بهاء الدين ليس وحده فقد تضرر كثير من مواطني المنطقة من عدم اكتمال صيانة المركز الصحي، وروى عدد من سكان قرية السليمانية الكثير من المعاناة التي واجهتهم في فترة توقف هذا المرفق الصحي المهم وأبدوا دهشتهم للإهمال الكبير الذي يعانيه طيلة السنوات الماضية، وقال حسن أحمد عبد الماجد: إن المركز توقَّف قبل أكثر من عامين بدواعي الصيانة، وظلوا طيلة السنوات الماضية يقطعون مسافات طويلة من أجل تلقي العلاج إن كان في جبل أولياء أو الكلاكلة، وتساءل: «لماذا لا توجد أجهزة رقابية تحاسب المسؤولين الذين يقصرون في خدمة المواطنين»؟واتفق التجاني سعيد مع حسن، وقال إن قريتهم تواجه إهمالاً مريعًا من قبل حكومة الولاية والمحلية وأوضح أن المواطنين يهدرون الكثير من الوقت في سبيل تلقي خدمة العلاج في المراكز القريبة من السليمانية والتي تبعد عنهم قرابة السبعة كيلو مترات، المواطنون هددوا بأنهم إن اضطروا فسينفذون اعتصامًا في الشارع الرئيس المؤدي إلى ولاية النيل الأبيض. الإحباط بدأ يسيطر على رئيس اللجنة الشعبية بالسليمانية شرق حامد أحمد وهو يتحدث ل «الإنتباهة» وقال: منذ تولينا تكليف اللجنة وكل وقتنا وجهدنا مسخر للانتهاء من صيانة المركز الصحي؛ فالمواطنون يرمون اللوم علينا لكثرة الوعود التي ننقلها لهم من المسؤولين ولكنها تتبخر في الهواء، الصيانة كان مخططًا لها الانتهاء خلال شهرين فقط، ولكنها امتدت لأكثر من عامين عانى فيها المواطنون كثيرًا، فكثير من المعدات الطبية التي كانت بالمركز تلفت بعامل التخزين والنقل بما فيها جهاز أشعة خاصة بمرضى الأسنان وكنا نحلم بأن يتطور المركز لمستشفى ريفي يستوعب كل القرى المجاورة للمنطقة خاصة أنه كان يقدم خدمات العلاج لكل قرى «أم أرضة» والتي تفوق العشرة إلى جانب مرضى «بويجه» و«وقره» إضافة إلى سعة الغرفة التي تفوق العشرين مع إمكانية بناء طابق آخر، المركز كان به قسم للحوادث والإسعافات الأولية إلى جانب العمل بالتأمين الصحي حسب حامد الذي أكد أنهم كلجنة شعبية طرقوا جميع الأبواب بما فيها والي الخرطوم بخطاب من اللجنة الشعبية، ولكن لم يحدث تطور حتى الآن، وأردف: «الطالب إذا مرض لا سبيل له سواء انتظار ولي أمره لعرضه على طبيب خاص أو يحمله بعض الأساتذة لمستشفى جبل أولياء إن كانت حالته خطرة»، حامد عاد وأشاد بمعتمد جبل أولياء بشير أبو كساوي الذي تسلَّم مهامه مؤخرًا، وقال إنه سجل زيارتين للمركز منذ توليه تكاليف المحلية داعيًا إلى الإسراع في إكمال مراحل الصيانة وترفيع المركز إلى مستشفى ريفي يخدم كل قرى المنطقة. فيما اتفق نائب الدائرة بالمجلس بالوطني مالك عبد الله مع من سبقوه في الحديث وقال إن أهمية مركز السليمانية لكل قرى أم أرضة لا يختلف فيه اثنان فهو يغطي أكثر من خمس عشرة قرية، وأوضح مالك أن المقاول الذي كلف بعمل صيانة المركز لم يمر بالمراحل القانونية ولا يوجد عقد بينه وبين الوزارة «حسب إفادات المقاول» والحديث لمالك مشيرًا إلى إن عدم اكتمال صيانة المركز كل هذه الفترة الطويلة غير كريمة في حق المواطن البسيط الذي يبحث عن العلاج المستديم، وبشَّر مالك أهل المنطقة بقرب اكتمال صيانة المركز بعد زيارة معتمد جبل أولياء بشير القمر أبو كساوي للموقع، وتعهَّد المعتمد بتحويل أول دفعيات للمحلية لهذا المركز الذي يخدم كل سكان أم أرضة، وثمّن مالك مجهودات أبو كساوي في المنطقة، وقال إنه واحد من أبناء المحلية.. ومن المؤكد وضوح بصماته خلال فترة وجيزة، ونحن نثق بمجهودات المواطن البسيط وأكد مالك أنه سيبذل كل جهوده من أجل توفير الخدمات لأهله في المحلية مشيرًا إلى أنه ورث تركة كثيرة مثقلة بالإهمال وتدني الخدمات مما سبب لي إرهاقًا شديدًا على حد قوله.