عندما يفاجئك الصباح بشيء جديد يوقظك الصباح في لحظات نادرة غير متوقعة بحدث يجعلك تهب من رقدتك لتتأكد من مدى صحته.. تصافحه بابتسامة رضا غير مصدقة يلهج قلبها بوافر الثناء للذي لا يُشكر سواه.. يشابه الحدث في زيارته أول هطول للمطر.. يتسلل إلى أذنيك صوت زخاته على سقف المنزل فتمني العين نفسها برؤية الطقس البهيج فتسوقك أقدام راكضة نحو أقرب نافذة أو شرفة أو باب لترى الكون غائمًا ببياض وتدور حوله نسائم باردة وتهطل ذرات المطر كلآلئ صغيرة تعانق الأرض الصلبة القاسية فتصبح لينة تطلق بخورًا لا تصنعه إلا بخلط ذراتها مع مياه السماء الصافية فتبدو غامقة وبخورها يملأ الدنيا برائحته التي تغري الرئتين بأخذ أكبر قدر ممكن داخلها وتجعل انزيم السعادة يُغرق الدواخل فتسري نكهة الفانيلا مع مجرى الدم وتختلج العيون سعادة قد تجعل العين تبكي دون سبب واضح وتفتح شهيتك للحياة فتتمنى ألا تتوقف يومًا عن النظر طالما كانت الصورة بهذا الشكل.. ولا تجد الصورة أول زيارة للمطر رديفًا لها بعد أن طال الاشتياق لها وقبل أن تصبح ذراتها أوحالاً إلا الأحداث الصباحية المفاجئة هي شيء لا نتوقعه أو قد نكون يئسنا من حصوله ليفاجئنا بزيارته غير المعلنة ليعلن أن اليوم مختلف له نكهة خريفية تتبعها روائح أخرى.