تعليق الدراسة بكافة المؤسسات التعليمية تجدد المظاهرات بنيالا والجيش ينزل الشارع لتهدئة الموقف نيالا- الخرطوم: محجوب، سوسن تجددت التظاهرات الاحتجاجية لليوم الثاني على التوالي بمدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور أمس (الأربعاء) وتسببت في مقتل ثلاثة طلاب وجرح عشرين وقام المتظاهرون بحرق مكاتب محلية نيالا شمال ودار المؤتمر الوطني بالولاية وحرق سيارة معتمد محلية نيالا شمال سرور محمد عبدالله، فيما تحولت التظاهرات الى كر وفر بين المتظاهرين والشرطة بأحياء متفرقة من محلية نيالا شمال، ونزلت القوات المسلحة بدباباتها في الشوارع الرئيسية وأغلقت الشارع المؤدي الى أمانة حكومة الولاية بعد قيام المتظاهرين برشق أمانة الحكومة بالحجارة وتهشيم زجاج المكاتب فيها، فيما أعلن والي الولاية تعليق الدارسة بجامعة نيالا وجميع المدارس بمرحلتي الأساس والثانوي لمدة أسبوع، في وقت قرر المؤتمر الوطني إرسال وفد رفيع من المركز بقيادة أمين أمانة الفكر بروفسير ابراهيم احمد عمر الى مدينة نيالا لاحتواء الأحداث. وتدخلت قيادة الفرقة (16) مشاة واجلت والي الولاية الجديد حماد اسماعيل وأعضاء حكومته الى داخل مباني الفرقة وكذا الحال للعربات الدستورية خوفا من تخريب المتظاهرين، فيما لا تزال هناك دبابتين تتمركزان داخل أمانة حكومة الولاية لحمايتها، الى جانب قيام المتظاهرين بإضرام النار على نقطة شرطة الصومعة داخل شبكة مواصلات نيالا وإضرام النيران في الدكاكين شرق شبكة المواصلات ونزلت القوات المسلحة الى الشارع لتهدئة المتظاهرين الذين أبدوا انصياعا لتوجيهات الجيش فيما تم إخلاء كل الشوارع الرئيسية ورجوع الشرطة الى حماية مؤسساتها واستمرار التظاهرات حتى الثامنة من مساء أمس. وكشفت مصادر مطلعة ل(السوداني) عن اعتقال 19 من قيادات المؤتمر الوطني بتهمة الضلوع في الأحداث بينما تم استدعاء نائب رئيس المؤتمر الوطني محمد عبدالرحمن مدلل الى الخرطوم حول الأحداث التي اندلعت أمس الأول رفضا للوالي الجديد وتأييدا للوالي السابق عبدالحميد موسى كاشا. من جهته قلل والي جنوب دارفور حماد اسماعيل في أول مؤتمر صحفي له بنيالا أمس من التظاهرات ووصفها بالأزمة الصغيرة، مشيرا الى أنها اختبار له في كيفية إدارة الأزمات وسيتعامل معها بالنفس الرائق والأعصاب الهادئة حسب قوله، وأقر حماد بوفاة طفلة في الاحداث ووجود عدد من الجرحى بالمستشفى وتابع: " في اعتقادي عدد غير كبير وجاري حصرهم" مؤكدا اطمئنانه بأن الأمور ستسير الى الأفضل، لافتا الى أن شرارة المظاهرات أشعلها طلبة وجزء من أطفال الشوارع الذين حركوها، منوها الى وجود اعتقالات بواسطة الأجهزة الأمنية بسبب الأحداث ووصفها بالاعتقالات الاحترازية التي ليست لها صلة بالمؤتمر الوطني ولا المعارضة وكشف عن ضبط الأجهزة الأمنية لعربة "بوكس" في داخلها عدد من الأسلحة والحجارة لتسليح المتظاهرين، نافيا وجود أي صراعات داخل المؤتمر الوطني وتحولها الى صراعات قبلية بسبب التعيين، وحول الإشاعات التي راجت بعد اقتحام المتظاهرين لأمانة الحكومة ورشقها بالحجارة عن تقديمه لاستقالته وتسليم أمر إدارة الولاية للقوات المسلحة لفت حماد الى أنه لم يتقدم باستقالته بسبب أزمة عابرة ولم يفكر في تقديم استقالته إطلاقا وتابع: " تقديم استقالتي في هذه الظروف أشبه بالتولي والهروب يوم الزحف"، وأعلن حماد عن قرار بتعليق الدراسة بجامعة نيالا والمدارس الأساسية والثانوية الحكومية والخاصة لمدة أسبوع حتى الخامس من فبراير المقبل، الى جانب اتخاذ تدابير أمنية لحماية الناس والمنشآت الحيوية بالولاية، لافتا الى أن هناك اقتراح من لجنة أمن الولاية بإدارة الأزمة من داخل قيادة الفرقة "16" مشاة غير أنه أصر على إدارتها من داخل مكتبه بأمانة حكومة الولاية، فيما كشف نائب الوالي عبدالكريم موسىي عن وجود أيادٍ خفية تحرك المظاهرات هدفها الاعتداء على السوق وممتلكات المواطنين إلا أنهم استطاعوا السيطرة على الموقف عن طريق القوات المسلحة، وأكد الوالي حماد اسماعيل في لقائه مع قيادات الفلاتة أمس أنه غير منزعج لما يجري في الخارج من مظاهرات وأنه لا يوجد إنسان يجمع عليه الجميع ويهمه أن يكون هناك أناس ضده مما يجعله يمضي قدما، وأشار حماد الى أنه كان يرفض قيام مهرجان لاستقباله لجهة أنه مكلف جدا في وقت لم يصرف فيه عدد من الموظفين الجدد مرتباتهم، بيد أنه أجبر على الاحتفال في إشارة الى أن الاحتفال كلف (202) مليون منه (84) ميلون لإعداد المكان وعشرين ألف للإعلام، وقيمة عشاء فاخر لعدد 1500 شخص.