إلى حد كبير سارت الأوضاع هادئة بعض الشيء بشرق السودان عقب توقيع اتفاق سلام الشرق بالعاصمة الإريترية أسمرا والتي علي إثرها تم تخصيص أموال للتنمية لولايات شرق السودان بواسطة صندوق تنمية أُسند مهمته لأبوعبيدة دج الذي منح درجة وزير دولة مؤخراً.. «الإنتباهة» حاولت تقليب ملفات ما يجري من عمل مع دج وشكل العلاقة بين عمل الصندوق وحكومات الولايات بعد اتهامات مباشرة وُجِّهت للصندوق والقائمين بأمره تتعلق بمحاباة ولايات ومناطق بعينها على حساب نظيراتها وغيرها من انتقادات المواطن والتي نقلتها الصحيفة للمدير التنفيذي للصندوق. أقرت اتفاقية سلام الشرق تخصيص «600» مليون دولار من الخزينة العامة لتنمية الشرق.. ما هو المبلغ الذي أوفت به الحكومة حتى الآن؟ الحكومة أوفت بما يوزاي نسبة 50% ولماذا الالتزام الحكومي بهذا الضعف؟ نعم الرقم بسيط إذا ماقورن بعمر الصندوق والذي تأخر بفعل تأخر وصول جبهة الشرق التي تأخرت نحو ستة أشهر من توقيع الاتفاق في أكتوبر «2006» كما تأخر صدور قرار إنشاء الصندوق الذى تم في يناير «2007» وتم تعيين شخصي في ديسمبر 2007.. باختصار بدأنا نشاطنا في يناير «2008» ما هو المبلغ المفترض تسلمه من الحكومة حتى الآن؟ يفترض أن نكون صرفنا ثلثي المبلغ المخصَّص بحسب الاتفاق! يبدو أن هناك تقصيراً من جانب الحكومة!! قد يبدو تقصيراً.. فمن ناحية حسابات أخذنا 50% ومتبقي سنة لكن عمل الصندوق تداخل مع المانحين والذي يتطلب أن يسير نشاطه لخمس سنوات قادمة. ألا يقلقكم تأخر تسلمكم للأموال؟ لا أعتقد أن الأمر مقلق حال نظرت للوضع المالي للدولة، خاصة وأن الحكومة التزمت بسداد المبالغ المجدولة في العامين الأولين. ماهي المشروعات التي تقومون بتنفيذها الآن؟ تعاقدنا على مشروعات نوعية بالولايات الثلاث، ففي القضارف سنشيد كبريين في نهر عطبرة بجانب مستشفى متخصص للنساء والأطفال ومركز شبابي شامل، وفي كسلا أولينا القطاع الصحي وتغيير شبكات المياه اهتمامًا كبيرًا، وفي البحر الأحمر سيقام مشروع مصائد الأسماك ويحوي أكثر من «200» زورق ستوزع للأسر الفقيرة ومشروعات مياه وتبلغ كلفة كل هذه المشروعات «45» مليون دولار هذا بخلاف ال «600» مشروع الي تم إنفاذها حتى الآن. المواطن يتساءل عن مشروعات ضخمة وإستراتيجية؟ ساهمنا مع الإخوة في السدود في خزان ستيت بنحو «100» مليون دولار وتم الانتهاء من 16% من العمل حتى الآن وهو مشروع ضخم سيضيف مليونًا و«200» فدان صالحة للزراعة. لكن المشروع يخص السدود وليس الصندوق!! نحن شركاء أصيليون في المشروع وقد استعجلنا السدود لأجل تنفيذه. يتردد أن الصندوق يعمل وفق أهواء ومصالح بعض القيادات خاصة من أبناء الشرق تلمس ذلك حال نظرت لمدارس في مناطق غير آهلة بالسكان!! نحن لا نحدد المواقع حيث يتم الاختيار بواسطة إدارات التنمية في الولايات والتي تملك خريطة موجهة للتنمية في ولايات الشرق ولمدة خمس سنوات. بكل حال نحن لسنا بديلاً للحكومة الولائية. هناك اتهامات بشأن الآلية التي تدير صندوق إعمار الشرق ووصفها بغير المؤهلة!! هذا حديث لا يسنده منطق ومن يتحدث عن ذلك لا علم له بالطريقة التي يدار بها الصندوق هذا الاتهام جاء من مستشار بالجبهة .. هل جبهة الشرق غير مؤمّنة برؤاكم هذه؟ الجبهة قبل الانتخابات كانت ممثلة في كل المستويات وهناك لجان سياسية ترفع الأمر إلى اللجان الفنية التي تحدد مسارات المشروعات. ما سر النقد الكثيف الذي يُصوب لأدائكم ؟ لا أعتقد أن هناك توجهًا بهذا الشكل وإن كان حادثًا أعزوه لأغراض سياسية أو في إطار التنافس السياسي، فعلى سبيل المثال أي والٍ يريد أن يحظى بالنصيب الأكبر. هل تعتقد أنك محاصر من التنافس والأغراض السياسية من مسؤولي الشرق؟ لست محاصراً ولا أقبل بذلك من أي جهة أو فرد لأني أعرف واجبي فقد عملت في المملكة السعودية في مجال إدارة المشروعات ونائبًا للوالي وزيرًا للتخطيط العمراني في كسلا وبولاية الخرطوم في مجال التخطيط، ونحن في الصندوق تعمل بمهنية وهذا سر نجاحنا مقارنة ببعض الصناديق التي عملت بأسس جهوية فكان مصيرها الفشل. لكن تبدو ملامح جهوية على الأقل من خلال مكوِّنات جبهة الشرق!! لست طرفاً في قانون إنشاء الصندوق، عُيِّنت مديرًا ومهمتي العمل وفق القوانين واللوائح وليس الموازنات. ألهذا السبب يبدي بعض السياسيين تبرماً؟ إذا كان البعض غير راضٍ.. كل زول علي كيفو وكل زول له غرضة الخاص به، ونحن نتعامل بشفافية وليس لدينا شيء مخفي وميزانية الصندوق تراجع سنوياً بدءًا من «2008» حتى أغسطس الماضي في وقت لم تراجع فيه عدد من مؤسسات الدولة!! الصندوق يحاول الآن السطو على المشروعات التي ستقام بأموال المانحين!! لولا إعداد الصندوق للدراسات الوافية ل «170» مشروعًا لما نجح مؤتمر المانحين وهو العمل الذي أنجزناه في عام كامل أشركنا فيه الولايات ومشروع الأممالمتحدة الإنمائي وكانت النتيجة أن تحقق دعم لم يحققة مؤتمر أوسلو لصالح إتفاقية السلام الشامل. بخلاف أموال مانحي الشرق، قدمت دولة الكويت منحة قدرها «50» مليون دولار كيف ستتم الاستفادة منها؟ من الجيد أن الدولة المانحة هي التي تحدد أوجه صرف المنحة وهذه حسنة حتى لا تساق تفسيرات في غير مكانها.. وسيتم إنشاء «16» مستشفى ريفيًا و«14» مدرسة ثانوية فنية شاملة الداخليات والمعدات.. ومن جانبنا قمنا بعمل التصاميم وحضرت بعثة فنية كويتية راجعت الدراسات. لكن يقال إن جبهة الشرق رفضت طريقة التعامل مع المنحة الكويتية!! هذا ليس صحيحاً.. الجبهة أبدت ملاحظات وقدمت رؤيتها إذن هناك خلاف!! ليس هناك خلاف، فالجبهة قدمت بدائل والمسافة بيننا وبينهم ليست كبيرة!! لماذا تبدو متشدداً تجاه جبهة الشرق؟ أنا لا أرضي أحداً على حساب الآخر رغم أن البعض يأتي حاملاً أغراضاً خاصة وحتى ناس المؤتمر الوطني يأتوا هنا من أجل مصلحة.. والعمل خط أحمر، وفي النهاية أبوعبيدة ليس سلطة مطلقة، وهناك مجلس إدارة هو المعني بإجازة المشروعات ويرأسه وزير المالية ويضم في عضويته ولاة الشرق الثلاثة بجانب وزراء المالية بحكوماتهم وثلاثة ممثلين لجبهة الشرق واثنين يعينان بواسطة السيد رئيس الجمهورية وهما وزيرا الصحة الاتحادية والري. كثيرون يهمسون بأن إدارة الصندوق بدّدت كثيرًا من الأموال!! هل تملك مايدل على ذلك؟ أسهل شيء هو إطلاق الاتهامات في الهواء الطلق، والذي يفصل بيننا في هذا الحديث الذي يجافي الحقيقة هو الإخوة في ديوان المراجعة الذين قاموا بزيارات ميدانية شاهدوا المنشآت التي تم إنجازها وقارنوا ذلك بالصرف حيالها وكان تقييم المراجع أن كل المشروعات وجدت ونفذت بالصورة التي خطط لها.. ويكفينا في جلسة لمجلس الوزراء خصصت للوقوف على أداء عملنا أن السيد الرئيس قال: «عندما ننظر للأموال التي صرفها الصندوق مقارنة بحجم المشروعات التي نفذها يشرفنا كثيرًا ما تم من عمل».