شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يعيد مبلغ (177 مليار) وصلته عن طريق الخطأ عبر إحدى التطبيقات البنكية وصاحب المال يحلف عليه بالطلاق بأن يأخذ منها "مليار" ومتابعون: (لسه الدنيا بخيرها)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    لأهلي في الجزيرة    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخروج من الأزمة يتطب حواراً استراتيجيا
الدكتور محمد حسين أبو صالح، ل «الصحافة»:

قال الدكتور محمد حسين أبو صالح، أستاذ التخطيط الاستراتيجي بمعهد البحوث والدراسات الاستراتيجية، إن المخرج من الأزمة الراهنة يتطلب قيام مؤتمر استراتيجي يخاطب القضايا الوطنية وبمشاركة كل القوى السودانية لتحقيق الاستقرار والتنمية، ووصف ما يجري في السودان بأنه صراع استراتيجيات عالمية تتصارع منذ عقود لتحقيق مصالحها في المنطقة، وأشار في حواره هذا مع «الصحافة» إلى أن التنافس السياسي بين الأحزاب أضرَّ كثيراً بالمصالح الاستراتيجية للدولة، ورجح أن تكون الدعوة للانفصال التي تتبناها قيادات الحركة الشعبية بدفع من قوى خارجية لتحقيق مصالحها، وتوقع عودة الحرب بين الشمال والجنوب بسبب الحدود والقضايا العالقة بين الطرفين.. فإلى مضابط الحوار:
٭ بدايةً كيف تقرأ المشهد السياسي قبل ثلاثين يوماً على حق تقرير المصير؟
من خلال النظرة العميقة لما يجري اليوم، صحيح يبدو للمشاهد والمواطن العادي أن الأحداث خلال الثلاثين يوماً القادمة هي مسألة كأنما وليدة صدفة او جاءت بتخطيط قصير الأجل، ولكن نحن الآن نشهد نهايات لاستراتيجيات أخذ تنفيذها عقوداً من الزمان، والاستراتيجية عموماً هي خطة طويلة الأمد ولكن في نهاياتها تسعى لتحقيق مصالح، ونحن هنا نسميها «المصالح الاستراتيجية» والسودان بحكم ظروف وأوضاع كثيرة جداً كان موطناً لاستراتيجيات أجنبية متعددة، وكانت هذه الاستراتيجيات تتمحور حول مصالح اقتصادية او عقائدية وثقافية، فحول الجزء الاول صحيح أن كثيرين يقولون ان السودان لديه موارد طبيعية كبيرة، وأنا اريد ان أسس لهذا من منظور عملي، هل مواردنا هذه فعلا باعثة لنا بالمشكلات؟ فهناك صراع استراتيجي حول المصالح، هذا الصراع بين الدول الكبرى يدور حول «6» محاور، وتغطي هذه المحاور المصالح المادية والثقافية والدينية وغيرها، فإذا أخذنا الخمسة محاور الأولى منها نجد ان السودان تنطبق عليه هذه المحاور، واذا أية الدولة معنية فيها جزء من هذه المحاور تكون قد وقعت داخل هذا الصراع.
٭ إذن كيف تبدو قراءتك للواقع من خلال هذه الاستراتيجيات المتصارعة؟
سؤال صعب جداً.. هم يقولون إن المحور الأول والأساسي للصراع هو الطاقة، والطاقة عندها مكونات «النفط والغاز الطبيعي والايثانيول والطاقة النووية»، ففي السودان اذا اخذنا النفط فنحن نقع في الثلث الأخير من قطاع «اليامال» الذي يبدأ في شكل هلال من آسيا مروراً بالخليج الى افريقيا، اذن السودان فيه بترول، ولكن السياسة عبر الإعلام أقنعت الكثيرين بأن البترول يوجد في الجنوب وهذا غير صحيح، البترول يوجد في الجنوب والشمال، لكن القضية الأخطر هي «اليورانيوم» وهذا مرتبط بالطاقة الأعظم، وهناك نظرية من نظريات ادارة الصراع الثلاث تقول إن من يمتلك الطاقة الاعظم يمتلك القوة الاعظم ويؤسس ويدير ويسود النظام العالمي، الآن السودان لديه اليورانيوم بكمية ضخمة وكبيرة، واليورانيوم يدور حوله صراع في الحقيقة بين الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا واسرائيل، إذن ما يجري في منطقة دارفور وجبال النوبة جزء منه اليورانيوم، وهناك تخوف من أن الحكومة الإسلامية في الشمال قد تقوم باختراق مع روسيا في اليورانيوم، وقد تقوم باختراق مع ايران، والعالم يتخوف من أن إذا امتلكت ايران هذه الطاقة سيختل التوازن الاستراتيجي، كما أن روسيا والصين تنافسان الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
٭ هل يعني ذلك أن الصراع صراع استراتيجيات اقتصادية؟
هو صراع استراتيجيات اقتصادية في الطاقة إذا أخذنا المحور الثاني محور المعادن الاستراتيجية، وهذه ثمانية معادن استراتيجية، فالدولة التي تمتلك واحداً منها ستكون في الصراع، والثمانية معادن موجودة في السودان، منها النحاس في دارفور والكروم في النيل الازرق، والمحور الثالث للصراع حول «المياه»، ليست مياه النيل فقط، بل هناك مياه الأمطار والمياه الجوفية بكمية ضخمة، وهذه مربوطة بفجوة الغذاء العالمي مع الأرض الزراعية وهي المحور الرابع، فأمريكا تعتبر أن السلع الاستراتيجية في الغذاء واحد من مفاتيح الغذاء، بالتالي الولايات المتحدة لا تسمح لآخرين بأن يمتلكوها، والسودان يمكن ان يمتلك هذه الاسلحة، وهناك الصراع الثقافي، فنحن في مسرح الاستراتيجية الصهيونية التي ترى ان الاستقرار لدولة ذات موارد طبيعية ضخمة مثل السودان وموقع استراتيجي يربط بين شمال وجنوب افريقيا والعالم العربي يمكن أن يهدد هذا المشروع الصهيوني، وهناك الاستراتيجيات الصهيونية، وهي في النهاية عندها مصالح تتناقض مع المشروع الاسلامي، وهناك استراتيجية شهيرة اسمها «استراتيجية حزام السافنا» تقول إنه لا بد من اقامة حائط صد بين إفريقيا شمال الصحراء وافريقيا جنوب الصحراء، حائط يشمل جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور حتى بحيرة تشاد، وبالتالي لك أن تتخيل قانون المناطق المقفولة وتعليم غير اللغة العربية واتفاقية المناطق الثلاث، فكلها تدور حول هذه الاستراتيجية.
٭ لكن «نيفاشا» إذا اعتبرناها ملخصاً لهذه الاستراتيجيات بوصفها مشروع حل لهذا الصراع، ولكنه قاد لاحتقان سياسي.. برأيك هل يمكن أن تؤدي تداعياته إلى انفراط العقد الوطني والإطاحة بالدولة والمجتمع؟
نيفاشا سعت لإنهاء الصراع المسلح في السودان منذ «1955م»، واوقفت الحرب فعلاً، لكن المشكلة ان الاجندة الاجنبية او المصالح الاجنبية قد تدفع او تستخدم هذه الاتفاقية لتحقيق مصالح اخرى، لذلك كان المشهد السياسي والاحتقان السياسي في السودان، فنحن لدينا مشكلة حقيقية نعاني منها، فعندما نتحدث عن الدولة السودانية الحديث يختلف عن الحكومة السودانية، وبالتالي نحن نحتاج في ادارة المصالح الاستراتيجية السودانية لرؤية استراتيجية، رؤية حول الدولة السودانية نفسها، يعني القضية ليست قضية الحركة الشعبية أو المؤتمر الوطني، هي قضية السودان ككل، وهنا لا تكون المعارضة في القضايا الاستراتيجية، والمعارضة عندها حدودها في ما يلي المصالح، لكن القضايا الاستراتيجية ليست فيها معارضة، وفي هذه النقطة نحن ليس لدينا اتفاق حول المصالح الاستراتيجية في السودان او المهددات، لذلك التنافس السياسي أضرَّ كثيراً بهذه المصالح الاستراتيجية، لذلك المفاوض الحكومي وهو يفاوض في نيفاشا ما كان مسنوداً السند الكامل الذي يجعله يحقق الاجماع الذي يجعله يقرُّ بشأن الدولة، فقد كانت هناك معارضة وضغوط، والحركة الشعبية ايضا ما كان لديها سند من الآخرين لأن هناك احزاباً جنوبية اخرى بالجنوب، والشاهد الذي أريد أن اقوله إن هذا التعقيد يرجع الى انه لا توجد رؤية كلية شاملة حول كل القضايا تستصحب هذا الصراع الاستراتيجي، فهذه الأجندة جعلت الناس لا تستطيع ادارة الشأن، وبالتالي يمكن أن تحدث إخفاقات في اتفاقية نيفاشا نتيجة لهذا العجز الكبير.
٭ هذا الإخفاق هل يمكن أن يؤدي إلى انهيار الدولة بشكلها الحالي؟
طبعاً إذا كانت مصلحتهم في نظام ضعيف وهش او تقسيم السودان تبقى هذه وسيلة، وأنا بالنسبة لي نيفاشا وصلت لنظام في الجنوب ونظام في الشمال، وأقرَّت الشريعة في الشمال وغيرها في الجنوب، وعندما يأتي الآن ويحدث حوار بأن يدار السودان كله بنظام غير إسلامي فهذه تخلق مشكلة، بالتالي الحديث عن سودان واحد علماني يمكن أن يدخلنا في مشكلات، وأنا ما أخشاه أن الثروات الموجودة والموقع الاستراتيجي قد لا ينتهي بفصل الجنوب بشكله الحالي، فأنا في تصوري سيضم اليه النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور وهناك أبيي، فسيكون هناك «جنوب أكبر» فهذا تقريباً الذي ادى لعدم الاتفاق على ترسيم الحدود، وهذا قد يكون مشكلة قادمة، وهناك حيثيات قوية، مثلا النيل الأزرق يعبر ولاية النيل الأزرق و «85%» من المياه تأتي عن طريق هذه الولاية، بالتالي انفصال الجنوب لوحده لن يؤثر كثيراً، كذلك جبال النوبة تقع في «سُرة» هذا الحزام، فتركيبة الجيش في جبال النوبة والنيل الازرق مع التمرد في دارفور، فهذه المسألة يمكن إذا لم يدرها الناس بحكمة يمكن أن تنتقل للجنوب، وبالتالي يبقى ما تبقى من السودان الشمالي مهدداً.
٭ من خلال قراءتك لهذه الاستراتيجيات هل رؤيتها للحل من خلال مشروع نيفاشا تمضي باتجاه الوحدة ام الانفصال؟
الناس الآن يتحدثون عن الانفصال ولا أدري لماذا يستبقون الأحداث، ورغم ان الاطراف قد اتفقت في نيفاشا على اساس العمل للوحدة، فالآن الناس يتحدثون عن ان الحركة الشعبية ما كانت صادقة لأنها وقعت على هذا ولكن حقيقة كانت تعمل للانفصال، ولكن اذا تحدثنا عن الاستفتاء، فاذا انا اريد ان استبق الاحداث واقرأ، فلا توجد جهة حتى الآن عملت دراسة ميدانية حقيقية قاست بها اتجاهات المواطن الجنوبي على أساس أنها تمضي باتجاه الوحدة او الانفصال، وما يبدو هو انطباعات، فنحن كلنا نعرف مستوى الوعي عند المواطن والتأثير القبلي والسياسي عليه، فيمكن أن يؤثر عليه رأي جهة معينة، لكن دفع الناس نحو الانفصال هو رغبة الحركة الشعبية فعلاً، واذا كانت رغبة الحركة الشعبية ورغبة الجنوبيين فعلى الناس أن تقبل به.
٭ أنت تشكك في أن الانفصال ليس رغبة جنوبية؟
كل ما اخشاه ان هناك دفعا خارجيا لأن يسير الناس نحو الانفصال، فهل حقق الجنوبيون ترف الحياة حتى يفكروا في شكل الدولة والحريات وهذه المسائل المعقدة، والآن الجنوبيون يبحثون عن أساسيات الحياة، نعم هذه قضايا حقيقية تحتاج للحل، لكن الآن الناس يستخدمونها باعتبارها اجندة ليدفعوا الدولة نحو الانفصال، واتمنى أن يكون الانفصال رغبة وطنية وليست أجنبية.
٭ هل تعتقد أن دعوة قادة الحركة الشعبية للانفصال تأتي في إطار هذه الاستراتيجية؟
طبعاً.. فلماذا الدعم الاسرائيلي، والوجود الاسرائيلي في الجنوب، كذلك واضح جدا التناقض بين المشروع الاسلامي السوداني والمشروع الصهيوني الاسرائيلي، والذي يقرأ الاستراتيجيات الاسرائيلية يجد أن مصلحتها ليست في ظل سودان موحد قوي، فلا بد من سودان مفتت، ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك من الجنوبيين من يرغب في الانفصال، وهذا من حقه وهو حر في اختياره، واذا كان الاختيار حراً ودون تدخل فإن هذا سيقود لانفصال شرعي ولا يقود إلى مشكلات بين الشمال والجنوب، وستكون الدولة آمنة في الجنوب والشمال، لكن وجود الأجندة الأجنبية خلفها هذا ما نخشاه، وهو الذي سيقود لمزيد من المشكلات مع الدولة المنفصلة ومع الحزام السوداني ولاحقا مع الشمال.
٭ إذا وقع الانفصال وفقاً لهذا السيناريو.. ما هي طبيعة المشكلات التي تتوقعها بين الدولتين؟
انا اتخوف من مشكلات الحدود، لأن الحرب اندلعت بين إثيوبيا واريتريا بسبب منطقة واحدة، ونحن الآن نتحدث عن حدود بطول «2000» كيلومتر، وفيها حركة تقريبا ربع سكان السودان حوالي «10» ملايين نسمة، وبها ثروات طبيعية وموارد، وكذلك عندنا مشكلة أبيي ومشكلة هجليج أن فيها بترول الشمال، وبالتالي عدم الاتفاق على الحدود قد يضر، ليس بالشمال فقط وانما بالبلدين، أولاً يحدث نوع من عدم الاستقرار وحالة من عدم الأمن، والنفط السوداني في هذه المنطقة سيتوقف انتاجه، وبالتالي الدخل سيتأثر شمالا وجنوبا، ويمكن الضغط أكبر سيكون على الجنوب لأنه ليس لديه مصدر دخل، ولا اتوقع ان الدول الاجنبية ستدعمه بشكل كبير في المرحلة القادمة، وحتى اذا دعم فمؤكد ان الدعم الذي سيتلقاه لن يكون بمقدار الذي يصله من قيمة قسمة ايرادات البترول، والآن اليونان شريكة في الاتحاد الاوربي ولم تُحظَ بدعم منه في أزمتها المالية فما بالك بالجنوب، فنحن محتاجون لرؤية وطنية استراتيجية في الجنوب، ورؤية جنوبية ورؤية شمالية تنظر للأحداث من المنظور الوطني وليس المنظور الخارجي، فهذا يجعلنا نتعامل بسلام وحكمة، فحتى لو حدث انفصال لن يكون هناك ضرر كبير، والعالم الآن يتحدث عن التكتلات الكبيرة ونحن نتحدث عن التقزم والتشظي، فهذا معناه أننا يجب أن نسأل أنفسنا: أين الفكر السوداني الذي يجعل كل الشعب السوداني يتفق على ان يعيش في هذه الرقعة الجغرافية، فهذا اعتقد انه اخفاق وطني، فنحن أخفقنا في أن ننتج هذا الفكر الاستراتيجي، فحتى المشروع الإسلامي مفروض نستنبط منه كيف نتعامل مع الآخر، وهل الدين الاسلامي يفشل في التعامل مع غير المسلم؟ حتما هذا السؤال غير صحيح.
٭ أنت قرأت موقف الحركة الشعبية من خلال الاستراتيجيات الأجنبية.. كيف تنظر لموقف المؤتمر الوطني من قضية الوحدة باعتبارها قضية استراتيجية؟
طبعا هو دعا للوحدة من خلال الاتفاقية، لكن هناك احداث دفعت المؤتمر الوطني لقبول تقرير المصير، ورغم وصفه بأنه خطوة شجاعة لكن سبقته احزاب سياسية اخرى، فالوضع كان ممهداً لقبول حق تقرير المصير من فرانكفورت، ومؤتمر واشنطون واسمرا للقضايا المصيرية وشقدوم، وأنا ضد أنه من الاساس ما كان نفكر في حق تقرير المصير، بقدر ما كان نفكر في حوار وطني حقيقي في كيف تُدار الدولة، والآن هم يتحدثون عن وحدة وسعوا لها بغض النظر عن ذلك، فنحن لا نستطيع أن نقول إنهم يطرحونها تكتيكياً او استراتيجياً، وإلى الآن الناس يمارسون نشاطاً في سبيل الدعوة لها.
٭ من خلال إدارة المؤتمر لدولاب الدولة، هل تبدو دعوته للوحدة تكتيكا ام رؤية استراتيجية يعمل لها؟
اتفاقية نيفاشا فيها جداول محددة، حددت لكل برنامج فترة زمنية محددة، وقسمت السلطة والثروة بين الشريكين، واتفق على المبادئ التي يمكن أن تساعد في تحقيق الأمن واستقراره والوحدة، لكن أرى أن المسألة التي كانت محتاجة الى أن يوقع الناس عليها هي المشروعات التي تحقق الوحدة، اي أن تكون هناك مشروعات حول السكة حديد والنقل والغذاء، يعني مشروعات محددة بميزانيات يتم الصرف عليها، فهذا لم يكن موجوداً، بالتالي اصبحت المسألة متروكة للاجتهادات، ولو كان هذا البرنامج موجوداً ونفذ لكان الواقع قد اختلف الآن، وهذا مع البرنامج الثقافي لفك الاختناقات، فلا يمكن أن نفك الاختناقات بين الشمال والجنوب بعد حرب خمسين سنة في خمس سنوات، فأوربا مثلاً بعد الحرب العالمية مكثت «20 30» سنة لمعالجة آثارها، لذلك الفترة الانتقالية نفسها كانت خطأ بتحديدها بخمس سنوات، ففي ظل التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية حتما غير ممكنة، فنحن نحتاج لفترة انتقالية اطول، ومازال السودان يحتاج لها بشرط أن تبدأ بخلفية او مرتكزات استراتيجية.
٭ هل تعتقد أن اتفاقية السلام الشامل قيدت الدولة في إحداث التنمية بالجنوب من خلال جداولها؟
لم يشر إليها اساساً، وأنا اتخيل ان مشروع السكة حديد الذي يمتد الى جوبا كان يمكن ان يكون مشروعا رئيسيا، ويربط بين أجزاء الجنوب نفسه، وهناك الطرق التي تربط الشمال بالجنوب والنقل النهري وتطويره، والشراكات بين الشمال والجنوب، ومشروعات بالجنوب لخلق فرص عمل، مشروعات بناء قدرات الجنوبيين، فكان يمكن أن تكون مشروعات محددة تعالج هذه القضية، ولكن الاتفاقية كانت كلها عبارة عن حريات واتفاق على السلطة، هذا ادار الجنوب وهذا ادار الشمال، وبالتالي المسألة التي تربط بين الاثنين لم توجد، وانا اعتقد ان الشمال كان يمكن ان يصرف فوق الميزانية لتحقيق هذه الغاية.
٭ سبق للمؤتمر الوطني أن قال إنه سيفاجئ العالم بتحقيق الوحدة، كما فاجأه بتحقيق السلام.. كيف يمكن ذلك على ضوء المعطيات الراهنة؟
انا اعتقد ان مصالح الشمال والجنوب ودول الجوار ومصالح الدول الاجنبية كلها تقوم على أساس وحدة السودان، لأنه إذا انفلتت الامور فإن الجنوب لن ينعم بالاستقرار، واعتقد ان امريكا عند قراءتها للوقائع يكون فيها نوع من الخطأ في احيانا كثيرة، فهل حقيقة ان امريكا قرأت ما يمكن ان يجري في السودان اذا انفصل الجنوب بالوضع هذا، فاذا تمت قراءته بالشكل الصحيح فالمسألة ستقود للوحدة، وانا اعتقد ان المؤتمر الوطني اذا كان في يده بعض الملفات في الفترة القادمة ويريد أن يقنع الناس بالوحدة خلال ثلاثين يوما فهذا غير منطقي وواقعي، لكن قد تكون التوعية والحوار الاقليمي والجنوبي قد وصلت الى ان مصلحة السودان وجيرانه في الوحدة، والآن الاستفتاء اذا مضى بمعدلات التسجيل الحالية فهذا سيقود لوضع متوتر بأن يفصل السودان بعدد قليل من الصوات قد لا تتجاوز الثلاثمائة الف صوت، وهؤلاء فيهم المتعلم والامي، اذن الاستفتاء بهذا الوضع وبهذه الطريقة وبهذا الاحتقان فالوضع معه لن يكون مستقراً.
٭ ولكن إذا تمت الوحدة بالطريقة التي اشرت إليها ايضا ستكون وحدة حوار نخبة وليست رأي مواطنين؟
ايضاً غير مطلوبة، فالمسألة كلها مصالح، والمصالح نهايتها الى القواعد، كل الاتفاقية أخذت كلياتها الاساسية بدون خلاف ووزعت السلطة وغيرها، لكن في النهاية المواطن همه يبقي واحداً فهو يريد ان يعيش، ونحن نريد ان نتحدث عن التنمية ويجب أن يكون ذلك بارقام وهذا غير موجود، وهذا ليس حديث نخب وانما حديث تخطيط استراتيجي، لنعرف اين المشكلة وكيف نعالجها، وليست مسألة نخب ولا لجوء للقواعد في مسألة لا يدركونها.
٭ المعطيات الراهنة تشير إلى أن الجنوب بات اقرب للانفصال.. ما هي المخاوف التي تحاصر المؤتمر الوطني والشمال اذا حدث الانفصال ويمكن أن تشكل هاجساً استراتيجياً؟
المشكلة اذا انفصل الجنوب أن الحدود لم ترسم حتى الآن، وهناك مشكلات بها فيها مصالح للشمال والجنوب ولقوى أخرى، والنقطة الثانية الاستفتاء نفسه اذا تم بهذا العدد المحدود فهذه مشكلة حقيقية، كذلك مشكلة الجنسية لم تحسم، واذا لم يتم الاتفاق بين الطرفين فالقانون الحالي ينص على ان المواطن بالميلاد او الاقامة، واذا لم يتم الاتفاق على موضوع الجنسية يمكن لحكومة الجنوب أن تستخدم كثيراً من البنود والمواثيق الدولية وتضع قانون جنسية ينص على ان المواطنين الجنوبيين هم الذين يقطنون داخل اراضي الجنوب، وهذا واحد من الاسباب التي جعلت الكثيرين لا يسجلون للاستفتاء حتى لا يدخلوا أنفسهم في مشكلات، وهذه فيها تعقيدات لأن إسقاط الجنسية الحالي حسب القانون لا يتم الا بحيثيات، اما عن طريق الاختيار او تنزع بواسطة قرار من رئيس الجمهورية نتيجة ممارسات خاطئة.
٭ إذا تجاوزنا قضايا ترتيبات ما بعد الاستفتاء، ما هي المصاعب الحقيقية التي تواجه الشمال اذا وقع الانفصال؟
اذا تم الانفصال في هذه الظروف فإن الحرب ستتجه شمالا، وهناك احتمالات بأن تقوم لأن الدولة الجديدة غير معروفة حدودها، ولا يتم الاعتراف بها في الأمم المتحدة إلا بمعرفة حدودها.
٭ في البدء قلت إن الصراع هو صراع استراتيجيات، لكن كيف يبدو دور هذه الاستراتيجيات في حل تعقيدات مشروع الحل؟
التعقيد الذي يواجه الولايات المتحدة الآن هو أنها راغبة في انفصال الجنوب ولكنها تتخوف من ان الانفصال اذا تم بطريقة خشنة فإن مصالحها التي تسعى لها ستُضار، لذا تسعى الى أن تضمن انفصالاً سلساً.
٭ لكن كثيرين يشيرون الى أن الرؤية الاستراتيجية للولايات المتحدة ترتبط بالوحدة؟
نعم.. هذا فعلا، وكثير من الدراسات السابقة اشارت الى ان الولايات المتحدة مع الوحدة، لكن يبدو انهم كانوا حينما أتت الانتخابات يأملون في تغيير النظام، اي ان يحدث تغيير في تركيبة النظام الحاكم، لأن النظام الغربي عنده وجهة نظر في النظام الاسلامي السياسي، وبالتالي كانت تتصور أن الانتخابات ستغير هذا النظام وبالتالي تحقيق مصالحهم من خلال الوحدة، وحينما لم يتم ذلك كان لا بد من أن يرجعوا لخطة أخرى وهي انفصال الجنوب، ومن ثم بعد ذلك يضمون المناطق الثلاث له، وطوال تاريخ الحوار بين الشمال والجنوب حينما يتم الحديث عن حدود 1956م تحدث تدخلات خارجية بأن المناطق الثلاث لا تدخل فيها، ودائما يأتي ذلك من الخارج، وهذا يكشف بأن هناك رأياً بأن الجنوب ليس هو الجنوب بحدود 1956م، فهناك الجنوب الأكبر الذي يسعون اليه، وهذا يمكن ان يحدث نوعاً من الاختناق في المنطقة.
٭ دارفور برزت بوصفها عنصرا جديدا في صراع الشمال والجنوب من خلال استضافة جوبا لحركاتها المسلحة، كيف تنظر لاستخدام الاطراف لها في تحقيق ميزان القوى لأي صراع محتمل؟
اذا اخذنا هذا المنهج يبقى الضرر كبيرا، ولن يحدث استقرار في الشمال او الجنوب، فالشمال او المؤتمر الوطني لا يتخيل ان يؤسس علاقة ذات مصالح استراتيجية بين الشمال والجنوب، والحركة الشعبية او الجنوب تحتضن حركات مسلحة من دارفور، لأن الشمال سيرى ان الازمة في دارفور ستقعد الشمال برمته، واذا الشمال قبل واتخذ قرارا ضخما بأن يفصل الجنوب في سبيل أنه يستطيع يحقق نهضته، والجنوب أخذ حقه واحتضن حركات دارفور بما يؤثر على انطلاقة الشمال، لذلك اي احتضان لمعارضة هنا في الشمال او الجنوب ضد الآخر سيكون عملاً يؤخر الترتيبات لتأسيس علاقة استراتيجية بين الشمال والجنوب، فنحن لدينا فرصة كبيرة بأنه تكون هناك شراكة حقيقية بين الشمال والجنوب في مجالات كثيرة، وبالتالي الناس يجب أن تلتفت للمصالح الحقيقية. وأنا اعتقد أن التأثير علينا كبير جدا نتيجة مصالح أخرى أجنبية.. وهذا ليس حديثاً من باب نظرية المؤامرة، بل شيء طبيعي أن يكون في العالم صراع، لكن غير الطبيعي ألا نستعد الاستعداد المناسب لهذا الصراع، ومن ابجديات ادارة هذا الصراع أن نفكر ونناقش ونحاور من منطلق وطني ذاتي بدون تأثير، وهذا ما نفتقده كثيرا.
٭ من خلال تصفحك لدفاتر الشريكين، أين تكمن مواطن القوة والضعف لكليهما؟
مكامن قوة الدولة أن مصالحها الاستراتيجية يكون حولها اجماع، ولكن السؤال هل قمنا بممارسة صحيحة تجعلنا نسيطر على الدولة، وانا اعتقد ان المؤتمر الوطني في ادارته للدولة يحتاج لاستصحاب رؤية الآخرين، والحركة الشعبية الآن تتهم بأنها لا تمثل الجنوب، وهناك اتهام بسيطرة عنصر قبلي معين عليها، واذا كان هذا صحيحا لن يكون الوضع في الجنوب مستقراً، ومن منظور استراتيجي مصلحة الشمال أن يكون الجنوب مستقراً وليس العكس، وبالتالي اذا لم يحدث اجماع على رؤية جنوبية استراتيجية بمشاركة حقيقية للاطراف المختلفة لن يستقر الجنوب، وهكذا في الشمال أيضا.
٭ وفقاً للمعطيات الراهنة كيف ترى صورة المشهد السياسي بعد التاسع من يناير؟
هذا يعتمد على كيفية تصرف القائمين على الامر خلال الفترة المقبلة، والفترة القادمة قصيرة ولا تمكن من طرح رؤى لمعالجة الوضع، لأن الناس قد انجرفوا في تيار الاستفتاء والانفصال، فهناك من يرى ان المسألة بشكلها الحالي تحتاج لقرارات حاسمة، وهذا ليس قرار فرد، لذلك اعتقد اذا التقى الناس في حوار استراتيجي قد يتخذ قرارات تؤثر على هذا الوضع، وان يجرى كذلك حوار في الجنوب مماثل، فاذا نجحنا في اختراق هذا الحوار الاستراتيجي في الشمال مع حوار استراتيجي في الجنوب، ويكون هناك حوار جنوبي شمالي على أسس استراتيجية بدون الخوض في التفاصيل الروتينية التي نغوص فيها منذ 1955م، قد نصل الى أنه يمكن يتم الانفصال بطريقة سليمة، وهناك مسائل اخرى اذا استعجل في حلها قبل 9 يناير مثل حسم موضوع الجنسية والحدود، فإنها ستقلل الاحتقان، لكن اذا انفصل الجنوب وهي عالقة لن يكون هناك حسن نية في القضايا السياسية، وانا اقول ذلك لن المسألة ليست في يد الشمال او الجنوب، وانما هناك يد قوية ولها اثر كبير، فمثلا امريكا موجودة في تشاد ولديها صلة بدارفور، وفرنسا موجودة في تشاد، واسرائيل في تشاد كذلك، واسرائيل وأمريكا في يوغندا وإثيوبيا، وهذه اطراف لها اثر، وكذلك وحدتنا لديها مقومات كثيرة تقوم على الاجماع الوطني على المصالح الوطنية والوصول لسلوك ادارة الدولة، ولكن هذا لا يمكن ان نحدده في شهر، فالمسألة معقدة جداً. وكل المؤتمرات حول قضايا السودان لم يحدث ان كان من بينها مؤتمر شامل من منظور استراتيجي بمشاركة الكل حول قضايا السودان، فمؤتمر المائدة المستديرة 1965م كان حول مشكلة الجنوب، وفي مؤتمر اسمرا 1995م المعارضة عزلت فيه الحكومة، ومؤتمر الحوار الوطني الذي اقامته الحكومة كان مؤتمرا حكوميا وعُزلت فيه المعارضة، ونيفاشا كذلك وهكذا، فهي مؤتمرات كلها حدثت فيها هذه السمة، إما بمشاركة طرف دون الآخر او حول اقليم معين او برؤية مرحلية سريعة تكتيكية، فالمفقود في السودان تماما هو الحوار الذي يشمل الكل حول قضايا استراتيجية حول كل السودان، وانا لست من انصار استراتيجية حول اقليم معين، فالسودان يواجه رؤية شاملة حوله ككل، ونريد ان نواجهها برؤية شاملة.. لذا الحوار الوطني الاستراتيجي مسألة جديدة يشترك فيها الكل، ويكون منهجها ورقا اكاديميا مهنيا استراتيجيا، والأكثر أهمية هو وحدة الناس في العالم، فهي الرؤية الاستراتيجية، لأنها تحدد مصالح البلد، وتحديد المصالح مهم جداً، وهذا اذا تم فإنني أتخيل أننا نستطيع ان ننظم هذا المؤتمر على وجه السرعة، ويستطيع السودانيون خلال فترة السبعة اشهر المتبقية على الفترة الانتقالية تنظيم مؤتمر استراتيجي شمالي يسبقه حوار على مستوى الدراسات حول الولايات المختلفة، وكذلك حوار جنوبي، ليحدث حوار وطني استراتيجي يقوده مهنيون وليس سياسيين لكن بمشاركة السياسيين، واذا تواثق الناس على هذا يمكن نقيم ضمانات على هذا الاتفاق حتى لو كانت ضمانات دولية، حينها يمكن ان تتخذ قرارات مهمة جدا، فيمكن اذا قرر الجنوبيون الانفصال يمكن ان يجمد هذا القرار، لكن يظل الحق مكفولاً اذا أخللنا بالالتزام، ثانيا السودان يمتلك من الموارد الطبيعية ما يجعله يفكر في الشراكات الاستراتيجية العالمية، وهذه واحدة من وسائل تحقيق الأمن والاستقرار في السودان لأنها تحل كثيراً من المشكلات الداخلية، وتحقيق توازن في العلاقات مع الصين وروسيا وامريكا، واذا حدث ذلك فإنه سيساعدنا كثيرا، والمؤتمر الاستراتيجي يمكن أن يؤسس الرؤية السودانية للشراكات الاستراتيجية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.