وقع السودان ودولة الجنوب على اتفاق إطاري يحمل مبادئ عامة لحسن الجوار بالعاصمة الإثيوبية أمس. ووقعت اللجنة السياسية والأمنية بين البلدين على الاتفاق، حيث وقع عن حكومة السودان مدير جهاز المخابرات الوطني، فيما وقع عن حكومة دولة جنوب السودان مدير المخابرات الخارجية. وأوضح الناطق باسم الخارجية العبيد مروح ل «سونا» أن اتفاق المبادئ العامة نصَّ على احترام سيادة البلدين وعدم دعم الجماعات المسلحة المعارضة في البلدين واحترام حسن الجوار، وأورد نص الاتفاق أن الخرطوموجوبا يلتزمان باحترام سيادة وسلامة ووحدة أراضي كلٍّ منهما والامتناع عن أي هجوم خصوصًا القصف، وينص الاتفاق على إنشاء آلية مراقبة يستطيع كلٌّ من الجانبين التقدم بشكوى لديها في حال وقوع حادث عند الحدود. وأشارت الاتفاقية إلى أن الجانبين اتفقا على احترام كلٍّ منهما لسيادة الآخر ووحدة أراضيه وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض استخدام القوة والمساواة والمصالح المشتركة والتعايش السلمي. وطالب كبير الوسطاء في المفاوضات بيار بويويا رئيس بوروندي سابقًا من دولة الجنوب باستئناف إنتاج النفط، ودعا الطرفين إلى العدول عن الأعمال أحادية الجانب وقال ل«فرانس برس»: «لا أحد من الطرفين مستعد للحرب على ما أظن». وفي سياق ذلك أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن الطرفين وافقا على عدم الاعتداء بعد الضغوط المكثفة التي مارسها الاتحاد الإفريقى والولايات المتحدةالأمريكية والصين، وقال ثابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق للصحافيين إن البلدين وافقا على عدم الاعتداء «الواحد على الآخر» والتعاون. في الأثناء أكدت الحكومة التزامها التام بالاتفاقية الموقعة مع جوبا، إلا أنها حذّرت من أن تكون مناورة سياسية من دولة الجنوب، وقال د.أمين حسن عمر في صالون سيد أحمد خليفة أمس إن هناك عقلاء بدولة الجنوب إلا أنه عاد وقال إن الأصوات المتطرِّفة واليد العليا هي التي ترتفع الآن بدولة الجنوب، وأضاف: إذا كانت مناورة سياسية فإن السودان له خبرات في العمل السياسي أكثر من خبرات قيادات دولة الجنوب.ورحب المؤتمر الوطني بالاتفاق الذي تم أمس حول القضايا الأمنية بين السودان ودولة جنوب السودان بأديس أبابا وأعرب عن أمله أن يكون الاتفاق مهد لإنجاح المفاوضات الأخرى فيما يتعلق بالحدود والبترول والقضايا الأخرى، ونبه على أن الحكومة وقّعت اتفاقية السلام وأن المهم ليس التوقيع فقط وإنما الالتزام بذلك. ووصف رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الوطني د. قطبى المهدي الاتفاق بتجديد النوايا، وقال أرجوا أن ينعكس ذلك على أرض الواقع. وفي ذات السياق وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فجر أمس وفد السودان المفاوض برئاسة إدريس محمد عبد القادر وعضوية كل من صابر محمد الحسن ومطرف صديق وسيد الخطيب ويحيى حسين، فيما وصلت من جانب دولة الجنوب سكرتارية الوفد والوفد الرسمي مساء أمس، في وقت تتجه فيه قيادات نافذة إلى طرح فكرة إقالة باقان من رئاسة وفد الجنوب. وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض إدريس محمد عبد القادر للمركز السوداني للخدمات الصحفية أمس، إن الوفد الحكومي متفائل بالوصول إلى حلول إيجابية في قضية النفط، مؤكداً أن السودان مقتنع بطرحه الذي قدمه خلال الجولات السابقة، خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي أعقبت توقيع اتفاق عدم الاعتداء بين البلدين برعاية الاتحاد الإفريقي. وتوقع أن يدفع وفد الشركات العاملة في مجال البترول التفاوض إلى منحى إيجابي، مضيفاً أن وفداً من تلك الشركات وصل إلى مقر التفاوض ويضم عدداً من الخبراء الاقتصاديين والفنيين والقانونيين. وأبلغ مصدر مطلع المركز السوداني للخدمات الصحفية أمس، أن قرار إيقاف النفط من قبل دولة جنوب السودان أثار خلافات عميقة وسط القيادات الجنوبية، ووصل الأمر إلى اتهام قيادة الحركة الشعبية بالعمالة لقوى دولية قدمت أبناء دولة الجنوب للمحرقة في سبيل حربها مع الخرطوم. ولم يستبعد المصدر أن يستجيب سلفا كير لضغط بعض المجموعات التي تطالب بإقالة وإبعاد باقان أموم من قيادة الحركة وحكومة الجنوب، بوصفه صاحب قرار إيقاف النفط دون أن يقدم بدائل اقتصادية للجنوبيين. وتشير «سونا» إلى أن اللجنة السياسية والأمنية بين السودان وجنوب السودان التي يرأسها وزيرا الدفاع في البلدين وعضوية وزيري الداخلية والخارجية والفرق الفنية، كانت قد اجتمعت في الخرطوم منتصف سبتمبر الماضي، وناقشت المبادئ العامة واتفقت على عقد اجتماع آخر في جوبا في يناير الماضي لكنه لم ينعقد لعدم اكتمال الاجتماعات الفنية، وبعدها تم تحويل اجتماعات اللجنة إلى أديس أبابا، وقد بذل الوسطاء برئاسة ثامبو أمبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق جهوداً مقدرة لتقريب وجهات النظر بين البلدين.