أكد الرئيسان السوداني المشير "عمر البشير" والجنوب سوداني "سلفاكير" ميارديت في اتصال هاتفي بينهما ليل أمس الأول أن حادثة اغتيال ناظر دينكا نقوك السلطان "كوال دينق مجوك" لن تؤثر على ما تحقق من سلام بين الدولتين، واتفقا على تفعيل الآليات كافة التي من شأنها أن تحقق العدالة وتحقق الاستقرار بين البلدين وتنظم العلاقات بين شعبي المنطقة، وأكدا على ضرورة استمرار اللجنة الإشرافية في الانعقاد. وقال وزير الدفاع الفريق أول ركن مهندس "عبد الرحيم محمد حسين" ل(المجهر) إن مهاتفة الرئيسين أكدت على ضبط النفس بغرض تهدئة الموقف في "أبيي" على الأرض ومنع الصراع القبلي بين المسيرية والدينكا نقوك والسيطرة على الأهالي هناك. وكشف الوزير في حديثه عن تحركات يقودها الأعيان من المنطقة وقادة الإدارة الأهلية لاحتواء الموقف، مبيناً أن الأوضاع في "أبيي" هادئة على الأرض . ردود فعل سالبة في "أبيي" وفي غضون ذلك تصاعدت ردود الأفعال في "أبيي"، وكشفت مصادر داخل "أبيي" أن مجموعة من شباب دينكا نقوك قامت بحرق سوق المدينة بالكامل، وهدمت المسجد، وأحرقت مقر الحراسة (الخيمة) التابعة لقوات (اليونيسفا) التي تقع أمام منزل الناظر القتيل "كوال دينق مجوك"، فيما حاولت قوات (اليونيسفا) الإثيوبية السيطرة على الموقف وأصابت ثلاثة من المحتجين بالرصاص، وتم نقلهم إلى مستشفى منطقة (أنيت) ولكن في نهاية الأمر لم تتمكن قوات (اليونيسفا) التابعة للأمم المتحدة من ذلك وتراجعت للاحتماء بمقرها . الخارجية تدين مقتل ناظر الدينكا وفي السياق أصدرت وزارة الخارجية بياناً أدانت فيه مقتل ناظر دينكا نقوك السلطان "كوال دينق مجوك"، وأعربت في بيان صادر عنها أمس -حصلت (المجهر) على نسخة منه- عن بالغ أسفها على حادث مقتل السلطان وثلاثة من قوات (اليونيسفا) وأفراد من المسيرية، ودعت الأطراف المعنية كافة بممارسة أقصى درجات الحكمة وضبط النفس. وكشفت الخارجية عن تحقيق عادل وشامل وشفاف قالت إن الجهات المعنية ستجريه، وشددت على محاسبة من يثبت تورطه في حادثة مقتل السلطان. فيما حذر بيان صادر عن مجموعة قيادات دينكا نقوك ممهوراً بتوقيع "زكريا أتيم"، حذر من خطورة التصعيد ودعوا لضرورة ضبط النفس، وطالبوا الحكومة بإجراء تحقيق حول الحادثة. الداخلية تبدي أسفها وفي الأثناء أصدرت وزارة الداخلية بياناً حول أحداث منطقة "أبيي" وأوضحت أن تبادل إطلاق النار أدى لوقوع قتلى وجرحى من كل الأطراف حيث قتل (17) من أبناء المسيرية وجرح (12) منهم وقتل (2) من دينكا نقوك من بينهم الأمير "كوال دينق" وجرح فرد واحد منهم، بينما قتل فرد من القوة الإثيوبية وجرح اثنان توفي أحدهما لاحقاً . وأعربت الداخلية عن أسفها لهذا الحادث الذي وصفته بالعارض، متمنية أن يتحلى الجميع بضبط النفس حتى يعم الأمن والتعايش السلمي ويعود الصفاء بين الطرفين نسبة لما يربطهما من وشائج وعلائق تاريخية راسخة. الرواية الكاملة للحادثة في حوالي الساعة الرابعة من مساء (السبت) تجمعت مجموعة من شباب المسيرية على متن عدد من الدراجات البخارية وقاموا بمطالبة الوفد الذي يضم الأمير "كوال دينق" بإرجاع أبقارهم التي استولى عليها أفراد من دينكا نقوك . - استمر النقاش لمدة (3) ساعات تخللته مشادات انتهت بتبادل إطلاق نار مما أدى لوقوع قتلى وجرحى من كل الأطراف، حيث قتل (17) من أبناء المسيرية وجرح (12) منهم وقتل (2) من دينكا نقوك من بينهم الأمير "كوال دينق" وجرح فرد واحد منهم، بينما قُتل (1) من القوة الأثيوبية وجُرح اثنان توفي أحدهما لاحقاً .