من أكثر القضايا التي تشغل بال المسؤولين بالولايات هي قضايا التعليم لكونه يمثل رأس الرمح في التنمية وتتشعب مشكلات التعليم بدءًا من البنيات الأساسية مرورًا بالإجلاس والمعلم والكتاب المدرسي، وبالرغم من الجهود التي ظلت تقدمها الجهات المختصة بالمركز والولايات إلا أنه ما زالت الإشكالات قائمة في كثير من المناطق خاصة النائية عن المدن وهناك تفتقد أبسط مقومات العملية التعليمية، فولاية شمال كردفان لا تعدو أن تكون جزءًًا من هذه التعقيدات بقراها وأريافها مترامية الأطراف حيث يشتكي أغلب قاطني هذه المناطق من مشكلات تواجه التعليم مما يكبل مسيرته بل ذهب البعض إلى أن أقدامهم قد حفيت وأصواتهم بُحت بكثرة تكرار المطالب بتحسين ظروف التعليم بتلك القرى والأرياف غير أن الأستاذ إسماعيل مكي إسماعيل مدير عام وزارة التربية والتعليم بالولاية استعرض عبر حديثه ل«الإنتباهة» الإنجازات التي حققتها الولاية في هذا الخصوص مشيرًا إلى أن جملة مدارس الأساس بالولاية تبلغ 2040 مدرسة للبنين والبنات بعدد منها مدارس مختلطة مؤكدًا أنها تمثل أولى العقبات لجهة أن الأهالي لا يفضلون اختلاط الفصول خاصة من الخامس فما فوق هذا بالإضافة لكون الاختطلاط يمثل عبئًا على الوزارة إما بإنشاء حمامات منفصلة أو أن تعمل المدرسة المختلطة بنظام الدوامين وفي سبيل حل هذه المعضلة كما يقول الأستاذ مكي التزمت الحكومة ببناء مدارس منفصلة تم إكمال «73» منها عن طريق صندوق تنمية المجتمع فيما تم تشييد «375» فصلاً بأقل التكاليف وذلك عبر الونيسيف وجهود المجالس التربوية مع تشجيع المعلمين على العمل بطرح برنامج الغذاء مقابل العمل.. أما في المرحلة الثانوية فقد استطاعت الولاية أن تسد الفجوة حيث تم افتتاح «12» مدرسة جديدة أغلبها مدارس بنات وذلك سعيًا من الوزارة لتوطين تعليم البنات بالقرب من مناطق السكن وأبدى مدير عام الوزارة قلقه من ازدياد عدد المعلمات على حساب المعلمين واختلال النسبة في ذلك في ظل نقص في عدد المعلمين حيث هدد بعضهم بالذهاب إلى مناطق التعدين إضافة للإشكال المتمثل فيما يُعرف بالمعلم البديل وهو غير خريج كلية التربية ويحتاج إلى كورسات وتدريب ليواكب العملية التعلمية ويؤديها على أكمل وجه مضيفًا هذه الإشكالات تواجه المرحلة الثانوية بيد أنه أشاد بتقدم المستوى في التحصيل من خلال اتفاق تم بين وزارة التربية والتعليم بالولاية والمانحين لأجل تدريب المعلمين في المواد المتخصصة وتعيين نحو« 408» معلمين لسد النقص مما انعكس ذلك بنسبة 50% في النتائج، وأكد الأستاذ مكي أن الولاية طبقت قانون إلزامية التعليم والذي يمنع تسرب التلاميذ ولذلك بلغ الاستيعاب نحو «73%»، وفيما يتعلق بالكتاب المدرسي بالمرحلتين أشاد مكي بجهود وزارة التربية الاتحادية والتعليم وحكومة الولاية بتوفير الكتاب المدرسي بنسبة «100%» في المرحلة الثانوية بالتعاون مع بعض الشركات والونيسيف غير أنه أكد أن مسألة الإجلاس ما زالت تحتاج لمزيد من العمل لإكمال النقص الذي تعاني منه عددٌ من المدارس بالمحليات، وحول الصحة المدرسية بالولاية أبان أن الصحة المدرسية تجد اهتمامًا كبيرًا من الوزارة وذلك بعمل الكشف الدوري للمدارس بثلاث محليات، ونفى وجود أيٍّ من الوبائيات بخلاف بعض حالات الإصابة بمرض البلهارسيا في مناطق خور أبو حبل وشركيلا وتم احتواؤها أما عن الأنشطة الرياضية بالمدارس فإن الأمر يحتاج لوقفة من وزارة التربية الاتحادية هذا ما ذهب إليه الأستاذ مكي حين أكد أن هذا الأمر يجد تجاهلاً كبيرًا من قبل الوزارة الاتحادية مطالبًا بأن تكون هناك مناشط بالمدارس وحصص في المنهج وتوجيه لإدارة المناشط في المحتوى التدريبي وبما أن ولاية شمال كرفان قد تأثرت بالأحداث الدائرة بولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان فإن عددًا من طلاب هاتين الولايتين ممن تأثروا بالأحداث قد جاء لمواصلة تعليمه وهذا ما شكل عبئًا إضافيًا للوزارة فقد استقبلت الولاية نحو «1500» طالب من جنوب كردفان و803 من دارفور وهؤلاء جالسون لامتحان الشهادة الأمر الذي يتطلب دعمًا ومساندة من المركز، ويضيف الأستاذ مكي أن هناك تجربة انفردت بها الولاية وهي إتاحة الفرصة لنزلاء السجن لمواصلة تعليمهم خاصة من لديهم شهادة وهناك فصل داخل سجن الأبيض ولا بد هنا أن نشيد بدور إدارة سجن الأبيض ومدير شرطة الولاية هذا إضافة لبرنامج الغذاء مقابل التعليم للنساء بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وهذا بدوره حقق جملة من الأهداف من بينها محاربة الفقر ودفع الجانب الاقتصادي واستقرار المرأة.