نيالا: حسن حامد صلاح مختار تواصلت المظاهرات بمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور لليوم الثاني على التوالي بصورة أعنف من اليوم الأول، حيث أدت إلى مقتل «3» من المواطنين أحدهم طالب يدعى موسى خميس محمد، وإصابة «19» آخرين، ومن المتوقع أن يصل اليوم وفد رفيع المستوى من المؤتمر الوطني بقيادة إبراهيم أحمد عمر لاحتواء الأزمة. واقتحم آلاف المتظاهرين مقر أمانة حكومة الولاية، الأمر الذي حدا بالجيش للتدخل لحماية الوالي وأعضاء حكومته ونقله تحت الحراسات المشددة إلى داخل الفرقة «16» مشاة أثناء وصول المتظاهرين للأمانة، في وقت حُرِّك فيه عدد من الدبابات لتأمين مقر أمانة الحكومة والشارع الرئيس المؤدي إلى قيادة الفرقة ومقر الأمانة، وتعامل الجيش مع المتظاهرين بصورة وصفها مراقبون بالحكيمة، بينما عمَّت المظاهرات كافة أحياء محلية نيالا شمال، وأحرق المتظاهرون رئاسة المحلية وعربة المعتمد، بجانب حرق مقر رئاسة المؤتمر الوطني بمحلية نيالا شمال، وانتشر المتظاهرون في شوارع المدينة الرئيسة يهتفون «مليون شهيد ولا والي جديد.. عايد عايد يا كاشا»، وقاموا بتحطيم «إشارات المرور» وبعض أعمدة الكهرباء بطريق جبل مرة وبالقرب من سوق الملجة.كما تم حرق مبنى بسط الأمن بموقف المواصلات العامة. وأكدت حكومة الولاية سيطرة الأجهزة الأمنية على الموقف. وقال والي جنوب دارفور حماد إسماعيل في مؤتمر صحفي مساء أمس، إن حكومته عقب اجتماع لجنة الأمن وضعت تدابير أمنية للتحسب لأية أعمال شغب اليوم. وقال إن مجلس الوزراء عقد اجتماعه الأول وناقش من خلاله وضع الموجهات للمرحلة المقبلة. وأصدر الوالي قراراً بإغلاق جامعة نيالا، بجانب قرار وزير التربية والتعليم بتعليق الدراسة بكافة المراحل التعليمية لمدة أسبوع. وحول حجم الخسائر قال إن هنالك عدداً من الجرحى لم يذكرهم، كما قال إن هناك طفلاً في صفوف القتلى، ولم يفصح عن المعتقلين سواء من المؤتمر الوطني أو غيره حسبما ذكرت المصادر، لكنه أشار إلى أن الأجهزة الأمنية ولاحتواء الأزمة لها الحق في اعتقال كل المشتبه فيهم. ونفى حماد المعلومات التي راجت بتقديم استقالته، وقال إنه لن يفكر في ذلك وسيظل بالولاية لحفظ الأمن، وأضاف قائلاً: «لا يمكن أن يقدم والٍ استقالته بسبب أزمة عابرة»، وقال إنه سيذهب إلى محلية برام اليوم لحضور ختام الدورة المدرسية إذا قدرت الأجهزة الأمنية إمكانية ذلك.