في الحلقة السابقة قلنا إن ولاية الخرطوم تواجه نقصًا كبيرًا من الخدمات الأساسية في عدد من محلياتها، وما يؤكد هذا النقص الشكاوى المتعددة التي على الأقل تأتي للصحيفة وبعضها يطالب بتوفير المياه النقية وغيرها الطرق المعبدة وخلافها يطالب بتوفير المرافق الصحية، والأخيرة هذه تجد الإهمال في العديد من المحليات ويكفي فقط كثرة شكوى أهالي السليمانية شرق الذين ينتظرون صيانة مركزهم الصحي لأكثر من عامين وبالرغم من ذلك لم تتم، ولايزال أطفالهم يتلقون علاجهم في القرى المجاورة مما جعل أهل تلك القرى يشتكون من الزحام، ونقص الخدمات في خرطوم الفيل يظهر في الطرق غير المعبدة التي تشتكي منها العديد من المناطق وبينها الأندلس التي عرضنا قضيتها في الحلقة الماضية، ونقص الخدمات يكمن أيضًا عند أهالي القوز الذي يبعد خمسة كيلومترات فقط من القصر الجمهوري والمواطنون هناك صرخوا ولايزالون يصرخون في أذن وزارة البنى التحتية من اجل إشارة مرور في شارع الغابة ولكن الوزارة لا تسمع شيئًا، والعشرات يموتون وغيرهم يقعدون بسبب الحوادث المرورية، وان أردنا سرد نقص الخدمات في الخرطوم الولاية فلن تكفي كل الصحيفة في عرضها وإنما تحتاج للكثير من الأوراق لنحصي تدني الخدمات التي تقدَّم للمواطن في عاصمة نحلم بأن تكون حضارية. فالمواطن إن كان في الخرطوم وغيرها من ولايات السودان لا يريد إن توفَّر له كل الخدمات في وقت وجيز ولكن يحلم بأن توفَّر له بعض الخدمات التي تعتبر ضرورية، ولا أعتقد أن توفير العلاج ليس بالخدمة الضرورية أو تعبيد الطرق القصيرة ليس بالخدمة الضرورية كما أن توفير المياه النقية لا أعتقد أنه ليس بالخدمة الضرورية، ونرجو أن تطبق حكومة ولاية الخرطوم أهم الأشياء التي ذكرها واليها الدكتور عبد الرحمن الخضر للزميلة الصحافة والتي تتمثل في تأهيل المستشفيات وبناء أخريات جديدة إلى جانب الطرق فقط وليدع الباقي إن كانت ميزانية الولاية لا تسمح بالكثير «الطموح» الذي ذكره دكتور الخضر. إن تأهيل المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى هو الأولوية التي يجب أن تنظر إليها حكومة الولاية إلى جانب تعبيد بعض الطرق الهامة ومن ثم تأتي بقية البرنامج الطموح الذي تتحدث عنه حكومة الولاية، ونرجو ألّا يكون تأهيل تلك المستشفيات التي ذكرها الأخ الوالي مثل تأهيل مركز السليمانية الصحي والذي تعدى العامين حتى الآن ولم ينتهِ بعد مما جعل المواطنين هناك يفقدون الثقة في حكومة الولاية كما فقدها الكثيرون قبلهم.