الأطفال.. «فاقدو الأبوين» هم أحد أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق المجتمع، ومن ثم الجهات المسؤولة وذلك بزرع وغرس القيم الفاضلة.. ولكن بعد حدوثها يبقى التحدي في معالجتها وتخفيف آثارها، فهؤلاء الأبناء مشكلاتهم ليست إيجاد السكن والمأكل فقط بل حتى تعليمهم كي يستطيعوا التغلب على صعوبات الحياة بعد أن يصبحوا رجالاً ونساءً وقبل الخوض في كيفية تعليم ومتابعة دروسهم، دعونا نمر على مراحل تطور وبداية مشوارهم الذي يبتدئ من الوهلة الأولى بالكثير من العقبات والمشكلات ومنها داره الأولى التي تستقبله والتعرف على نشأتها ودورها وعدد الأطفال الذين بها. أولاً دار المايقوما النشأة وكيفية دخول هؤلاء الأطفال إليها؟ أُنشئت دار المايقوما عام 1961م.. ومعظم الأطفال الذين يصلون إلى الدار تتراوح أعمارهم ما بين يوم واحد وثلاثة أسابيع، فيصلون عن طريق الشرطة بواسطة بلاغ أو يُعثر على أحدهم بقارعة الطريق أو تتخلى عنه الأم بالمستشفى بعد الولادة أو يُعثر عليه داخل مكبات النفايات، وأحيانًا داخل دورات المياه وكل هذا التنصل من المجتمع خوفًا من الوصمة، ونادرًا ما يهجر هؤلاء الأطفال بسبب الإعاقة العقلية أو الجسدية، وأحيانًا بسبب كونهم نتاج علاقة تمت خارج نطاق الزواج.. عدد الأطفال داخل الدار: لقد دأب عدد الأطفال الذين يدخلون المايقوما على الزيادة بشكل مطرد ومنتظم على مدار السنوات القليلة الماضية، من «395» طفلاً دخلوا دار المايقوما في عام 1998م إلى «558» في عام «2002» بزيادة قدرها «41%».. وفي العام 2009 بلغ الدخول «800» طفل بزيادة قدرها 69.7% عن العام 2002، قامت إدارة الدار منذ تسلُّم الإدارة في العام 2010 بعمل قسم توعية مجتمعية لتقليل نسبة الدخول وقد بلغت نسبة الدخول في العام 2010م «723» طفلاً بانخفاض 0.9%، ومن المتوقع أن تظهر نتيجة هذه التوعية تدريجياً خلال السنوات القادمة إذ أنها خطة طويلة المدى.. تشير سجلات الشرطة إلى أن هذا العدد لا يمثل سوى 50% من الأطفال الذين يتم الإبلاغ عنهم لدى الشرطة، أما النصف الآخر فيتم الإبلاغ عنهم أمواتاً مع عدد غير معروف من الحالات التي لا يتم الإبلاغ عنها. وفي ذات الوقت فقد ظلت عمليات الكفالة عند مستوى منخفض، ما بين «01% و15%» في الأعوام السابقة، ومنذ العام الماضي بدأت حملة إعلامية مكثفة بشأن الكفالة مما زاد النسبة إلى 33% في العام 2010. معدل الأطفال الذين يدخلون الدار من 2 3 يوميًا هنالك مشكلة في دار الحماية للأولاد بسبب الرسوم الدراسية. الأستاذ مبارك شريف ساتي مدير دار الحماية للأولاد قال: نحن الدار التي نقوم بإدارتها هي المحطة الثانية بعد دار الطفل بالمايقوما ونستقبل الأطفال من سن أربع سنوات إلى خمسة عشر عامًا، إلا أن هؤلاء الأولاد أغلبهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإعاقاتهم مختلفة من «إعاقات حركية وذهنية» ومن هنا تبدأ المشكلة، ورغم أن نسبة الإعاقة كبيرة وسط هؤلا الأبناء إلا أننا استطعنا أن نقوم بتوفير اختصاصيين اجتماعيين ونفسانيين والكادر المساعد، والآن لدينا طفلان في الرياض عمر خمس سنوات، كما يوجد «4» بمرحلة الأساس «2» بالمعهد السوداني الكوري و«10» بمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وواحد بالجامعة، والعدد الكلي 17 طالبًا بالمراحل التعليمية المختلفة، وهنالك مشكلة حقيقية تواجهنا هي الرسوم فلا توجد إعفاءات أو استثناءات لهؤلاء الأبناء بشكل واضح حيث نقوم بتسديدها كاملة في كل المؤسسات التعليمية، ولكن لا ننكر دور بعض الجهات التعليمية بتخفيض بعض الرسوم كما لا توجد فرص للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لعدم وجود معاهد لمراحل متقدمة في العمر، أيضًا هنالك مشكلة إيجاد فرص بالمدارس حيث توجد صعوبة حقيقية. ٭ دار المستقبل للبنات.. استقرار تام هي من أكثر الدُور التي لا توجد بها مشكلة تذكر حيث قالت الأستاذة فاطمة سر الختم: نحن مثل دار الحماية تمامًا والنظام هو أيضًا حيث نستقبل الفتيات بعد المرحلة الأولى بدار المايقوما، ونستقبل من مواعين أخرى غير دار المايقوما حيث نستقبل عائدي الكفالة الذين يفقدون الأم التي التزمت بتربية الطفلة وحماية الأسرة والطفل ولا توجد عندنا مشكلة في التعليم بدار المستقبل سوى معالجة الحالات الخاصة، لديّ «22» طالبة بالمراحل المختلفة من أساس وثانوي وجامعة والحمد لله خرّّجنا من الدار نساء تزوجن من المواطنين العاديين، ومن وسط فاقدي الأبوين ولا توجد مشكلة تواجهنا والحمد لله!!