عجبت لهذا الوطن ولهذا الشعب المتسامح عجبت لطيبة أهل السودان حكومة وشعباً عجبت لهذا الوطن المثخن بالجراحات والحروب، ولكن تحس بأن أبناء الوطن الواحد في العلاقات الاجتماعية والمناسبات الاجتماعية أنهم يتناسون الخلافات والجراحات والحروب والشائعات. بالأمس وفي الساعة والنصف بتوقيت السودان وبمسجد السيد علي الميرغني ببحري شهد رئيس الجمهورية "عمر البشير" ومساعد رئيس الجمهورية "عبد الرحمن الصادق المهدي" و"عبد الله المحجوب" نجل مولانا "محمد عثمان الميرغني" والدكتور "عبد الرحمن الخضر" والي ولاية الخرطوم والفريق "أحمد إمام التهامي" معتمد أم درمان و"محمد الشيخ مدني" رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم كل هذا الجمع حكومة ومعارضة كانوا في عقد قران كريمة مولانا "عمر عبد العاطي" النائب العام عقب انتفاضة رجب أبريل ونجل "عبد العزيز خالد". تعجبت لهذا الشعب، بالأمس كان "عبد العزيز خالد" أحد المطلوبين من قبل حكومة الإنقاذ وكان أحد المعتقلين بسبب توقيعه على وثيقة الفجر الجديد، واليوم الحكومة والمعارضة في مسجد من مساجد الله يجتمعون جميعاً للمشاركة في هذه الزيجة المباركة. لم تكن رئاسة الجمهورية ممثلة في رئيس الجمهورية ومساعده "عبد الرحمن الصادق المهدي" هي التي تحضر تلك الزيجة، فهنالك عدد كبير من السياسيين من الأحزاب المختلفة الاتحادي الديمقراطي الأصل والأمة القومي، وكان هناك أهل الصحافة بكل مشاربهم وكانت الرياضة حاضرة "نصر الدين عباس جكسا" أشهر لاعب سوداني أنجبته الملاعب الخضراء في السودان. عجبت وأنا أشاهد رئيس الجمهورية يجلس على الأرض بدون أن يكون إلى جواره حرس خاص أو رجل أمن، وكذلك والي الخرطوم الدكتور "عبد الرحمن الخضر" يجلس القرفصاء يشهد ويتابع اسم الزوج "محمد عبد العزيز خالد" واسم الزوجة "ريان عمر عبد العاطي" والمأذون يقول على الصداق المتفق بيننا، ألم يكن هذا الشعب يحير العالم بطيبته وعفويته وسماحته. الم يكن أجدى للحكومة والمعارضة أن تجعل الوطن بمثل هذه الاجتماعيات التي تبعد الشحناء والبغضاء من القلوب ويكون التسامح والمحبة هما السبيل لحياة كريمة بين الجميع. إذا شاهد شعب العالم ما نراه في مثل هذه الاجتماعيات لترك الشعب في حاله وابتعد عن تلك المؤامرات التي تحاك ضده، إن الاجتماعيات في السودان تغسل كل الضغائن والأحقاد، وتجعل ألا مستحيل في أرض وسماء السودان، حتى الظرفاء لم يغيبوا عن تلك الزيجة فكان "الهادي نصر الدين" ظريف أم درمان والعميد "عادل البلالي" وكان اللواء "الفاتح عبدون" الذي ما زال مصراً على أنني جراح بمستشفى السلاح الطبي، فدائماً يسألني عن الزوجة "فتحية" التي لم أرها ولم أشاهدها فدائماً أنفي له بأنني الصحفي "صلاح حبيب" وليس الدكتور "أحمد". هذا هو الشعب بطيبته وسماحته، فهنيئاً لنا هذه الروح الطيبة وتهانينا لمولانا "عمر عبد العاطي" واللواء "عبد العزيز خالد" وللعروسين بيت مال وعيال.