تتوسط مدينة دنقلا الولاية الشمالية تقريبًا كما أنها تتوسط «76» قرية بعضها يقع بالضفة الشرقية والبعض الآخر يقع بالضفة الغربية لنهر النيل وأكثر ما اشتهرت به هذه المدينة على مدى عصور متتعددة «أنها المدينة الأغلى في السودان من ناحية أسعار المنتوجات» وهذا ربما يفسِّر بطريقة مباشرة ارتفاع دخل الفرد فيها، وبما أنها تمثل عاصمة الولاية فإنها بذلك تبقى محل اهتمام سواء كان ذلك من الجانب الرسمي أو الجوانب الأخرى، ولذلك فمن يتولى أمر إدارة دفة محليتها يكون بالقرب من مواقع اتخاذ القرار، وبذلك يكون أمام عدسات المراقبة من عدة جوانب أهمها بالطبع الجانب الرسمي ثم الجانب الإعلامي بحكم تمركز أغلب مؤسسات الإعلام فيها إضافة إلى مرآة المواطن التي لا تعرف التجمل، غير أنه من المفارقات أن تأتي محلية دنقلا في المرتبة الثانية من ناحية عدد السكان تفوقها في ذلك محلية مري في أقصى جنوب الولاية. عدد من المواطنين التقتهم «الإنتباهة» بحاضرة الولاية دنقلا أبدوا عددًا من الملاحظات فيما يتعلق بالجانب الخدمي بالمحلية، فشريحة السائقين أشاروا إلى ارتفاع رسوم الرخص التجارية للمركبات بينما تحدث البعض الآخر عن ارتفاع الأسعار واشتعالها في الوقت الذي لم يطرأ فيه أي تغيير على دخل الفرد بينما عدَّد البعض النقص في الكوادر الطبية بالمراكزالصحية، وكذلك النقص في عدد المعلمين بالمدارس، غير أن معتمد محلية دنقلا الدكتور الفاتح حسين يرى أن المحلية التي تمثل عاصمة الولاية تحتاج إلى مجهودات جبّارة للنهوض بقطاع الخدمات فيها بحكم أهميتها وموقعها، مشيرًا إلى أنه أول مابدأ به بعد تكليفه معتمدًا للمحلية عقب «الانتخابات الأخيرة» هو اتجاهه للاهتمام بترقية الخدمات الأساسية والتي تتمثل في التعليم والصحة والمياه اضافه إلى الاهتمام بقطاع الزراعة والتي تمثل العمود الفقري للاقتصاد، وأوضح الفاتح ل«الإنتباهة» أن مجال الصحة شهد افتتاح العديد من المراكز الصحية بعدد من القرى باعتبارها تمثل خط الدفاع الأول للرعاية الصحية الأولية وتخفف من الضغط على المستشفيات الكبيرة، فيما وجه بعض المراقبين للحقل الصحي النقد للمحلية لعدم اهتمامه بتوفير الكادر الطبي في عدد من المرافق وقالوا إن المواطن يعاني كثيرًا في سبيل الحصول على خدمات صحية، فيما أقر حسين بوجود النقص في الكوادر الصحية بسبب تقاعد العديد منهم للمعاش مضيفًا أن المحلية قامت بتعيين عدد من الكوادر لسد النقص الذي يوجد أيضًا في فئة المساعدين الطبيين والأطباء معربًا عن أمله في أن يتم سد النقص في فئة المساعدين بواسطة خريجي أكاديمية العلوم الصحية بدنقلا كما وضعت المحلية معالجة لنقص الأطباء في الريف بالاستعانة بكوادر الخدمة الوطنية، مشيرًا إلى أن المحلية تمكّنت من تعيين ما لا يقل عن «70» معلمًا ومعلمة لسد النقص في كوادر المعلمين بمدارس الأساس مثمِّنًا مجهودات أبناء المدينة من المغتربين بدول المهجر مضيفًا أن اهتمام محليته بتحسين البيئة المدرسية للطلاب وبناء عدد من الفصول وتوفير الكتاب المدرسي والمعينات الأخرى انعكس أثره إيجابيًا في عملية التحصيل الأكاديمي والذي مكّن المحلية من إحراز المرتبة الأولى في امتحانات شهادة الأساس على مستوى الولاية في العام الماضي، ونفى الفاتح وجود زيادة في أي رسوم هذا العام، وأضاف: «أنا لا أعتقد أن الرسوم التي تُفرض عالية ومن واجب المواطن أن يدفعها وهي في حدود المعقول لأنها تنعكس مباشرة على خدمات التنمية»، وفي الوقت الذي شكا فيه عددٌ من مواطني المحلية من غلاء الأسعار وشُحها في بعض الأحيان أوضح معتمد دنقلا أن محليته عملت في محورين الأول تمثل في إنشاء المجمعات الاستهلاكية وقال إن هذه المجمعات جعلتنا نكتشف أساليب كثيرة يمارسها التجار منها التفاوت في سعر المنتج من موقع تجاري إلى آخر، وأردف أن من محاسن هذه المجمعات الاستهلاكية أنها جعلت الأسعار تنخفض، غير أنه وصف هذه المجمعات بالعلاج المؤقت موضحًا اتجاه المحلية لتنفيذ المحور الثاني والذي يتمثل في تمليك المؤسسات أراضي زراعية لاستثمارها ليعود ريعها على العاملين بالمنشأة مضيفًا أن البناء الاقتصادي للفرد مهم جدًا وهو هدفنا، ولهذا نحن الآن نضع البرامج التي تعمل على زيادة دخل الفرد ومن ذلك «كهربة» المشروعات لأن ما توفره الكهرباء سيذهب إلى جيب المزارع، وحول ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بدنقلا رغم وجود الإنتاج المحلي أوضح معتمد دنقلا أننا نتحدث عن سوق محرَّر وأضاف: «نحن لا نستطيع أن نعمل كنترول للأسواق لأن العرض والطلب هو الذي يتحكم في ذلك»، مشيرًا إلى أن المحلية نفذت مشروع «كهربة» المشروعات الزراعية الصغيرة بنسبة 100% وهذا من شأنه أن يحسن من دخل الفرد مشيرًا إلى أن أهم ما ستعتمد عليه المحلية في الفترة القادمة هو الاستثمار الزراعي موضحًا أن بالمحلية أراضي زراعية واسعة وخصبة وبها كميات كبيرة من المياه الجوفية لم تُستغل بعد مركزًا على أن المخرج الاقتصادي للمحلية والولاية يتمثل في الاستثمار الزراعي، وبث معتمد دنقلا عبر «الإنتباهة» عددًا من البشريات لمواطني محليته في العام الجديد أهمها اكتمال الطريق القاري «أرقين قسطل» الرابط بين مصر والسودان وبداية المحلية لاستكشاف الذهب وإكمال «كهربة» المشروعات إضافة إلى تنفيذ عدد من المتنفّسات بالمدينة مثل «المسطح المائي وتنفيذ كورنيش النيل» والعمل في الميناء البري والاهتمام بالسياحة النيلية والآثار وافتتاح متحف دنقلا للتراث الذي يحتوي على حضارة دنقلا.