- ودكتور صابر = محافظ بنك السودان = تلتقط الصحافة مشهده يمشي في المطار بين وفد المفاوضات.. ويده تصلح الكرافتة.. مسترخياً. - والمشهد يقود إلى أحاديث مزدحمة عما يجري الآن.. وعن صراخ حارق وقرارات.. يصدر بعضها بالفعل.. ويتربص بعضها.. ليقفز إلى مانشيتات الصحف الأسبوع القادم. - والأسبوع القادم تقفز إلى مانشيتات الصحف قرارات مجلس الوزراء عن : جمع «كل كل» قضايا الفساد، وعلناً، فتحاكم علناً. وتحسم علناً وفي أيام معدودات. - مانشيتات الصحف تحمل في ثنايا الأسبوع هذا سلسلة القرارات التي يصدرها مجلس صغير غريب. - مجلس يضم قيادة كل مصارف السودان بقيادة بنك السودان. .. وبعض ما يصدره المجلس هو شبكة لتنظيم التمويل «تمويل الصادر والمشاريع» وبصورة تجعل حواراً ذكياً يدور هناك. - أحد المجتمعين ينظر إلى القوانين وإلى ما فعله المصدرون في السنوات الماضية ثم يقول : فإن اخترقوها؟!. قال آخر: من يخترق هذه الشبكة من التنظيم يصبح شخصاً يستحق المليارات جائزة لعبقريته. - ومشروع إغلاق ثقوب الفساد يجد أن بعض المستشارين القانونيين يصبحون مصفاة رائعة لخمور الفساد. - والقانون الجديد يقرر سحب كل المستشارين القانونيين لكل الجهات من كل الجهات.. - ثم تخصيص مجمع واحد للمستشارين هؤلاء. - ثم لا أحد يحصل على مكافآته من الجهة التي يعمل لها إلا بعد مرور المكافأة هذه على مصفاة قانونية محددة. - والسيد عضو مجلس إدارة الشركة الحمراء.. والذي هو عضو مجلس إدارة الشركة الصفراء.. والذي هو عضو مجلس إدارة الشركة السوداء والذي.. يفاجأ الأسبوع هذا بقرار «يحرم» الجمع بين الأختين!!. - لكن نوعاً غريباً من الفساد يجعل العيون تدور في حدة فساد من يصدرون قوانين الفساد بصورة خاصة. - فالعيون تجد أن حكومة الوطني تتفوق على السيد «هونيكا» رئيس بولندا الذي أطاح به فاليشين بثورة عمالية. وهونيكا حين يستنجد بموسكو يقول أحدهم لمجلس الدوما : السيد هونيكا أغرب عدو للاتحاد السوفيتي.. فالسيد هذا لا يجد مسؤولاً يحبه الناس إلا فصله، ولا يجد شخصاً مكروهاً إلا جعله في موقع ضخم. - ما الذي يفعله أضخم عدو للاتحاد السوفيتي؟! - والإنقاذ تجد أن كاشا محبوب.. وتفصله.. - وتجد أن المعتمد أبو عبيدة في كوستي.. محبوب.. فتفصله. - وحتى تكتمل العبقرية.. الدولة حين تجد الناس يستمسكون بالمسؤول المحبوب هذا إلى درجة البكاء.. فإنها تستخدم العنف ضد المحتجين و... «2» - وشيء قريب من هذا تضرب عاصفته هذا القلم. - فنحن... ومنذ شهور نعلم عن اكتشافات بترولية هائلة ما يجعل النوم يطير من عيوننا. لكن أهل الذكر يحذروننا. : ولا كلمة. - ونسكت... والصحف تحمل أمس حديث الخبراء الأمريكيين عن بحيرة بترول تحت السودان. - ونحدث العام الماضي عن مخطط أمريكي لضرب وشفط البترول العالمي. - والمخط يجري تنفيذه منذ عام 1965م دون انقطاع. - و... والسودان في قلب العاصفة وبتروله هو عينها. - لكن لا أحد يصدق حديثنا.. والصحف تحمل أمس أحاديث القيادات عن مخطط أمريكا لسلب نفط السودان. «3» - بروفيسور مصري متخصص في علم الآثار وأحد المراجع العالمية في الشأن هذا يقدم الشهر الماضي محاضرتين عن السودان. - ثلاث ساعات للأولى استغرق.. وعشر دقائق للثانية في أم درمان. وفي الأولى وبشواهد لا تنتهي يقول للسودانيين : أنتم أعظم شعب في أعظم حضارة. - وأحد من حزموا حقائبهم للهجرة يحدِّث صديقاً له ويقسم بالله إنه بعدها قد ذهب لفض الحقائب. قال: أبقى، وأجعل أطفالي يحفظون هذه المحاضرة صم. - والرجل في أم درمان يحدث لدقائق لأن القاعة كانت خالية، فأهل أعظم حضارة يجهلون ذلك إلى درجة أنهم يتخلفون عن الحضور. - وتقرير ظهر أمس في قناة الجزيرة يعيد ما كتبناه الشهر الأسبق عن مركز اللغات في جامعة إفريقيا. - والمركز يكتب لهجات «35» قبيلة إفريقية بالحرف العربي. - وفسلفة «الشعور بالذات» الذي يقول لكل أحد «أنت السيد والآخرون حيوانات» يتخذ اللغة المحلية مركزاً لدائرة الدوران حول النفس.. والانقطاع عن الآخرين.. ولكن البروفيسور أبو بكر الذي يدير المعهد هذا يحول الشعور بالذات إلى «مؤهلات وعافية وعطور» يرتديها كل أحد ليشهد عرس الآخرين. - وغريب أننا في اليوم ذاته نقع على رسالة كتبها دكتور علي الحاج يكتبها عن السيد طنون. وفي الرسالة يستعيد اتهام طنون له بأنه اتخذ الكنيسة الألمانية وطناً والزوجة الألمانية نسباً وأهلاً.. - وعلي الحاج يقول «بمناسبة العام الهجري 1432 - السيد طنون يبعث الينا بتهنئة هاتفية مطولة.. يورد فيها الورد الاخواني» اللهم إن هذه القلوب قد اجتمعت« لكن لا يشير إلى موضوع «البهتان»!!. .. والأنفاس تتقطع.. و.. في السودان يلتقي الفساد والحزم والنظافة والقانون والجهل والقتال.. و - وفي السودان يكتب للناس أستاذ مثل المكاشفي.. وبفهم غريب. - فالسيد المكاشفي «الصحافة» 29/1 ينقل حديثنا الذي نكشف فيه رسالة من قائد إسلامي إلى آخر «يطلب محاكمة مدحت تنظيمياً» ليقول السيد المكاشفي : واسحق فضل الله القريب من الدوائر الأمنية واللصيق بمطابخ صناعة القرار يقول إن الإسلاميين إن سرق «الاسلامي» تركوه.. وإن سرق الآخر ...!! - والمكاشفي في لهفته على اصطياد شاهد ضد الإنقاذ = ينسى أن من يكشف الرسالة هو إسحاق فضل الله الإنقاذي الإسلامي وليس يديعوت أحرنوت.