قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    أكوبام كسلا يعيد قيد لاعبه السابق عبدالسلام    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع رئيس المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي السعيد محجوب:
نشر في الانتباهة يوم 09 - 02 - 2012

انفصال الجنوب لا شك أنه يحتّم على شمال السودان إعادة النظر في كثير من القضايا الإستراتيجية التي تؤمِّن ظهر الشمال بعد الانفصال وتدعم وحدته وتقوّي صفّه في إطار التخطيط الإستراتيجي الداعم لمشروع السودان النهضوي حتى يكون التخطيط الإستراتيجي ثقافة عامة لكل الناس يستوعب معه كل المتغيِّرات الموجودة والمهدِّدات الدولية والخارجية والداخلية... فهل توفرت البنية التحتية حتى نستطيع أن نقول إننا في تخطيط سليم ومتكامل.. وما هو نوع التخطيط الآن: هل هو تخطيط دولة أم حكومة؟.وفيم يخطِّط المجلس حالياً على صعيد المشروعات الوطنية العملاقة... وما هي الخطط الموضوعة لمقابلة تداعيات انفصال الجنوب.. وما هي أبرز التحديات والعقبات التي تواجه التخطيط الإستراتيجي في السودان؟ أسئلة ومحاور متعددة طرحتها «الإنتباهة» على السعيد عثمان محجوب رئيس المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي فإلى مضابط الحوار:
بدءاً فيم يفكر المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي على صعيد المشروعات الوطنية العملاقة؟
الآن المجلس انتهى من إعداد التقرير النهائي للسنوات الخمس الأولى من عمر الإستراتيجية ربع القرنية لولاية الخرطوم وبدأ في عمل الإستراتيجية الخمسية الثانية لولاية الخرطوم، واعتبرنا أن السنوات الخمس الأولى هي عام أساسي لهذه الإستراتيجية، وأهم ما عملناه في السنوات الماضية أن نجعل من التخطيط الإستراتيجي ثقافة عامة لكل الناس حتى نستطيع أن ننفُذ بها من خلال الوزارات والمحليات والمجتمعات، وكذلك بدأنا بصورة جادة بعمل مؤشرات القياس التي كان السودان يفتقد إليها واستعنّا بكثير من الخبراء للنظر في مؤشرات القياس العالمية ثم الإقليمية واستنبطنا مؤشرات قياس للسودان بالذات في المجالات التي تحتاج إلى مؤشرات للقياس، والآن بفضل الله تمت الإستراتيجية لأول مرة من القواعد حتى الولاية، بدأنا بالمحليات ثم الوزارات، ورُفعت الآن ونُسِّقت في المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي حتى تكون هناك إستراتيجية نتحاكم إليها وتعتمد اعتمادًا كليًا في وضع المخطط الهيكلي كمرجعية أساسية لهذه الإستراتيجية.
فيم تتمثل هذه المؤشرات؟
مثلاً: إحدى المحليات بدلاً أن تنشأ فيها عشر مدارس أُنشئت «12» مدرسة.. العمل النمطي تكون نسبة الأداء «120%»، لكن نحن مؤشرات قياسنا ليست بهذه الطريقة، مثلاً: كم عدد الطلاب الذين يجب أن يكونوا في مرحلة الأساس أو يدخلوا مرحلة الأساس، وكم قطعت المدارس التي أُنشئت من هذا العدد حتى نقول إن الفجوة الموجودة تمثل كم في المائة، مثلاً كم طبيب لكل مواطن، هذه هي مؤشرات القياس حتى نخطِّط تخطيطاً علمياً لما نحتاج إليه من أطباء.. كم سرير لكل مواطن حتى نقول إن المستشفيات لولاية الخرطوم غطّت الفجوة الموجودة للمسألة.. فلابد من استنباط مؤشرات قياس نخطِّط عليها وتكون هي مرجعية للقياس عن الإنجاز لكي لا يكون الإنجاز إنجازًا نمطيًا مطلوبًا ومنفذًا، ففي كل المجالات يمكن أن تكون هنالك مؤشرات قياس حقيقية يتم القياس عليها، والآن نستنبط في مؤشرات الأثر، ماذا يعني أنك تعمل مركزًا ثقافيًا في قرية ما؟ ما هو الأثر؟! لكي لا نوزِّع المشروعات توزيعًا عشوائيًا دون دراسة حقيقية للحاجة لمثل هذه المشروعات، نضرب مثلاً: «وسط الخرطوم» أصبح الآن هنالك عدد من المدارس في مناطق ليس بها عدد من السكان خاصة مدارس الأساس... في التخطيط الإستراتيجي لا بد من قياس مثل هذه الآثار لكل المشروعات بين كل فترة حتى نتأكد هل المشروع القائم له أثر على المجتمع الذي حوله أم لا يوجد له أثر، فلا بد أن تكون هنالك معانٍ تستصحب هذه المباني للعمل الذي نقوم به في التخطيط الإستراتيجي.
تبدو كثير من المشروعات الاقتصادية والإستراتيجية في السودان فاشلة أو تتراءى كذلك لعدم ظهور نتائج محسوسة، هل الأمر مرتبط بغياب التخطيط الإستراتيجي؟
الأمر في التخطيط الاقتصادي لا بد أن يكون تخطيطًا متكاملاً يستوعب معه كل المتغيرات الموجودة ويستوعب معه أيضاً نقاط الضعف الموجودة، كذلك يستوعب معه المهدِّدات الدولية والخارجية والداخلية ثم ينظر بعد ذلك إلى الفرص المتاحة حتى نقيم فعلاً تخطيطًا إستراتيجيًا حقيقيًا نستطيع أن ننفذ به من خلال هذه المسألة، والآن نحاول أن نبسط ثقافة التخطيط الإستراتيجي في كل مناحي الحياة ومن أهمها التخطيط الإستراتيجي في التنمية الاقتصادية حتى تتكامل كل الأدوار في هذه المسألة، هنالك مشروعات لم تتكامل فيها كل الأدوار مثلاً: «مصنع ألبان بابنوسة» تم بناؤه وإعداده بأحدث الأجهزة في هذا المجال، وعملت دراسة جدوى له لكن لأن التخطيط لقيام المصنع لم يكن تخطيطًا إستراتيجيًا تتكامل فيه كل الأدوار، فعندما قام المصنع علموا أن القبائل في بابنوسة لا تبيع ألبان أبقارها، وأصبح المصنع الآن مباني واقفة، ليس هنالك ألبان تجفَّف في هذا المصنع منذ أن قام، والآن له أكثر من ثلاثين سنة، وكذلك مصنع نسيج «دلدتو» بدأت فيه المكنات تتسرب والمصنع لم يتم قيامه لأنه لا توجد زراعة للقطن في هذه المنطقة، لذلك لا بد أن نستوعب كل المتغيرات حوله، ويُنظر في كل الأثر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي حتى يكون هنالك نجاح لهذه المسألة وهذا أوضح ما يكون في التخطيط الاقتصادي.
يعني نفهم من حديثك أن التخطيط الآن في السودان أصبح متكاملاً؟
الآن بدأ يتكامل بقيام مجالس التخطيط الإستراتيجي واكتمال البنية التحتية لحدٍ ما التي تساعد في التخطيط، الآن الكهرباء أصبحت متوفرة، كذلك الاتصالات أصبحت تعم كل السودان، والطرق التي تربط بين المدن الآن موجودة، فالتخطيط مرتبط بالبنية التحتية، فإذا توفرت البنية التحتية نستطيع أن نقول إننا وضعنا أرجلنا في تخطيط متكامل سليم بوجود البنية التحتية الآن في السودان.
ما رأيك في المقولة التي تقول إن السودانيين يجهلون فنون التخطيط؟
المقولة لحدٍ ما يمكن أن تكون حقيقة.. السودانيون ثقافتهم هي ثقافة الحاضر، مثلاً: يقولون «هذا الشيء خليهو علي الله» ويتعاملون بالحاضر الذي أمامهم، فأي تخطيط يعتمد على سعلوق الشدة» هو تخطيط مبتور، فلا بد من النظرة للمستقبل وليست النظرة الآنية فهي لا توصل إلى المرامي التي يحتاج إليها الإنسان، فنحن في التخطيط الإستراتيجي نتحدث عن المستقبل لكن بتخطيط سليم وتحليل للواقع ودراسة حقيقية للموارد، والفرص المتاحة في كيفية التعامل معها لكي تصل إلى التخطيط الإستراتيجي.
إذا صح ذلك ما هو التصحيح والفكرة التي يعالج بها المجلس مثل هذه الأخطاء؟
أهم المحاور التي يعمل فيها المجلس الأعلى للتخطيط الإستراتيجي لولاية الخرطوم هو بسط هذه الثقافة وسط المجتمع، ونحن في تخطيطنا نراهن على المجتمع أكثر من الحكومات ونريد أن نفهم أن التخطيط هو تخطيط دولة وليس تخطيط حكومة حتى يشعر الآخرون بأنهم جزء من هذا التخطيط، فالآن تتغير الحكومات في أمريكا لكن إستراتيجية أمريكا لا تتغير، هذا هو المفهوم الآن ونحن بصدد بسطه، وقد نجحنا في الفترة السابقة كثيراً في إقامة مجالس للتخطيط الإستراتيجي على مستوى المحليات وأنشأنا خمسة مجالس في المحليات وتبقت فقط محلية الخرطوم وجبل أولياء، وعدد الأشخاص في كل مجلس لا يقل عن ثمانين شخصًا من وجهاء المجتمع وليسوا هم العاملين في السلك الحكومي للمحلية، ونسبة «60%» من هؤلاء الأشخاص ليس لهم علاقة بالحكومة ولكنهم فهموا إن الإستراتيجية هي تخطيط دولة، تتغير الحكومات ولكن تبقى الإستراتيجية هي الباقية، على مستوى المنطقة، وعلى مستوى الحي، لا يتغالط اثنان في الإستراتيجية التي تخدم المواطن، وبدأنا ننشر في هذا المفهوم، والمطّلع على الدول التي سبقتنا في التخطيط الإستراتيجي وكانت تعتبر من الدول المتخلفة والآن يشار إليها بالبنان مثل ماليزيا، كل الشعب كان يتحدث عن نسبة عشرين وهي نهاية أجل الإستراتيجية الثلاثينية التي بدأت في سنة «90» وأصبحت الآن هي ثقافة عند كل الناس وأي مواطن عرف ما هو دوره في هذه الإستراتيجية فعندما خرج الرئيس الماليزي مهاتير من الحكومة لم تنهرْ الإستراتيجية وأصبحت قائمة، كذلك في الصين وهذا ما نسعى إليه في السودان أن يهتم الناس بإستراتيجية لهذه الدولة بغض النظر عن الحكومات وتقلباتها.
يعني إذا تغيرت الحكومة لا تتغير الإستراتيجية؟
لأنها هي إستراتيجية دولة، وتتغير الحكومة لكن تبقى الإستراتيجية، كذلك تتغير الأحزاب الآن في الغرب لكن تبقى الإستراتيجية، لكن الحكومة تبسط برامج بعد ذلك من خلال هذه الإستراتيجية.
ما هي الخطط الموضوعة لمقابلة تداعيات انفصال جنوب السودان؟
انفصال الجنوب مؤكد له آثار اجتماعية وسياسية وثقافية، وهذه الآثار لا بد أن تقابَل ببرامج تمتص هذا الأثر الذي حدث بانفصال الجنوب وبالذات في المجال الاقتصادي، والآن كل التخطيط الإستراتيجي في المسألة الاقتصادية لغياب البترول لإيجاد بدائل حقيقية لقلة الموارد التي كانت تأتي من البترول، والسودان الآن زاخر بكثير من الموارد الطبيعية التي يمكن أن تعوض الناس من مسألة البترول، فالأراضي الزراعية والمياه الموجودة في باطن الأرض وسطحه فكل هذه تمثل نهضة حقيقية في مسألة الزراعة، فتوجد مثلاً: دول عظمى ليس لها بترول مثال لذلك اليابان، وآن الأوان أن نهتم بإيجاد بدائل اقتصادية لهذه المسألة ونستفيد من لماذا انفصل الجنوب ولا بد من الترابط الاجتماعي الحقيقي بين سكان السودان جميعاً حتى لا ينفصل جزء آخر من السودان فلابد من إيجاد دور حقيقي للمجتمع حتى يتماسك.
في رأيك ما هي أبرز العقبات والتحديات التي تواجه التخطيط الإستراتيجي في السودان؟
لابد من بسط ثقافة التخطيط الإستراتيجي في كل مناحي الحياة، ومن أهم مرتكزات التخطيط الإستراتيجي هو الوقت، والشعب السوداني ليس له أي احترام للوقت.. احترام الوقت هو محور رئيس في التخطيط الإستراتيجي حتى تكون ثقافة التخطيط ثقافة لكل الناس لكي يتعاملوا معها.
فالتخطيط الإستراتيجي هو الذي يخلق الموارد والإمكانات لتنفيذ الخطة الإستراتيجية، لذلك لا بد أن يتشبع كل الناس والمجتمع بمسألة التخطيط الإستراتيجي وأهميته في حياة الناس.
الوفاق الوطني والمصالحة في خطط المجلس الإستراتيجية؟
من أهم إستراتيجيات الدولة التوافق السياسي بين كل المجتمع، ولا يتم التوافق الا إذا كان كل الناس حريصين على إستراتيجية لهذه الدولة يتفقون عليها جميعاً، إذا اتفقت كل الأحزاب وحركات المجتمع على إستراتيجية لهذه الدولة في كل مناحيها وتم الاتفاق والإجماع عليها سوف يكون تغيير الحكومات ليس له أثر في الوفاق أو الاختلاف، فإذا نظرنا إلى الدول المتقدمة نجد أن السياسة ليس لها أثر في الحياة اليومية ولا تظهر التكتلات السياسية إلا أيام الانتخابات فقط.
تقصد أنه لا يوجد توافق سياسي؟
بالعكس، أنا أعتقد أن الشيء الذي يجعل أهل السودان يتوافقون أكثر من الشيء الذي يجعلهم يختلفون، فثقافتهم واحدة، ودينهم كذلك واحد، خاصة بعد انفصال الجنوب، فإذا نظرنا إلى ماهي نقاط الاختلاف في المجتمع السوداني، فإنا لن نرى شيئًا لنقول إن هذا اختلاف إستراتيجي في المجتمع السوداني، فإذا نظرنا إلى التحليل الإستراتيجي للمجتمع السوداني لنقاط الالتقاء نجدها كثيرة جداً وليس هنالك أي نقطة نقول إنها تفرق بين الناس فلا بد أن نتراضى على إستراتيجية لهذه الدولة فسوف يجد أي شخص أنه داخل هذه الإستراتيجية.
كيف ستكون مقابلة المخاطر الأمنية الحالية في جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وأبيي؟
هذه مسائل من المؤكد أنها سوف تؤثر على كل السودان مثلاً: أي اضطرابات أمنية تحصل في أي إقليم من أقاليم السودان أثرها أثر متعدد ولا يمكن أن نقول إن ما يحدث في جنوب كردفان ليس له أثر في حلفا؛ لأن هذه المسائل تؤثر على بعضها البعض، فالنزوح يتم داخل السودان وليس خارجه، وإذا تم النزوح بدون استعدادات لاستقبال النازحين وبدون إمكانات لاستقبالهم فسوف تتأثر كل الأقاليم بهذا النزوح، فالذين داخل مناطق النزاع يتأثرون بقلة السكان والذين في الجوار يتأثرون بالنزوح الذي حدث داخل المدن، فإذا تراضينا في كل منطقة على إستراتيجية لهذه الولايات والمدن والقرى واتفقنا عليها فلن يكون هنالك وقت للاحتراب.
الخطر الإسرائيلي في جنوب السودان كيف تنظر إليه من زاوية إستراتيجية؟
الذي يحدث الآن في جنوب السودان إذا نظرنا إليه بعين فاحصة هو مدعاة لكي يكون كل أهل السودان على قلب رجل واحد فكلنا نعلم ماذا تعني إسرائيل وماذا تعني الصهيونية في العالم فهي تعني السيطرة والتغول على حقوق الآخرين، فلابد من وضع التدابير اللازمة لوحدة وطنية حقيقية داخل السودان تقف أمام هذا الذي يحدث في الجنوب وخاصة بعد الوجود الإسرائيلي الحقيقي الذي حدث في جنوب السودان، فالجنوب أصبح أرضًا مباحة لأعداء السودان وأعداء التوجه داخل السودان فلا بد أن يجلس الناس ويتراضوا لمناقشة المسألة بصورة حقيقية وفق مفاهيم مشتركة لكل الناس عن الخطر الصهيوني الذي أصبح يترصد من الجنوب، وبالإمكان أن يأتي أيضًا من بعض البلاد المجاورة وهي خطة للتغول الصهيوني في إفريقيا.
قراءة للمستقبل السوداني على ضوء المعطيات الإستراتيجية؟
بالنسبة للمعطيات مثلاً: المجتمع السوداني الآن ثقافته مشتركة، وغالبية الناس دينهم واحد وهو الإسلام، فهذه واحدة من أقوى النقاط الموجودة في المجتمع من ناحية إستراتيجية، فالمجتمع متماسك جدًا وليس هناك ما يفرقه، فالثقافة مشتركة.
ثانياً: السودان الآن من أكثر البلدان أمانًا في مسألة المياه وهي حرب القرن الحالي، فالسودان يوجد فيه أنهار ومياه جوفية متوفرة في كل السودان فهذه واحدة من نعم السودان وتجعله محورًا إستراتيجيًا لحماية السودان في مستقبله.
ثالثاً: اختلاف المناخات في السودان من صحراوي وشبه صحراوي وسافنا غنية وسافنا فقيرة، هذا التنوع المناخي جعل خصائص التربة السودانية هي متنوعة وتوجد بداخلها جميع أنواع المعادن ويعتبر ذلك مولدًا حقيقيًا ومازال السودان بكرًا في مسألة المعادن.
بوصفك أحد أعضاء الحركة الإسلامية كيف تنظر إلى المذكرة التصحيحية التي يقال إنها رُفعت من قبل إسلاميين؟
أنا أشك أن هنالك مذكرة ومن هم الذين كتبوا هذه المذكرة وأين هم الآن في قواعد الحركة الإسلامية هل هم موجودون على مستوى الأحزاب كأفراد عاملين فإذا كانوا كذلك فيجب أن يطرحوا أفكارهم داخل النظام الشورى المتعارف على الحركة الإسلامية، الآن الحركة الإسلامية تخطط لقيام المؤتمر الثامن في أغسطس ويبدأ هذا المؤتمر من القواعد، فأنا لا أريد أن أتحدث على محتويات المذكرة ولا أريد الخوض فيها لأنني لم أطّلع عليها ولكنني أريد أن أتحدث عن كيف تدار الشورى داخل الحركة الإسلامية، فهي تبدأ بالقواعد من الأحياء والوحدات الإدارية الأعلى ثم للمحليات ثم على مستوى الولايات ثم على مستوى المؤتمر العام داخل كل هذه السلسلة من الاجتماعات والمؤتمرات يحق لأي عضو أن يقول كلامه من غير أي حرج من خلال هذه المؤتمرات وليس هناك حجب لأي أحد في هذه المسألة ولا أظن أن الناس تحتاج إلى مذكرات.
في تقديرك هل تشبه مذكرة العشرة؟
مذكرة العشرة اتخذت المسألة الشورية وطرحت داخل مجلس الشورى ولم يعمل لها أي إعلان قبل تقديمها في مجلس الشورى، وأي نوع من هذه المسائل وخارج المؤسسية هو مداعاة للفرقة أكثر من أنها مداعاة للإصلاح، وأنا أتمنى من الألف أن يتصعدوا من قواعدهم حتى يأتوا إلى المؤتمر العام مصعدين ويطرحوا هذا داخل المؤتمر العام فأي حديث عن الإصلاح موجود، فأنا عضو في الحركة الإسلامية منذ عام 92 لكني لم أسمع بمذكرات تكون خارج الإطار فأجهزة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مفتوحة لأي شخص أن يقول رأيه. فلابد من المعالجة في الداخل فإذا لم تعالج فسوف تؤدي الى فتنة.
البعض يرى أن قضايا مثل الفساد تستوجب مذكرة؟
نجح أعداء التوجه في ذلك، وأي شخص له مستند تجاه شخص معين مهما كان وصفه التنظيمي فعليه إبرازه، وحتى الآن لا توجد مستندات تقول إن هذا الشخص فاسد وأوكد أن أي شخص ثبت عليه فساد لا يوجد شخص يحميه.
كلمة أخيرة ماذا تقول فيها؟
إذا أخذ المجتمع دوره الحقيقي في حياة الناس وأصبحت له مبادرات يتقدم بها على الدولة يمكن أن يتطور الناس ويصبحوا مثل الدول المتقدمة، فالمجتمع إذا تقدم الدولة فهذا مجتمع متقدم ومتحضر، أما المجتمع الذي تخلف عن الدولة ويريد من الدولة أن تعمل له وهو بعد ذلك يتبع الدولة في رأينا أن هذا مجتمع متخلف ولابد أن يراجع نفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.