في خضم التظاهرات والمسيرات المطالبة برحيل الرئيس السوداني عمر البشير، وقع اشتباك غير مسبوق، بين جهاز الأمن والاستخبارات، والقوات المسلحة في بلدة بورتسودان الساحلية الاستراتيجية. وأوضح مدير شرطة ولاية البحر الأحمر محمد عمر أمس، أن عناصر من الاستخبارات الوطنية اشتبكوا مع مجموعة من جنود الجيش ليل الأربعاء الخميس، مما أسفر عن سقوط قتيل، وإصابة عدد آخر من الجهاز القوي والنافذ، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة ضد التظاهرات المناهضة للحكومة، والتي تهز السودان منذ أكثر من شهر. وفي حين أكد عمر «احتواء الموقف بواسطة قيادة الطرفين وإعادة الأوضاع الأمنية بالولاية إلى ما كانت عليه»، أفاد شهود عيان وعدد من أهالي بورتسودان، التي خرجت تظاهرات فيها أيضاً، بأن الاشتباكات كانت قريبة من الساحل، مما أجبر المقاهي والمطاعم المجاورة على إغلاق أبوابها. في سياق متصل ، امتنعت الجهات الرسمية حتى الآن عن تقديم تفاصيل حول خلفية اشتباك وقع مساء اول أمس الأربعاء بين أفراد من "الأمن" و"الجيش" ببورسودان أسفر عن مقتل ضابط بجهاز الأمن بحسب بيان صدر عن شرطة ولاية البحر الأحمر. في الأثناء نشر الصفي ناصف صلاح الذي يدير شبكة أخبار غير رسمية بمواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل لخلفية الحادث تطابقت مع روايات مصادر ذات صلة بمدينة بورسودان. وفيما يلي ما أوردته "مونتي كارو": "أسفرت اشتباكات بالاسلحة بين قوات من الجيش والامن اول امس الاربعاء بمدينة بورتسودان شرقي السودان عن مقتل احد افراد الامن واصابة آخرين . وطمأن مقرر لجنة امن الولايه اللوا۽ شرطة حقوقي محمد موسي عمر في بيان مواطني الولاية ياستقرار الاحوال الامنية بالمدينة واحتوا۽ الموقف بواسطة قيادة الطرفين بعد حدوث احتكاك بين افراد من منسوبي القوات المسلحة وجهاز الامن عند الساعة الثامنة مساء اصيب على اثره عدد منهم وتم اسعافهم وغادروا المستشفى فيما احتسبت قوات جهاز الامن والمخابرات الوطني فردا من قواتها بحسب البيان. وبحسب شهود عيان تحدثوا لمونتي كاروو فقد تصاعد التوتر بين الجيش والامن منذ الخميس الماضي عندما اعتقلت اجهزة الامن ضابط برتبة الملازم الدفعة 61 ينتمي الى سلاح البحرية تصادف وجوده بغير الزي الرسمي بالقرب من تظاهرة سلمية بالمدينة فرقتها الاجهزة الامنية ، وتعرض ضابط البحرية للضرب والاساءات اللفظية من قبل افراد الامن قبل ان يطلق سراحه ومن ثم تقدم بشكوى رسمية الى قائد وحدته العسكرية . وفي يوم الاثنين الماضي اقتحمت مجموعة مسلحة بالعصي يشتبه بانتمائها لسلاح البحرية ، مكاتب الامن ببورتسودان واعتدت بالضرب على المتواجدين بالاستقبال واتلفت بعض الاثاث وعلى الفور اجتمعت لجنة امن الولاية لنزع فتيل التوتر كما وضعت قيادة القوات البحرية ثلاثة من الضباط (الامين و سفيان و مجتبي) في الايقاف الى حين انتهاء التحقيقات . وحضر الى بورتسودان يوم الاربعاء الماضي وفد مكون من رئيس أركان القوات البحرية الفريق الركن بحري عبدالله المطري ونائب رئيس جهاز الامن الفريق جلال الدين الطيب الشيخ ومدير الاستخبارات واجتمعوا بضباط الجيش والامن بقاعة السلام بامانة الحكومة . واضاف احد الشهود لمونتي كاروو انه اثناء خروج الضباط من القاعة حدثت ملاسنات واشتباكات بالايدي بين ضباط الجيش والامن تطورت لتبادل لاطلاق الاعيرة النارية ادت الى مقتل رقيب بالامن واصابة ثلاثة من ضباط سلاح البحرية احدهم برصاص مطاطي في الراس والثاني في الكتف والاخير في القدم . وتم استدعاء قوات من الفرقة 101 جوار فندق بلس التي قامت باخلاء منطقة الكورنيش من المواطنين ونشرت مركبات عسكرية في شوارع المدينة وعادت لجنة الامن بالولاية للاجتماع مرة اخرى وعلمت مونتي كاروو بصدور قرار باستدعاء اللواء الركن عصام الدين عبد الفراج قائد معهد المشاة بمنطقة جبيت لتولي مهام حفظ الامن بولاية البحر الاحمر وابعاد الضباط الى ثكنة عسكرية خارج المدينة."