هو فنان استثنائي، صاحب الصوت واللحن والمفردة المتميزة، لطالما وضع بصمته ذات التميز والالق في خارطة الغناء السوداني ولم يزل إناءً ينضح بالعطاء السخي لهذا الوطن، غني عن التعريف إنه الموسيقار الشامل يوسف الموصلي صاحب الاغنيات العالقة بأذن المستمع السوداني «بلدنا نعلي شانا ياناس».. التقيناه اثناء اجازته القصيرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية فأبدى ترحابًا وبشاشة رغم مشغولياته ونهاية إجازته فإلى الحوار... يوسف الموصلي لم يغنِّ كثيرًا؟ هذا ليس صحيحًا بل بالعكس، أنا غنيت كثيرًا جدًا ولكن ربما طغت التجربة اللحنية والتوزيع الموسيقي أكثر، ولذلك الأعمال كثيرة تفوق الأربعمائة، معظم الفنانين السودانيين طلبوا مني أن أوزع لهم أغنياتهم لذلك يختلط الحابل بالنابل، هذه الكثافة تعطي الانطباع أن الموصلي موزع موسيقي أكثر من كونه مغنيًا، على سبيل المثال محمد الأمين، مصطفى سيد احمد، بن البادية البلابل الخالدي وهلم... ماذا يفضل الموصلي: الغناء أم التوزيع الموسيقي؟ التوزيع الموسيقي طبعًا، لأن التوزيع الموسيقي الاعلى درجة من حيث التقدير لذلك انا احتج احتجاجًا شديد اللهجة على الاستهانة بالتوزيع الموسيقي ولكن للأسف في السودان هو الأقل من حيث المادة.. تقديمي الأغاني ليس عندي بضرورة بقدر ما هو تقديم العمل نفسه، لذلك أنا جهّزت أغاني كثيرة لأتغنى بها ولكني لا ا ستكثرها على زملائي عندما يقصدونني ويطلبونها على سبيل المثال اخدوا مني البلابل نار هواي والطريق و... لو حتى بإيدك خالد الصحافة، فرحانة بيك كل النجوم، رجعت القلب يدق تاني، علي السقيد، وكثيرون، وأنا أرى أن أجمل الغناء لم يأتِ بعد. تحدثت عن أغنيات جديدة للموصلي المغني ولكن أنت تغني أغنياتك القديمة عبر اللقاءات والفضائيات؟ لأسجل وأغني هذه الأغنيات هناك معيقات ظرفية ومكانية تتمثل في الاوركسترا، هنالك أزمة في السودان، المواعيد والتنسيق والالتزام.. ولكن العام الماضي عملت عشرين أغنية. الغربة ماذا أخذت منك وماذا أعطتك؟ الغربة أخذت عشرين عامًا وبسرعة، وحرمتني من قضاء وقتي مع الشعب السوداني الجميل.. لكن كان عزائي الكم الهائل من السودانيين الموجودين بالولاياتالمتحدةالأمريكية. الغربة أعطتني علمًا موسيقيًا قويًا صلبًا متمكنًا وخبرة وثقافة بالإضافة الي أن التعامل مع زملائي لم ينقطع، المتتبع لذلك يلحظه جيدًا.حني وأنا بالخارج، ولم انقطع من جمهور يعبر لي من خلال المواقع الاجتماعية. خلال تجربتك الموسيقية الثرة كيف وجدت حال الموسيقى في السودان عامة؟ بخير رغم مشكلات دراسة الموسيقى في السودانيين... بالمقارنة بما كان عليه الحال سابقًا ، ورغم هذه التحديات هنالك أشخاص يصارعون صراعًا مريرًا في زمن أصبح فيه الغناء «يتسلل فيه اللصوص إلى المنازل». فهنالك تطوير في هذا المنحى، ولعل أجمل ما لفت نظري في السودان مبادرات الشباب في كافة المجالات خصوصًا المرأة فهنالك فنانات، موسيقيات، شاعرات يرقين بشعرهن، توجد إعلاميات فهنيئًا للمرأة هذا الانجاز. تعاونت مع الكثير من زملائك الفنانين الكبار فهل للشباب من نصيب؟ تعاونت مع الكثير من الفنانين الشباب، لا استطيع حصرهم: على سبيل الذكر نهى عجاج، عافية حسن، عادل مسلم، رماز ميرغني، ابوبكر سيد احمد وعمر بانقا وباختصار إحصائية الأغاني التي وهبها يوسف الموصلي لزملائه الفنانين اكثر من مجموع الأغاني التي وهبها كل الفنانين إلى المغنين.. أستاذ الموصلي حدثنا عن مضامين الزيارة وتجربة الفنانة عافية حسن؟ هي زيارة عمل المقصود بها الفنانة عافية حسن، فقد وزعت لها عشرة أغنيات من ضمنها عملان من ألحاني بعد إكمال كافة التسجيلات بالقاهرة والآن الفنانة عافية جاهزة للانطلاق. كلمات هامة لمن توجهها وتعني بها؟ انا أتمنى أن تتم العناية والاهتمام الكامل بكلية الموسيقا والمسرح من حيث المباني وجماليات المكان والآلات الموسيقية، فهي تعاني من فقر الدم وهي بمثابة مرآة، فعلى المسؤولين عن هذا الجانب ان ينظفوا هذه المرآة كلمة للفنانين الشباب والصاعدين؟ على الفنانين الصاعدين ان يبتعدوا عن أغاني القدامى بصورة تظهرهم كمفلسين ليس الفتى «من قال كان ابي» عليهم ان يعتمدوا على انفسهم فمستقبل السودان لا يقوم بالالتفات إلى القديم ولكن بالجديد، ونحن دومًا بجانبهم.