حديث بكين الهامس مع الخرطوم أمس الأول كان يبحث عن (السبب الحقيقي الذي يجعل سلفا كير يوقف ضخ النفط), وحديث المعارضة عن مخطط إسقاط النظام الذي يبتهج بقرار معتمد الخرطوم.. كان يتحدث عن خطوة أخرى بعد إشعال الأسعار. وحديث تعبان دينق الذي يصرخ في تلفزيون جوبا (على الهواء مباشرة) يطالب بضرب الدينكا. و... و... أحاديث ما يجمع بينها هو أنها تحتاج إلى السبورة والشرح وبكين تطلب من الخرطوم أن تتكرم بمزيد من الحديث اللين مع سلفا كير حتى تستطيع بكين أن تطبب الجرح. والخرطوم التي دبلوماسياً لا تستطيع أن تقول الحقيقة (تلكز) بعض من يعرف ليحدث الصين بالسبب. ومن يعرف يقص على الصينيين كيف أنه في الأسبوع الماضي كان السيد ماطوك (نسيب) سلفا كير يتصل بالسيد تعبان (نسيب) مشار نائب سلفا كير ويطلب جمع الناس في ولاية الوحدة للحديث عن حل للنزاع. وشوانق يجمع الناس. لكن من يصل كان هو المحافظ المحافظ الذي يجعل قوة عسكرية كبيرة تتربص ثم تقوم بهجوم يقتل أربعمائة. والحرب في الجنوب الآن التي تشتعل بين سلفا كير ونائبه مشار.. وتشتعل بين ماطوك نسيب سلفا كير وبين تعبان دينق نسيب مشار تنتقل الى السطح لتصبح حرباً بين الولايات ومنذ شهور. (والحرب الآن بين المورلي والنوير.. ودينكا بحر الغزال من جهة.. وبين دينكا سلفا كير من جهة). وولاية تعبان دينق التي تنتج النفط الجنوبي تهدد في حربها مع سلفا كير بوضع يدها على آبار النفط. وسلفا كير يسرع بإغلاق الآبار هذه وسحب كل ما يجعلها تعمل إنقاذاً لحلقومه هو. وليس لأي سبب آخر. وحرب الجنوبي ضد الجنوبي (وليس حرب الجنوبي ضد الشمالي) هي ما يخنق حكومة الجنوب. ووزير نفط الجنوب يعلن للصحف أمس الأول أن النفط يتوقف تماماً بعد أسبوعين.. وأن من يختنق هو الجنوب.. هكذا قال وزير النفط الجنوبي. (2) لكن الخرطوم تعجز تماماً عن تفسير حرب المعتمد ضد الوالي وضد المواطنين وحرب التجار ضد المواطنين الحرب التي تشتعل. وحرب التجار ضد المواطنين كانت تجعل ولاية الخرطوم تقيم مراكز للسلع بسعر مخفض. وتنجح. والمعتمد يطلق جرافاته لإزالة الأماكن هذه... وتزال. والأسعار تشتعل مجدداً. وولاية الخرطوم تطلق اليوم أو غداً قراراً بإعادة محلات البيع المخفض هذه. والبحث يجرى عن أماكن لبيع التنسيق بين مكاتب الدولة القيادية. والدولار يتطلع ليبلغ الألف السادسة. ومنتصف العام الماضي كان شيء مماثل يحدث والخرطوم تسكب أربعة مليارات دفعة واحدة.. ومضاربون كثيرون تنكسر أعناقهم. لكن. الدولة تجد أن ثقوباً معينة سقطت المليارات هذه منها يومئذٍ. والدولة التي تستعد لسكب المليارات في السوق تكمل الآن إغلاق الثقوب هذه. لكن ثقوباً معينة تستعصي على الإغلاق. منها ثقب يسمى (عدم التنسيق). (3) وكتاب للدكتور أشرف عبد الفتاح يصل الخرطوم أمس يقول إن التنمية لا تنبت إلا من بذور أشجار الأمن. والجنوب يبلغ من (الأمن) درجة تجعل سلفا كير يخنق حلقومه بيده. لكن من يخنق الخرطوم هو السيد المعتمد الذي وفي سبيل الجمال يدمر أكشاك السلع المخفضة). والولاية تضطر لإعادتها ابتداءً من اليوم. (4) والأسبوع الماضي وفي ذكرى سقوط الاتحاد السوفيتي نقص كيف أن زعيم بولندا (جومولكا) كانت عبقريته تصنع الأعداء إلى درجة أن العمال في (جدانسك) قاموا يواجهون الدبابات بقضبان السيخ في أعظم ما يصل إليه السخط واليأس. والحديث عن سقوط الاتحاد السوفيتي يلتفت إلى جورباتشوف. والخطابات تجد أن جورباتشوف يدمر أعظم إمبراطورية بأسلوب صغير جداً. كان يضع رجالاً مسؤولين في مناصب قيادية. والرجال هؤلاء الذين يجعلون الناس يواجهون الدبابات بالسيخ كانوا من أمثال جومولكا في بولندا. وجومولكا في الخرطوم. ونكتب عن رسالة سرية جداً يرسلها علي الحاج إلى أحدهم في الخرطوم من الشعبي. وهذا يسرُّ بالرسالة إلى آخر والآخر إلى ثالث. والرسالة يصيبها ما يصيب كل سرٍّ في السودان. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 7/2/2012م