٭ بُعيد منتصف عقد التسعينيات - حيث كنا ب «الرأي الآخر» - إعتدنا أن نسمع كل صباح من أستاذنا إدريس حسن كلمة «بتاعة».. ٭ كان يطلب من أحد المحررين قائلاً: «روح البتاعة بتاعة الشفيع دي».. ٭ أما «البتاعة» هذه فقد كانت المجلس الوطني الإنتقالي آنذاك... ٭ وأما الشفيع هذا فهو الشفيع أحمد محمد رئيس المجلس المذكور آنذاك.. ٭ فأستاذنا إدريس حسن الذي اعتاد طوال عمره الصحفي على اسم «البرلمان» صعب عليه - ربما - استيعاب هذا الاسم المركب العجيب.. ٭ وربما يصعب عليه إلى الآن كذلك استيعاب «الآلية» التي يعمل بها هذا المجلس حتى بعد أن «كشَّ» اسمه.. ٭ فهو مجلس «بتاعة!!» بحق وحقيقة.. ٭ فما من قرار واحد «بالغلط» قَدِر هذا المجلس على اتخاذه خارج دائرة ما «يُريد!!» المؤتمر الوطني.. ٭ وما من مشروع سياسي أو اقتصادي واحد «بالغلط» كذلك قَدِر عليه هذا المجلس على الامتناع عن إجازته مادام المؤتمر الوطني «يريد!!».. ٭ فالاسم الصحيح لهذا المجلس - إذاً - هو المجلس «الباصم!!».. ٭ أو المجلس «السكوتي!!».. ٭ فهو إما أن يبصم من غير «بِغم».. ٭ أو «يغمغم!!» - من باب «أنا هنا» - ثم يجيز «من سُكات».. * ومن قبل حين «غمغم» المجلس في قضية «الجهات» المتهربة من تقديم ميزانياتها السنوية - حسب تقريرٍ للمراجع العام - مهدداً إياها بعواقب وخيمة تحديناه أن يفعل.. ٭ تحديناه وقلنا إننا سنقطع ذراعنا إذا استطاع أن يمسّ شعرة واحدة من رؤوس القائمين على أمر هذه «الجهات».. ٭ وإلى يومنا هذا ذراعنا باقية على كتفنا والحمد لله.. ٭ والآن نسمع «غمغمة» أخرى من تلقاء المجلس في قضية «عجائب» هيئة الحج والعمرة التي فاقت كل حدود التصور.. ٭ وتوعد المجلس الهيئة هذه بالحلِّ تارة.. ٭ وبالخصخصة تارة أخرى.. ٭ أما ما نقوله نحن إزاء هذا الوعيد: «إبشري بطول سلامة يا هيئة». ٭ فسوف يحين أوان الحج القادم والهيئة باقية ب «عجائبها!!» و«أمرائها!!» و«استثناءاتها!!» و«جوازاتها إياها» و«حجّاجها التائهين!!».. ٭ ربما الذي يُحلّ هو المجلس - في إطار موازنات سياسية - أما الهيئة فلا.. ٭ فقد أضحت من «ثوابت» الإنقاذ بما «تستحلب» من أموالٍ لصالح الخزينة العامة.. ٭ أما المجلس فهو الذي «يستحلب» الخزينة هذه نظير مهام شكلية تتمثل في «البصم» و«التمرير» و«السكوت».. ٭ وعلى ذكر «الأمراء» هؤلاء فقد كشف لنا أميرٌ منهم - قبل أيام - ما جعلنا نضحك على «طيبتنا!!» وسذاجتنا حين كتبنا كلمتنا تلك بعنوان «الكترابة».. ٭ فالأمراء - «الظاهرون» منهم «المستترون» - عددهم أكبر من الذي أشرنا إليه بكثير.. ٭ أكبر من الرقم «ألف» الذي جعلنا نصيح: «الكترااابة».. ٭ والامتيازات يعجز عقل «أجعص» روائي عن تخيّلها.. ٭ والاخفاقات في مقابل ذلك كله - تجسّدها «صورٌ!!» يكاد المرء أن يتشكك في صحتها.. ٭ صورٌ أكثرها قابلية للتصديق تلك التي «تُظهر» بصّاً لا تكاد «تظهر!!» معالمه من كثرة «المتشعبطين» فيه من الحجاج المسددين ل«رسومهم!!» كاملة لهيئة الحج والعمرة.. ٭ والصور هذه جميعها بطرفنا الآن إذا رأت «البتاعة» أن تستعين بها في سجالها مع الهيئة.. ٭ أو بالأحرى؛ إذا ضمنا نحن أنها سوف توظفها للأمر هذا خدمةً للمصلحة العامة وليس خدمةً لمصلحة المؤتمر الوطني.. ٭ فمن الصعب التمييز بين مجلسٍ ومؤتمر كلاهما «الوطني».. ٭ ومن قبل صعُب على أستاذنا إدريس حسن التمييز بين ممثل المؤتمر الوطني - الشفيع - و«بتاعته» المجلس الوطني.. ٭ كل الذي استجد الآن أن «البتاعة» صارت «بتاعة» أحمد إبراهيم الطاهر بدلاً من الشفيع أحمد محمد.. ٭ ولكنها حافظت على وضعيتها ك«بتاعة» تنحصر مهمتها في البصم والتمرير والسكوت.. ٭ فهي مجلس البصم السكوتي.. ٭ غير أنها - أي «البتاعة» هذه - «تغمغم» أحياناً حتى لا يقول الناس انها لا تقول حتى «بغم».. ٭ والآن هي قالت البغم «بتاعتها!!» في وجه هيئة الحج والعمرة ثم «سكتت!!».. ٭ وبقيت الهيئة «تحسب!!» في «أمرائها» للحج القادم.. ٭ و«تحسب!!!» ما سوف يدخل الخزائن من مال.. ٭ و«تحسب!!!» الذين يستحقون «الاستثناءات!!».. ٭ «تحسب!!» ذلك كله ثم تقول إنها «تحتسب!!!!»..