«آن الأوان لوضع منهج للصحة الإنجابية يتماشى مع معتقداتنا وتقديم خدمات متطورة للحفاظ على سلامة الأسر، وفهم الأجندة الغربية ذات المفاهيم التي تسعى لتدمير الأمة» بهذه الكلمات لخّص الدكتور وهيب هارون رؤيته حول «ما وراء مفاهيم الصحة الإنجابية» في الندوة التي عقدها اتحاد طلاب الطب السودانيين بهذا العنوان بقاعة اتحاد المصارف مساء الثلاثاء الماضية الحادي والثلاثين من يناير 2011م؛ وشاركه في الحديث الدكتورة ست البنات خالد اختصاصية النساء والتوليد التي أكدت في ختام مداخلتها أن مفاهيم الصحة الإنجابية يقف وراءها تيار غربي صهيوني يسعى لتحطيم كيان الدول الإسلامية وإبادة أجناس معينة من غير الغربيين لتهيئة المجال لظهور المسيح الدجال. ابتدر الدكتور وهيب الحديث بالتعريف بمفهوم الصحة الإنجابية حسب ما تراه الأممالمتحدة، والذي يتلخص في القدرة على التمتع بحياة جنسية والقدرة على الإنجاب وعدمه مع التخلص من الجنين؛ مؤكدًا أن هذا المفهوم يتعارض تعارضًا واضحًا مع القيم والأحكام الإسلامية التي تجرّم الزنا والفواحش، وأن الأممالمتحدة تجعل من منظمات المجتمع المدني التي تمدها بأموال هائلة رقيبًا على الحكومات وحاكمًا عليها لتنفيذ الأجندة الغربية الخاصة بمفاهيم الصحة الإنجابية المتنافية مع قيم وتعاليم الإسلام، محذرًا من المفاهيم التي تتستر وراءها مصطلحات الصحة الإنجابية مثل: الإجهاض الآمن، وتنظيم الحيض، والتسويق الاجتماعي.. وغيرها من المفاهيم والمصطلحات الخادعة التي تخفي حقيقة الرؤى الغربية الخطيرة لمفاهيم الصحة الإنجابية. وأن الغرب يطرح مسألة تحديد النسل من المفهوم الأنثوي الراديكالي ويجعل الشذوذ الجنسي من حقوق الإنسان ويهاجم الأسرة بشكلها التقليدي القائم على زوج وزوجة وأبناء، كما أن الغرب يطرح مفهومًا جديدًا للأسرة يقوم على إشباع الحاجات الطبيعية دون رابط قانوني. كما كشف عن المؤامرة التي تتم تحت ستار ما يسمى بالإجهاض الآمن وهو في الحقيقة إجهاض غير مشروع يقوم على التخلص من الأجنة غير المرغوب فيها ويؤدي إلى إخفاء البينة على الحمل غير الشرعي، وأن صاحب هذه الفكرة هو اليهودي كارمن هارفي المعروف باسم المجهض غير الشرعي في الولاياتالمتحدة وأن الهدف من الفكرة جعل الإجهاض من الوسائل المشروعة لتحديد النسل، وحذر الدكتور وهيب من أن العازل الذكري لا يقي من الإيدز حسب الإحصاءات وأن نسبة الفشل فيه تصل إلى عشرة بالمائة في حالة الاستخدام السليم وهي نسبة عالية لا يستهان بها، وأن فلسفة الأممالمتحدة تجاه الإيدز تقوم على التعامل مع تداعيات المرض وتقنين مسبباته، بينما الإسلام يعالج المسألة جذريا بتحريم الزنا ويجفف منابع المرض، واستعرض الدكتور وهيب منظمات الأممالمتحدة التي تعمل في مجال الصحة الإنجابية وأشار إلى أنها كثيرة إلا أن من أهمها «ميري ستوبس انترناشونال» وعملها الرئيس إجهاض الأجنة ومؤسسها بلاك تيم وهو عضو مجلس إدارة دي تي كي الدولية، يعاونه فيليب هارفي الذي يعرف بملك الفاحشة في الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ مشيرًا إلى أن هذا الرجل زار السودان!! كما تعمل في مجال الصحة الإنجابية منظمة إيباس التي تعمل على توفير الإجهاض الآمن. وأكد أن التمويل الأجنبي أهم آليات وسبل اختراق المجتمعات وهذا هو الاستعمار الجديد. الدكتورة ست البنات خالد أمنت في بداية مداخلتها أن الأسرة هي نواة المجتمع، لذلك يستهدفها الغرب لتحطيمها؛ ويثير الصراع بين الرجل والمرأة لينتهي هذا الصراع إلى تفتيت الأسرة، وأن الغرب يرى أن الأرض لا تتسع لكل السكان والموارد لا تكفي؛ لذلك يسعى لتحديد النسل ومحاربة الزواج؛ وأن أغنياء الغرب حاليًا يعملون على إشاعة وتثبيت المفاهيم الغربية حول الصحة الإنجابية وتحديد النسل وإشاعة الفاحشة وعلى رأسهم بيل جتس، وتيد ترنر، وديفيد روكفلر، وجورج ساورس على سبيل المثال، وأن هدفهم المعلن الإبقاء على الجنس البشري في حدود نصف مليار فقط وتوجيه التناسل مع تحسين اللياقة والنوع، وأن منظمة الأممالمتحدة تعمل على نشر الثقافة الجنسية وخفض سن الجنس مع رفع سن الزواج ونشر موانع الحمل مع تشجيع عدم تكرار الولادة وتقنين الإجهاض، وأن العوامل التي تساعد على تمكين المرأة بالمفهوم الغربي تتمثل في الاستغلال الاقتصادي، وتأخير سن الزواج، والتمرد على القوامة، وفتح دور الحضانة للصغار، ودور العجزة، ودور الأمهات العازبات، وارتفاع مستوى المعيشة، وانتشار دور اللقطاء. منبهة إلى إيلاء اهتمام خاص بأفلام الكرتون الغربية التي تحمل مفاهيم مدسوسة في شكل درامي جذاب لكنها مفاهيم تعمل على المدى البعيد على تغيير مفاهيم الأطفال والتأثير على عقائدهم.