شهدت العاصمة السودانية مساء أمس تظاهرات احتجاجاً على سقوط طلبة قتلى في مدينة الأبيض غرب البلاد، فيما توجه وفد من قيادات الحرية والتغيير إلى المدينة لمتابعة الأحداث. وقد سقط 8 سودانيين على الأقل قتلى في مدينة الأبيض، إثر إصابتهم إصابات مباشرة برصاص قناصة بعد خروجهم في موكب سلمي، فضلاً عن وقوع عدد كبير من الإصابات. ورجحت مصادر طبية سودانية ارتفاع عدد القتلى بسبب الإصابات الخطيرة وسط المتظاهرين، وأغلبهم من طلاب الثانويات. وقررت لجنة أمن ولاية شمال كردفان تعليق الدراسة بجميع المراحل في مدارس الولاية بعد الأحداث. وقال والي الولاية اللواء الصادق الطيب عبد الله، إن الاحتجاجات في الأبيض تطورت وأصبحت أعمال شغب، وإنه تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، ولا نستطيع تحديد من أطلق النار على المحتجين. وتساءل محمد حسين شرف القيادي في حركة العدل والمساواة المسلحة بدارفور في تصريحات ل«الاتحاد» عمن يقف وراء إشعال الأحداث في الأبيض، وعن الهدف من وراء المظاهرات، وما إذا كانت تستهدف تعطيل الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير. وذكرت مصادر سودانية مطلعة ل«الاتحاد»، أن الذي يقف خلف أحداث الأبيض هم منظمات وكوادر الإسلامويين وميليشياتهم الذين ما زالوا يملكون الأموال والأسلحة ويسيطرون على المواقع الحساسة في السودان، وأنهم مازالوا يشكلون خطراً على التغيير الذي حدث في السودان، وأنه لن ينجح أي اتفاق في السودان من دون حل هذه الميليشيات والقبض على قادتها وأعضائها ومحاكمتهم. وأوضحت المصادر أن طلاباً ومعلمين محسوبين على النظام البائد استغلوا وجود أزمة خبز في المدينة، وحرضوا الطلاب على الخروج إلى الشوارع، بل وأجبروا بعضهم على المشاركة، واتجهوا بهم إلى مسرح الجريمة المعد مسبقاً، حيث تتمركز خلاياهم الإجرامية من أجل خلق فتنة بين أهالي المدينة وقوات الدعم السريع. وأشارت المصادر إلى أن من كان يقود المظاهرة هم كوادر إسلاموية وطلاب من جامعة كردفان محسوبين على حزب المؤتمر الوطني المعزول الحاكم سابقاً، وقالت إن «قوى الحرية والتغيير في الولاية لم تنتبه لهذه المؤامرة». المصدر الاتحاد