يطمح المنتخب الوطني إلى مواصلة إنجازاته التاريخية في النسخة الثامنة والعشرين لنهائيات كأس الأمم الافريقية وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 42 عاماً، وذلك عندما يلاقي منتخب زامبيا اليوم السبت في باتا في الدور ربع النهائي. ولم يرشح أي من الخبراء أو النقاد والمحلليين تخطي المنتخب للدور الأول، لكنه أبلى بلاءً حسناً منذ مباراته الأولى أمام كوت ديفوار، عندما خسر بصعوبة 0/1 وكان قريباً من التعادل على الأقل، قبل أن يحقق ثلاث إنجازات تاريخية. وكانت البداية بالتعادل مع أنغولا 2/2 بثنائية بشة الذي فك صيام المنتخب عن التهديف منذ عام 1976م، ثم بفوز تاريخي على بوركينا فاسو بثنائية لمدثر الطيب كاريكا، هو الأول منذ 42 عاماً، وتحديداً منذ الفوز على غانا 1/0 في 16 فبراير في المباراة النهائية للنسخة التي استضافها عام 1970م. وساهم الفوز في بلوغ صقور الجديان الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ تتويجه باللقب عام 1970م والأولى في تاريخه، لأنه عندما حل وصيفاً عامي 1959 و1963 وثالثاً عام 1957 شهدت البطولة مشاركة 4 منتخبات عام 1957 و3 منتخبات عام 1959 و6 منتخبات عام 1963، كما أنه عندما توج باللقب عام 1970 شاركت 8 منتخبات فقط توزعت على مجموعتين، وتأهل الأول والثاني مباشرة إلى نصف النهائي. وتعتبر مباراة اليوم ثأرية بالنسبة للمنتخب السوداني الذي خسر أمام زامبيا بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من نسخة عام 2008م عندما عاد إلى النهائيات للمرة الأولى منذ 32 عاماً. لكن شتان بين مستوى المنتخب آنذاك والمنتخب الحالي الذي أعرب مدربه مازدا عن أمله في أن يواصل روح الانتصارات والذهاب أبعد من ذلك في النسخة الحالية. وأوضح مازدا قائلاً: إن منتخب زامبيا قوي ويملك خبرة أكبر، وليس لدينا ما نخسره الآن بعدما حققنا هدفنا وهو تخطي الدور الأول، وسنبذل كل ما في وسعنا لمواصلة تشريف كرة القدم السودانية خاصة والعربية عامة. ولن تكون المهمة سهلة أمام زامبيا التي تطمح بدورها للوصول إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 16 عاماً، وتعويض خيبة أملها في النسخة الأخيرة عندما حرمتها ركلات الترجيح من تخطي ربع النهائي أمام نيجيريا. وفجرت زامبيا مفاجأة من العيار الثقيل في اليوم الأول من النسخة الحالية عندما تغلبت 2/1 على السنغال التي كانت من أبرز المرشحين لإحراز اللقب، ثم سقطت في فخ التعادل أمام 2/2، واختتمت الدور الأول بالفوز على غينيا الإستوائية 1/0 لتتصدر مجموعتها. وأكد الفرنسي هيرفيه رينار مدرب زامبيا أن مهمة منتخبه لن تكون سهلة أمام السودان، لأن السودانيين لم يأتوا عن طريق الصدفة إلى النهائيات، موضحاً: لقد تعادلوا مع غانا في أكرا، وقوة هذا المنتخب في لاعبيه الذين يلعبون جميعهم في الدوري المحلي، لقد كان الأمر ذاته مع مصر التي توجت بالنسخ الثلاث الأخيرة. وأضاف: السودان منتخب قوي وعنيد ولا يستسلم، لديه لاعبون جيدين جداً، يلعبون كرة قدم تعتمد على التمريرات القصيرة والفنيات بالاضافة إلى الروح القتالية، كما قال: نحترم المنتخب السوداني ولن نواجهه بإفراط في الثقة، وعندما نفكر في أننا بلغنا ربع النهائي بإمكاننا القول إننا حققنا أول أهدافنا، لكن في كرة القدم عندما تسترخي فإنك تلقى الضربة القاضية. والتقى المنتخبان 9 مرات حتى الآن، وتميل كفة زامبيا بأربعة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وتعادلين.