لينيروا عتمة ظلمة المسيرة الشاقة وسط منافسة حادة تشهدها الوسائط الإعلاميّة المسموعة والمرئية والمقروءة على المستويين المحلي والإقليمي والمستوى العالمي لتتعاظم المسؤولية ويكبر التحدي، ولكن هِمّة الشباب الطامح للرقي ورفعة الصرح أكبر، فالإبداع المسكون في شباب إذاعة القضارف بدءًا بالإذاعي المتكامل الفلتة «عبد الماجد محمد السيد، والرائع محمد الماحي يونس، ومزمار داود بصوته الرخيم مروان عجباني، المحوري الفاتح داود والمذيعات الفضليات جميعهن، والفتى الخلوق جداً عبد الباري كافي ورفقاء دربه في القسم السياسي، والمؤهل علمياً جمال محمد بردايو المجتمع، ومن هم خلف الكواليس» عناصر مميَّزة، كل هذا البريق والتوهج تحوز عليه هذه الإذاعة المفخرة التي يصل صدى صوتها متجاوزاً حدود الولاية والوطن وصلاً أثيرياً بالجارة إثيوبيا، وفي خضم هذا الإنجاز المتنامي يضيف الفتى الذهبي «محمد حسن كبوشية» لوناً آخر من ألوان الجمال بنقلة نوعية أدخل بها الإذاعة للفضاءات الرقمية الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية صوتاً وحرفاً وصورة لتتكامل المنظومة وتصبح إذاعة ولاية القضارف مرجعاً ومركزاً بحثياً لطلاب كليات الإعلام وعلوم الاتصال بالجامعات والمعاهد العليا من الباحثين عن الحقائق العلمية لنيل درجة الإجازة العلمية في «الماجستير، الدكتواه»، كل هذا مقرون بالتفهم الكبير لحكومة القضارف للدور المتعاظم الذي تلعبه الإذاعة في خدمة الأهداف الكلية «التنموية، السياسية، غرس القيم الفاضلة في المجتمع» ولكن ما يؤرق هذا الصرح ويقلق مضاجعه البثور والدمامل التي ظهرت على السطح وسودت صفحة الإذاعة الناصعة نتيجة الصراعات التي ضربت أروقتها والتنافس غير الشريف الذي عجّل برحيل البعض بممارسة البعض وإتقانهم للبس الأقنعة حسب الطلب والضرب تحت الحزام محتمين بواجهة وظلال شجرة الحزب العملاق، والآن يرحل عن القضارف واحد من عباقرة الإذاعة بعد أن أفنى زهرة وربيع شبابه خدمةً لهذه الولاية فشكراً للأستاذ الوفي الهادي أحمد العوض وشكراً لوزارة الشؤون الاجتماعية والثقافة والإعلام ممثلة في وزيرها الإنسان الضو محمد الماحي لتكريم ذلكم الهرم الشامخ الذي أعطى الولاية كل خبرته العلمية والعملية وأسهم بقدر كبير في تطويرها طوال فترة عمله بها مذيعاً ومديراً عاماً لها والذي لم يشفع له تاريخ إنجازه بالإذاعة وأمانة الإعلام بالحزب الحاكم ليقلب له الكل ظهر المِجن في جحودٍ متناهٍ ليضع بذلك حداً لانتدابه في صورة دراماتيكية لتخسر الولاية أحد أعمدتها وركائزها الأساسية، ليبدي والي القضارف كرم الله عباس الشيخ في حديثه للبرنامج الإذاعي «إستديو المنتصر» أسفه الشديد لفقدان هذا الفتى الذي أعطى القضارف ولم يأخذ منها سوى أذى الكلم وحياكة الدسائس.