٭ قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: «وفيه أن الإمام إذا أمر بمندوب أو مباح وجب». ً٭ وفي هذا الشهر الفضيل أصدر رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، توجيهاً كريماً بأن تنفذ اللجنة العليا لبرنامج شهر رمضان المعظم تحت رعايته وإشراف نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، برنامجاً خاصاً للتواصل لزيارة وتفقد أحوال الرموز والشخصيات التي قدمت عطاءً متميزاً خدمة للمجتمع في كافة مجالاته، وذلك في مقار سكناهم.. ٭ وفي إطار هذا «المندوب» الذي وجب، قام البروفيسور إبراهيم أحمد عمر، ود. محمد البخيت البشير بزيارة الشيخ الفاضل مولانا محمد عبد الله، إمام مسجد السيد علي الميرغني.. في بيته الكائن في الجزء الشمالي الغربي من مسجد السيد علي الميرغني. البيت، بسيط وجميل، له بابان، يفتح من الناحية الغربية على الشارع، ومن الناحية الشرقية على مسجد السيد علي، وأنت تدخل من الباب الشرقي، تجد نفسك في فناء صغير، تظلله شجرة نيم كبيرة، الفناء الظليل عبارة عن «Entry» استقبال تفتح في الاستقبال حجرة جلوس «مضيفة»، في المضيفة مكتبة ضخمة، تحتوي على أمهات أمهات الكتب: شروح وتفاسير، وفقه وعقيدة وتوحيد وأدب وتأريخ وفلسفة.. الخ، وجدران الحجرة مزينة بمجموعة من الصور التذكارية، تتوسطها صورة بحجم أكبر لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني، وتحيط بصورة مولانا مجموعة من الصور يمكن من خلالها أن ترسم صورة قلمية للشيخ محمد عبد الله: صورة تجمعه بوالده حين أديا فريضة الحج، وصورة وهو يؤم الناس في صلاة العيد، ويظهر في الصورة في الصف الأمامي أنجال السيد محمد عثمان: السادة الحسن وعبد الله المحجوب وجعفر الصادق، وصورة وهو يشارك في اجتماعات البنك الإسلامي السوداني، وصورة وهو يُحكّم في مسابقة لحفظ القرآن، ويظهر الخليفة حمد في إحدى الصور، وصورة منفردة للشيخ أحمد عبد الرحمن محمد خير «الصيادي». و«الصيادي» هو شيخ خلوة الغريبة التي تعلم فيها مولانا محمد عبد الله وحفظ فيها القرآن «27-6791»، وبعد أن أكمل حفظ القرآن، ابتعث بخطاب إلى مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، الذي ابتعثه إلى معهد الخرطوم العلمي، حيث نهل من علوم القرآن واللغة 67-28». ومنذ ذلك التأريخ، صار شيخاً ومديراً لخلوة ومعهد السيد علي. يُخرج كل عام، على يديه، نحو «001» حافظ، بجانب الذين يحفظون عدة أجزاء، ينتشرون -الآن- في بقاع السودان المختلفة، ويقومون بالدور الذي أعدوا له: الدعوة وتحفيظ القرآن. الشيخ محمد عبد الله، بجانب عمله في الخلوة والمعهد، يعتبر الإمام الراتب لمسجد السيد علي، وينوب عن شيخ عبد العزيز في صلاة الجمعة والأعياد، وبجانب ذلك فهو مأذون الحي ومأذون العقودات التي تتم في مسجد السيد علي. قال له الرئيس البشير مداعباً، عقب إحدى الزيجات التي تمت في مسجد السيد علي: إنت طوالي تعقد للناس ما تعقد لي روحك! ومولانا محمد عبد الله، يمثل الطريقة الختمية في المناسبات، وله مشاركات مع الأجهزة الرسمية والشعبية، بجانب درس ثابت في المسجد في الفقه والسيرة والعقيدة والتوحيد. والشيخ محمد عبد الله محمد عبد الله «هكذا اسمه الرباعي»، من أبناء قبيلة الهوارير، وهي قبيلة من قبائل الرحل، باعدت الظروف بينهم وبين تلقي العلم النظامي، لكن محمد عبد الله، عندما جاء إلى «الغريبة» «قرية في شمال السودان، تدرس خلوتها القرآن منذ ستة قرون» قصد مباشرة الخلوة، وانقطع لحفظ القرآن والعلم. يقول محدثي علي شمس العلا «مدير إدارة الحج والعمرة بولاية الخرطوم»والذي كان في استقبال الوفد بمنزل الشيخ محمد: أقران محمد لا يفكون الخط، «ما في قراية»، كلٌ مع جمله. ويضيف شمس العلا: في تقديري أن شيخ محمد يجسد الحديث «إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين». قال البروفيسور إبراهيم أحمد عمر للشيخ محمد: جئنا في هذه الليلة الطيبة المباركة، من قبل أخيك الرئيس البشير، وهو يبلغك تحياته وسلامه. «سلام طيب من أخ كريم لأخ كريم». وأضاف البروفيسور إبراهيم: نحن أسعد أن تكون زيارتنا في الشهر الذي أنزل فيه القرآن، لمعلم قرآن «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». كان الحديث يدور، وكاسات «الشربات تدور» وفناجين القهوة والشاي، وطبق من التمر، يتوسط المائدة. وقام بخدمة الزوار (ابراهيم الطويل) الذي تخصص في خدمة ضيوف المراغنة. وصوت المادح (بابكر مختار) يشنف الآذان بمدح المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم. قال البروفيسور إبراهيم مداعباً محمد عبد الله: وين «القرفة»?!. قال محمد: بعد العرفة. وقدم بروفيسور إبراهيم إلى شيخ محمد خطاباً رسمياً بتوقيع وزير مجلس الوزراء بالإنابة والرئيس المناوب للجنة العليا لبرنامج شهر رمضان د. محمد المختار حسن حسين. وامتدت الجلسة، وتواصلت «الونسة»: عن أخلاق السودانيين السمحة في الاتفاق والاختلاف.. والأحياء والشيوخ و«الدافوري».. بروفيسور ابراهيم احمد عمر جميع اصابع أرجله مكسرة» في الدافوري، ولا تزال نفسه تحدثه به. ٭ جلسة تواصل، طيبة وخفيفة و«محضورة»، ولها ما بعدها..!!