بعد أن كادت الأحداث التي شهدتها مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور الأسبوع الماضي تعصف بوحدة المؤتمر الوطني بالولاية والتي على إثرها تم الاعتقال التحفظي لعدد من القيادات بجانب استدعاء آخرين من قيادة الحزب بالمركز وعلى رأسهم نائب الرئيس لشؤون الحزب محمد عبدالرحمن مدلل الذي تم إعفاؤه وتكليف قدير علي زكين خلفاً له حدث نوع من التوتر في أروقة الحزب كادت تؤدي إلى انقسامه حسب المراقبين وبدا الأمر جلياً في صباح أمس الأول قبيل استقبال نائب الحزب السابق مدلل الذي عاد من الخرطوم للولاية، وكشفت مصادر مطلعة ل «الإنتباهة» عن ذهاب عدد من القيادات وأمناء الأمانات لمطار نيالا الدولي لاستقباله بينما أحجمت قيادات أخرى عن الذهاب خوفاً من أن تصنف ضمن المؤيدين له، وقد رصدت الصحيفة همساً دار بين عدد من قيادات الحزب داخل صالة كبار الزوار بمطار نيالا، منه الحديث عن ما جرى بولاية غرب دارفور التي أعفى واليها حكومته بإصدار «14» قرارًا في يوم واحد، بينما تحدث البعض الآخر عن عدم مشاركة كل قيادات الحزب بالولاية، مشيرين إلى أن الخطوة ستقود الحزب إلى مزيد من الصراع حسب تعبيرهم إلا أن وصول نائب الرئيس الجديد قدير ذكين للمطار بعد هبوط الطائرة قلل من تلك التوترات والمخاوف، وهنا أشار مراقبون إلى أن عودة مدلل كانت فرصة من ذهب لتوحيد الولاية والحزب من داخل المطار حال حضور كل القيادات للاستقبال وعندها ستمحو كل الآثار التي خلفتها أحداث نيالا داخل أروقة الحزب، فها هو مدلل يعلن تسخير كل إمكاناته لدعم قبيلة الرياضيين بالولاية بعد أن تم تنصيبه رئيساً لاتحاد كرة القدم بإجماع كل الأندية الرياضية السبت الماضى إبان فترة استدعائه بالخرطوم مع تأكيداته بأنه سيظل مخلصاً للوطني ومحترماً للتنظيم وقدم مدلل تنويرًا لقيادات الحزب التي استقبلته بالمطار حول عملية الاستدعاء قائلاً «طلب منا توضيح ملابسات تلك الأحداث وقد حدث ونؤكد أننا لم نسعَ في يوم من الأيام لإيقاع الفتنة وسط أهلنا ولم نكن نسعى للمناصب منذ انتمائنا للحركة الإسلامية في المرحلة الثانوية» وأبدى رضاءه بما قرره التنظيم برفع التكليف عنه وقال كنا نعمل بناءً على تكليف الحزب والآن رفع منا ونحن راضون بما قدمناه خلال الفترة الماضية وأنه سيظل ب«الوطني» وأن عضوية الحزب لن تتزحزح ولن تتراجع عن مبادئ الحزب لأن الأشخاص ذاهبون والتنظيم باقٍ وطالب مدلل كل قيادات الحزب وأهل الولاية بالتوحد وتقوية الصفوف من أجل إدارة الولاية وتحقيق الأمن والاستقرار. بينما أشار نائب الرئيس لشؤون الحزب قدير على ذكين إلى أن المسألة التنظيمية بالنسبة لهم تعد تكليفاً وليس تشريفاً وثمّن مجهودات مدلل في فترته السابقة وقال قدير إنه منذ تكليفه ظل على اتصال بمدلل للتشاور معه حول عدد من القضايا، مما يؤكد أن الحزب متماسك في صفوفه وتابع «منذ التكليف لن نعمل شيئاً بحكم الموقع الجديد بل ظللنا نعمل حتى اللحظة في إدارة الأزمة من خلال غرفة الطوارئ » وأشاد قدير بموقف مدلل وتأكيده على أنه سيظل جندياً من جنود «الوطني» وعلى استعداد لأي تكليف يراه الحزب، وجدد زكين ثقته في قيادات الحزب بأنها قادرة على تجاوز هذه المرحلة والخروج بالولاية والحزب لبر الأمان تحقيقاً للقضية التي تنادوا وتواثقوا من أجلها، وبالمقابل أبان مدلل بأنه لن ينقطع من مجتمع الولاية بالانتقال من العمل السياسي المباشر إلى الرياضي من خلال الثقة التي أولتها له قبيلة الرياضيين بتنصيبه رئيساً لاتحاد كرة القدم وتابع «بإذن الله سنكون فى المنبر الآخر الذي ندير به العمل الرياضي خدمة لإنسان هذه الولاية تحقيقاً لطموح أهلنا ببلوغ الدوري الممتاز» فيما توقع نائب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم بالولاية عبدالرحمن علي عطا المنان أن يحدث مدلل تطورًا في الرياضة بجنوب دارفور خاصة وأن كل الأندية أولته المهمة بالإجماع، فأهل الرياضة بالولاية أرادوا انتقال مدلل من السوح السياسية إلى السوح الخضراء، فهل ينجح الرجل في مهمته الجديدة ويصعد بإحدى فرق المدينة إلى الدوري السوداني الممتاز الذي ظل عصياً على فرق دارفور؟