جحا شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة ونُسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة، ومن طرائف جحا هذا انه رأى رجلاً يغرق في البحر فهبّ لنجدته فأخذه جحا ورماه إلى البحر.فقال الرجل لماذا رميتني فقال جحا «أفعل الخير وارميه البحر»، وهذه الشخصية الفكاهية تطابقت لحد كبير مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم التي أرادت في وقت سابق فعل الخير بترميمها وصيانتها لبعض المراكز الصحية في الولاية ولكنها بعد أن بدأت هذا العمل رمته في البحر كما فعل جحا في طرفته إن اعتبرنا ما تفعله الوزارة من باب عمل الخير وليس أول واجباتها نحو الرعية، ففي خواتيم العام 2010 اتفقت وزارة الصحة بالخرطوم مع احد المقاولين لإجراء صيانة عامة لمركز صحي السليمانية شرق، وبدأ العمل بهمة ونشاط وارتفعت معنويات أهلنا في تلك القرية الرائعة وهم يرون الدولة ممثلة في الوزارة تُوليهم الاهتمام ولكن فرحتهم تلك لم تكتمل كما لم تنتهِ صيانة المركز بعد أن انتهت الأموال التي تسلمها المقاول، عمومًا مع عدم اكتمال العمل بدأت معاناة أهلنا في السليمانية للبحث عن العلاج في القرى الأخرى والتي تبعد مسافة ليست بالقريبة من السليمانية، وأصبح عمال المركز عاطلين عن العمل ومعداته دفنها التراب وهي في مخازنها، قرابة العامين وأهلنا في السليمانية يبحثون عن توفير هذه الخدمة في قريتهم حتى تسرب اليأس إلى قلوبهم مما جعل اللجنة الشعبية بالقرية تطلب بخطاب رسمي من إدارة الخدمات الصحية بمحلية جبل اولياء رفع يدهم عن المركز ليتصرفوا بطريقتهم الخاصة، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالمركز الذي به من الغرف ما يؤهله لأن يصبح مستشفى ريفيًا يقف حزيناً وهو يبحث فقط عن مائة وتسعة آلاف جنيه حتى يستوعب مرضى القرية وما حولها من قرى أهلنا في جبل اولياء. إن مواطني السليمانية وما جاورها من قرى يرفعون صوتهم لوالي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ويطالبونه بالتدخل السريع لإنقاذ هذا المرفق الحيوي الذي بإمكانه أن يصبح مستشفي ريفيًا يخفف الكثير من الضغط على المستشفيات الكبيرة، فهل يسمع الدكتور الخضر أصوات رعاياه في تلك القرية ويحقق لهم ما يصبون له من توفر الخدمات العلاجية؟ نرجو ذلك مع اشراقات العام الجديد والجمهورية الثانية التي يحلم فيها أهل الخرطوم وغيرها من الولايات بتوفر الخدمات كافة.