قلبى مع السودان الشقيق وشعبه الكريم.. ورغم المحنة الصعبة التى يمر بها جارنا الجنوبى والإضطربات والاحتجاجات التى تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين بسبب تردى الأوضاع المعيشية.. فإن هناك من يريد أن يصب مزيدا من الزيت على النيران المتأججة لتزداد توترا واشتعالا بدلا من أن يترك للأخوة السودانيين الحرية لتقرير مصيرهم ولا يسعى للتدخل فى الشئون الداخلية للسودان. أتحدث هنا تحديدا عن الأنباء التى بثتها قناة الجزيرة القطرية السبت الماضى وزعمت فيها أن رئيس جهاز المخابرات السودانى صلاح عبد الله قوش قد التقى سرا برئيس الموساد الإسرائيلى يوسى كوهين على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا فى شهر فبراير الماضي. نفس الدور الخبيث التى كانت تمارسه القناة المشبوهة مع جميع الدول العربية التى شهدت انقلابات واضطرابات ولا تزال تعانى وتدفع من دماء أبنائها وسيادتها ثمناً باهظاً لهذه الأكاذيب والأنباء المضللة والتدخل السافر فى شئونها. ولذلك لم يلبث أن تم بث الخبر وتناقلته كافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية حتى أصدر جهاز المخابرات السودانى بيانا قال فى فيه إن الخبر الذى بثته قناة الجزيرة عن اللقاء عار عن الصحة ويفتقد للمهنية والموضوعية وأكد البيان أن الجهاز سيظل ملتزما بالسياسات الخارجية للبلاد وتوجهها وموقفها الثابت، دون أن تحتاج بلادنا لتتحرك فى الخفاء أو أن تمضى فى اتجاه مغاير لمبادئها وسياساتها الوطنية. لقد أكدت السودان مراراً أنها لا تعترف بإسرائيل من الأساس ولا تقيم معها أية علاقات دبلوماسية.. وفى يناير الماضى كشف الرئيس عمر البشير إن بلاده تلقت نصائح بالتطبيع مع إسرائيل حتى تنصلح أحوال البلاد مجدداً ومؤكدًا على رفضه مثل هذه النصائح. نرجوكم.. ارفعوا أيديكم عن السودان ولا تتدخلوا فى شئونه.. واتركوا لشعبه وحده حقه فى تقرير مستقبله ومصيره بالشكل الذى يريده.. وكفانا عبثاً وتآمراً وتدخلاً فى شئون دولنا وأمتنا.