نظرية «هيكلة العقل» التي يشير إليها الأستاذ إسحاق فضل الله كثيراً، هذه النظرية التي تعتمد على ركنين أساسيين أولها ترديد «مصطلحات» وأسماء معينة لترتكز بذهنك وتعتاد عليها.. ثانيها إعادة تغيير أسماء يرفض عقلك قبولها وتنفر منها النفس باسم ناعم يتسلل لعقلك وهو يخفي معناه فتعتاد الأذن على الاسم ويجمد العقل عن التفكير في كُنهه.. وللمثال الأول.. شيوعية، علمانية، لا دينية.. للمثال الثاني جندر، مثلية.. وهناك أسماء تعتمد على الاثنين، وهي حالة أشدُّ خبثاً ومكراً، ومثال ذلك كلمة ماسونية، تلك الكلمة التي اعتاد الناس على ترديدها، لدرجة أنك تجد شخصاً يردد هذه الكلمة ولايعرف لها معنى !! ولندلل على هذه النظرية نأخذ كلمة «دستور إسلامي» وكلمة «ماسونية» ما هي الكلمة التي استوقفتك؟؟ الصحيح هو أن تعتاد على كلمة «دستور إسلامي» ولأنه جرى تغريب ذهنك والابتعاد به عن محيطه الطبيعي، أصبحت كلمة ماسونية تلامس أذنك دون الولوج لعقلك، من كثرة ترديدها.. وبالتالي تم تعويد كل حواسك على عدم الوقوف أمام كلمة ماسوني أو ماسونية .. القصد من كل ذلك، تهيئة المناخ والبيئة، حتى تستطيع الماسونية العمل بقدر بسيط من المناورة.. وحتى تتمكن الماسونية من تجنيد الأفراد، بوسائل متعددة.. يكون فيها الشخص خائفاً من افتضاح أمره أكثر من خوفه الولوج لعالم الماسونية. من خلال هذا التعريف «البسيط جداً» نتساءل هل الماسونية لها وجود ببلدنا؟؟ وإن وجدت، مامدى انتشارها في السودان، وتأثيرها على مجمل حياتنا!! هل كلمة فلان ماسوني أو تلك الجماعة ماسونية، تُطلق حين نعجز عن تفسير موقف غير طبيعي لذاك الشخص أو المجموعة؟؟.. لأن الكثير منّا سمع كلمة ماسوني، تطلق على شخصية سياسية أو مالية بل حتى دينية.. وأنت تقرأ هذه السطور طافت بذهنك عدة أسماء!!! بالرغم من عدم القدرة على إثبات أن ذلك الشخص أو المجموعة تنتمي للمحفل الماسوني.. إلا أن هناك أشياء تحدث، تجعل الأصابع تشير إلى الماسونية مباشرة.. فكيف يعقل أن رجل أعمال لديه عدد مهول من المصانع يقوم بافتتاح مطعم أو كفتريا «صغيرة» ويتصادف أن رواد هذه الكفتريا والتي تقع بمنطقة «فاخرة» جلهم من الطبقة «الفاخرة» ويتصادف أنه تمرُّ بهذه الكفتريا ذهاباً وإياباً مواصلات «عامة». فكيف يعقل أن هذا المطعم لا يدر أرباحاً مقارنة مع المشاريع الأخرى التي يمتلكها رجل الأعمال صاحب هذا المطعم؟؟ اللهم إلا أن يكون الغرض من هذا المكان أمر آخر غير الذي يوحي به.. مثلاً اجتماع مجموعة معينة اجتماع خاص لا يثير الشبهات تحت غطاء كوب من الشاي أو العصير؟؟ وهناك عمل يجعلك تتحسس أذرع الماسونية، بل قد يصل بك الأمر أن تنظر داخل ملابسك، مخافة أن الماسونية قد تسللت إلى أجهزتك عبر شركة (dkt) والتي تعتبر من أذرع الماسونية القوية، لنشر الفسق.. وهنا يطل السؤال من الذي سمح لشركة «عهر» ماسونية بأن تعمل بمثل تلك الحرية داخل بلد مثل السودان؟؟ كيف أصبحت بعض الفتيات يحملن «الواقي» مع أدوات المكياج؟؟ من الذي قام بتجديد مقابر اليهود والتي تقع بالمنطقة الصناعية؟؟ ولماذا لم يتم الاستفادة منها في عمل «دكاكين» وإيجارها مثل مقابر الصحافة، نسأل الله لساكنيها الرحمة والمغفرة .. لماذا لم تستطع الجهة التي تعمل على «خنق» الخرطوم وكتم أنفاسها، من خلال بيع أي مساحة فضاء أو مقابر مثل ما حدث لمقابر«بلاع» بمنطقة الديوم الشرقية؟؟ وأيضاً محاولة عمل دكاكين بمقابر فاروق لولا وقفة أهل المنطقة ومنظمة حسن الخاتمة في وجه ذلك المخطط.. لماذا تم تجديد مقابر اليهود؟؟ من دفع المال؟؟ أليست هذه الأسئلة التي لا نملك لا أنا ولا أنت الإجابة عنها كافية لتدلل على أن هناك أمر غير طبيعي يجري. أيضاً هناك أشياء لها من المسوغات ما يجعل اتهام بعض الأشخاص أو الأسر بالماسونية أمر مقبول لدرجةً ما، فكيف يعقل أن يعمل سياسي مرموق على علمنة الدولة بينما هو ينتمي لأسرة «دينية»؟؟ من المسؤول عن تهجير أبناء السودان لإسرائيل؟؟ وهل صحيح أن الانشقاق في صف الإسلاميين تم بواسطة أفراد ينتمون للمحفل العالمي؟؟ ما مدى صحة ارتباط تلك الجهات بإسقاط نظام عبود؟؟ وهناك الجامعة الشهيرة«للإناث» بأمدرمان ومحاولاتها لتغيير التركيبة الاجتماعية للمجتمع؟؟ للإجابة عن هذه الأسئلة نحتاج لوقت طويل جداً. لكن السؤال الذي له إجابة.. هو بالرغم من قناعتنا بوجود الماسونية إلا أننا لا نعرف أحداً قال إنه ماسوني!!!