{ والحرب التي تقفز الآن من تحت الأرض إلى مانشيتات الصحف حكايتها ساذجة. { والأحد الماضي نحدث أن الدولار الذي ينطح الرقم «6» سوف يهبط إلى الرقم «4». { وأمس الدولار يهبط ويفقد ثلث قيمته. { ونحدث أمس الأول أن الدولة وبهدوء تغلق الثقوب. { وصعود الدولار وهبوطه جزء من لعبة «بنج بونج» الحرب حيث كل من الفريقين يرسل القنبلة لتنفجر على الجانب الآخر. «2» { وحديث الحرب صفحة من الكتاب الذي يقرأ الآن. { وفي الصفحات السابقة كان المخطط يجد أن : الانقاذ تقوم على البترول ويجب حرمانها منه. { والهدف هذا كان هو الوحيد الذي يقود معركة الانفصال. { والجنوب ومن خلفه يستعدون لمعركة تصل إلى حد تجعل كاميرات العالم تحتشد في الخرطوموجوبا أيام الاستفتاء ويوم الانفصال تنتظر الانفجار. { لكن الكاميرات تفاجأ بالخرطوم تتثاءب ناعسة. { وجوبا تنظر في حيرة وجوبا التي تصنع تزييفاً يصل إلى 98 % أيام الانفصال دون أدنى اعتراض من الشمال.. تشعر أن الشمال يخفي شيئاً. { و50 % من البترول يذهب إلى الجنوب. { والدولة في الشمال لا تسقط. { ولا صفوف.. ولا مظاهرات ولا جوع. { والجوع يضرب الجنوب إلى درجة تجعل سلفا كير يتصل بالبشير قبل شهرين يطلب «أن تتكرموا بعدم إيقاف جرارات الذرة». { لكن الحرب تمضي { ولقاءات هامسة لاهثة في نصف عواصم إفريقيا وأوروبا تصنع المخطط الجديد بحيث {.. يشتعل الدولار { ثم؟.. إعلان حرب حدودية لسحب القوات المسلحة إلى الحدود. { ثم؟... الخرطوم تسكب ما بقي من الدولارات للحرب. { ثم؟... ضيق واشتعال الأسعار في الشمال. { ثم؟... سخط شعبي تقوده المعارضة. { و.. و.. كان هذا هو المخطط. { والأسبوع هذا الصحف تحمل أخبار تشكيل المعارضة للحكومة الجديدة. { لكن. «3» { الدولة تسترخي إلى درجة فتح الجروح للتنظيف. { والشهر الماضي وما قبله كانت هي الفترة التي تشهد سيلاً من اتهامات الفساد. { في نوع من الجراحة العنيفة. { وميزان الحمى «الدولار» الذي يرتفع يسقط بعد يومين. { والحمى تصيب جهة أخرى. { والخرطوم تعلن أول الأسبوع هذا دعمها لتمرد الجنوب ضد سلفا كير. { والدعم هذا يشرع في العد بأسلوب رائع. «4» { وقراءة جديدة تحدق فيها عيون جوبا تجد أن الخرطوم.. وبذكاء خبيث تستدرج سلفا كير ليدفع بقواته إلى الحدود بحيث يكشف جوبا للقوات الخمس التي تقاتله الآن والتي نحدث عنها أمس الأول. { والخرطوم تجعل سلفا كير يغلق آبار النفط بحيث يقطع الهواء عن حلقومه تماماً. { وأمس نحدث هنا أن سلفا كير يصبح بين خيار إغلاق البترول حتى يمنع تعبان من ضرب سلفا كير مستفيداً من البترول الذي يديره تعبان.. وبين أن يغلق الآبار ليحرم الجهتين معاً. { وسلفا كير الذي يشعر بالاختناق كان يعرض على الخرطوم نصف ما تطلب ولفترة قصيرة. { ويطلب وهذا ما لم يعلن قط تدخل الخرطوم استخبارياً عند تعبان ومشار. { والخرطوم ترفض. { وأحمد هارون يعلن الأسبوع الماضي «أن استعمار الجنوب للشمال قد انتهى» { والجملة كانت تعني أن الجنوب اعتاد عند كل زنقة أن يعرض على الشمال ما يشاء لإنقاذه حتى إذا تنفس نكص عن كل وعد. { وسلفا كير يحدث قواته أمس الأول بأن جيش الشمال إن قصد جوبا انتشر وضرب .. وإن هو دخل من جنوب كردفان لقي الحلو. { لكن مخابرات سلفا كير تحدثه أن الجيش جيش السودان الآن شيء لا يعرف جيش الخرطوم الذي كان سلفا يقاتله حتى عام 2000م. { التوزيع والأسلحة ونوع المقاتلين والخطط والدعم والمواقع وإعادة تفسير كلمة المواقع بعد إعادة تفسير القوة الجوية الآن كلها أشياء تعني أن الحرب إن هي اشتعلت على الحدود التفت جيش جوبا بعد ساعة ليجد أن المهرب خلفه بعيد جداً. { وأن جوبا قد دخلها جيش المعارضة الجنوبي. «5» { والسخرية الآن تقول إن جيش السيد سلفا كير سوف يندفع بسرعة مذهلة إلى الحدود مع الشمال { وذلك حتى يدخل الشمال هارباً من سلفا كير.. ومن الجوع ومن القبائل التي حملت السلاح و.. { لكن غير السخرية وفي رصانة مكتبية رصينة العيون تحدق في الخرائط الآن ثم تطلب أن يشرع الشمال في الحرب بإطلاق سلاح مذهل. : ايقاف الطعام الذي يتدفق إلى الجنوب الآن. { .. ضرب التهريب. { وترحيل بقية الجنوبيين. {.. وإيقاف التعامل مع الطلاب الجنوبيين. { و.. و.. «6» { لكن الحديث الذي يستغرق عشر دقائق عن الجنوب يتحول ولساعات إلى عدو آخر أكثر خطورة { وإلى بقية المخطط. { والعيون تجد أنه ليس مصادفة أن مشروعاً مثل «الخبز المحسن» وهو الذي ينتج الرغيف من الذرة بدلاً من القمح ويبدأ بنجاح كاسح قبل عام.. يُضرب ويتوقف فجأة. { وأن مشروع مزارع اللحوم حول العاصمة.. والذي يقطع شوطاً بعيداً يتوقف فجأة ويُضرب. { وأن مشروع محلات الأسماك الذي يبدأ بنجاح رائع . يتوقف فجأة. ويُضرب. { وأن مشروع إعادة المسالخ للدولة «البوابة الرئيسية للتصدير» يُضرب فجأة ويتوقف. { وقبلها مشروعات تصنيع الصمغ والكركدي والفواكه و.. { كلها يُضرب فجأة { وكلها يُضرب من داخل.. من داخل.. من داخل الدولة. {.. قبلها مركز الدراسات الوحيد الذي كان يستطيع أن يعرف لماذا يُضرب كل شيء .. ومن يضرب كل شيء.. يُضرب ويتوقف. { مشروع كان يُدار في شارع «35» وبمجموعة رائعة منهم المرحوم العاص { والمركز يضرب لسبب بسيط { المركز كان يقدم «خلفية عن كل شخصية تحتل مركزاً مؤثراً». { حتى الآن ما لا يحتاج إلى مراكز دراسات لمعرفة أغنية الدولار هو { إن السوق المذعور الذي يشعر باقتراب مليارات قطر وإيران والكويت يسارع بصب ما عنده من الدولارات. { وينتظر { وطوفان الدولارات هذا إن قامت «شخصية معروفة» بحجزه أسبوعاً فإن القفزة القادمة لن تقف عند حد. { والشخصية التي نريدها لعله يسرها تماماً أن تستمع للأغنية هذه. { ونقول الأسبوع الماضي إن الدولة تغلق الثقوب قبل سكب الدولارات. { وإغلاق الثقوب يتحسب الآن للأغنية هذه.