وجهت قيادات صحفية انتقادات للحكومة والبرلمان وأشاروا إلى بطء التعامل مع اعتداءات الجبهة الثورية على "أم روابة" و"أبو كرشولا" بشمال وجنوب كردفان، وعابت على البرلمان عدم وقوفه على الحقائق من مراكز اتخاذ القرار ودعته لتشكيل غرفة مشتركة بين الجهازين (التشريعي والتنفيذي). واعتبرت القيادات الإعلامية الحادثة بمثابة بالون اختبار للجهازين للتعامل مع الحدث والاستفادة منه مستقبلاً خاصة وأن الاعتداء كان مباغتاً واشارت الى عدم جدوى تعليق جلسات البرلمان ونقلها للولايات. من جانبه أقر رئيس البرلمان مولانا "أحمد إبراهيم الطاهر" خلال لقاء تفاكري أمس (الأحد) بالبرلمان مع رؤساء تحرير وقيادات الصحف والإعلاميين وبحضور وزير الدولة بالإعلام أقر بحدوث ربكة صاحبت هجوم المتمردين على شمال وجنوب كردفان، لكنه قال إنه امر طبيعي يحدث في كل معركة عند المفاجأة. وأكد في الوقت ذاته أهمية الثبات حتى يطمئن المواطنين ووعد بمزيد من التنسيق في الفترة المقبلة، لافتاً إلى وجود غرفة عمليات بالبرلمان تعمل بصورة يومية لتبادل المعلومات. واعترف الطاهر بضرورة إجراء تغيير حقيقي في الوسائل المستخدمة في مواجهة المتمردين وخاصة بعد أن تغيرت القوات المعادية، وكشف عن خطة ودراسة مستقبلية أعدتها الحكومة إلى جانب قرارات جديدة لمواجهة تلك المتغيرات. وأفصح "الطاهر" عن مخطط أجنبي عنصري يستهدف تغيير هوية المجتمع السوداني بدعم من دول خارجية بينها إسرائيل، ونفى أن يكون الهدف منها إسقاط النظام. وتساءل إذا احتلت تلك القوات البلاد فهل ستكون كل البنى الاجتماعية كما هي، وقال إن المقصود منها تغيير عنصري يستهدف الصغير والكبير والدولة نفسها وليس الحكومة، لافتاً إلى أن القوات الحالية التي تحارب البلاد ليست هي ذات القوات التي حاربتنا منذ عشرة أعوام، وقد جاءت بدور جديد وتدريب مختلف لتنفيذ اجندة خارجية، متهماً المجتمع الدولي بالتنصل عن التزاماته تجاه السودان وانحيازه الواضح لدولة الجنوب، وقال إن الهدف من تلك المعارك إرهاق السودان. وتحدى "الطاهر" متمردي الجبهة الثورية بالهجوم على الخرطوم، وقطع بأنهم لن يتمكنوا من ذلك رغم العتاد، مهدداً المتمردين بهزيمة قاسية حال تجرأوا، وقال إنهم سيلاقون نفس مصير "خليل إبراهيم" عند غزوه أم درمان وستحل بهم كارثة كبرى. ودعا "الطاهر" قيادات الإعلام لدعم القوات المسلحة وقال: (لا نريد إعلاماً محايداً وإنما خادم للقضايا الوطنية وداعم للروح المعنوية وإخماد الأصوات المخذلة والجهات التي تقف وراءها) متهماً أحزاب "جوبا" بدعم الجبهة الثورية لإسقاط النظام بأي طريقة. وقال: (كلما فتحنا باباً للحوار أغلقوه) ، وأضاف: (كل الأحزاب المفاوضة في العالم تفهم معنى التداول السلمي للسلطة إلا أحزابنا السودانية) واستنجد بالصحافة قائلاً: (أعينونا على توعيتهم بأن الحوار سينقذ البلاد وليس المؤامرات). ورأى "الطاهر": (إن الوقت الحالي غير مناسب للحوار مع قطاع الشمال حتى لا نهزم الروح المعنوية للجيش والشعب). من جانبه أعلن وزير الدولة بالإعلام "مصطفى تيراب" جاهزية الوزارة للمشاركة مع القوات المسلحة في الصفوف الأمامية، وقال إن المتمردين يستهدفون الهوية السودانية ويستخدمون بعض أبناء السودان المخدوعين، وقال: (سنتوجه للقتال حتى وإن خسرنا كل الشعب السوداني).