} صيف العام الجديد هبت (ريحه) على التمرد وميلشيات الجبهة الثورية، وبدأت المناطق التي يسيطرون عليها في التساقط واحدة بعد الأخرى، وهبت (رياح) العافية في جسد جنوب كردفان.. من معركة "أبوزبد" وقطع طريق (الدلنج الأبيض) بدأت حملة الصيف الساخن على التمرد، والبارد على المواطنين.. تمرد التمرد خلال سنوات ما بعد (الكتمة) وهدد مدينة الأبيض عاصمة الإقليم، وأخذ المتمرد "جبريل آدم بلال" المتحدث باسم حركة العدل والمساواة يتحدث عن معركة في قلب الخرطوم لإسقاط النظام في مقبل الأيام.. وحق للتمرد "جبريل" أن تحدثه نفسه بدخول الخرطوم، إذا كان التمرد قد تجاوز "الدلنج" شمالاً وهاجم "أم روابة" و"السميح" واحتل "أبو كرشولا".. لكن القوات المسلحة (صبرت) كثيراً على التمرد وأتباعه ومشايعيه في الداخل والخارج ممن يشجعونه سراً وعلناً.. لتعد القوات المسلحة نفسها لمعركة طويلة وحاسمة للقضاء على عنفوان التمرد وكسر شوكته وإضعاف قدراته واستعادة المناطق التي سيطر عليها، ولا نقول (المدن)، لأن جنوب كردفان جميعها باستثناء "كادقلي" هي قرى كبيرة تفتقر لمواصفات المدن من حيث الخدمات الأساسية. } بدأت القوات المسلحة معركتها من خلال جبهة غربية وأخرى شرقية.. في الجبهة الغربية بدأت المعركة بأبوزبد التي احتلها التمرد لساعات محدودة، وإثر المعركة التي خاضتها قوات التدخل السريع مع المتمردين تقهقروا جنوباً باتجاه الجبال الغربية، حيث تتمركز قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال، واندلعت معارك عنيفة بين القوات المسلحة والمتمردين حتى تم تحرير منطقة "الصبي" مسقط رأس الشهيد "مكي بلايل"، وتم تحرير "الفراقل" و"كتلا" و"كجورية" و"والي أم كرم" و"والي أم سعيدة" و"والي البابويا" وجبل "أبو دموع" و"الشفر" و"كمدة" و"النتل".. ثم اتجهت القوات نحو الريف الغربي لكادقلي وتم تحرير منطقة "كيقلا الخيل" و"كيقا جيرو" و"كيقا تميرو".. وأمس أعلنت القوات المسلحة تطويق جبال النوبة من جهة الجنوب وقطع شريان الإمداد مع ولاية الوحدة بدخول القوات لمنطقة "طروجي" وأنقولا" و"الدبكاية". وبات (الأبْْيَض) أو "بحيرة جاو" على مرمى حجر من القوات المسلحة التي بهذه الانتصارات كسرت شوكة التمرد نهائياً غرب الدلنج وكادقلي، ولم يتبقَّ إلا محور الريف الجنوبي الشرقي لكادقلي متمثلاً في ريفي "البرام" و"أم سردية" و"الرقفي" و"أم دولو" و"تبانيا" و"كاودة" و"كلكتة" و"هيبان" وسلسلة جبال المورو والعطورو.. ومن جهة الشرق كسرت القوات المسلحة عظم التمرد بتحرير جبل "أبو الحسن" أكبر معقل للتمرد في جال النوبة، وتحرير مناطق "أم بركة" (شمشكة)، "الدليباية"، و"قومي" و"الفرشة" التي تمثل القيادة الإدارية ل"عبد العزيز الحلو".. وقبل انقضاء الصيف في مايو القادم ربما بسطت القوات المسلحة سيطرتها على (90%) من أراضي جنوب كردفان. } القوات المسلحة حتى اليوم أدت واجبها بكفاءة وحسن تخطيط وتنفيذ دقيق جداً لعملياتها الصيفية، وبات التمرد ضعيفاً جداً غير قادر على الدفاع عن نفسه دعك من مهاجمة المدن وتهديد حياة المواطنين وأطماعه بإسقاط النظام في الخرطوم عبر الزحف العسكري. وانتصارات القوات المسلحة الحاسمة في هذا الصيف بكل أسف وحسرة لم تجد دعماً معنوياً وإعلامياً وسياسياً بما تستحقه، والمواطنون شغلتهم المعيشة وضنكها عن انتصارات كبيرة تحققت بفضل قواتنا المسلحة. } صحيح أن كثيرين لا يعرفون شيئاً عن منطقة اسمها "طروجي" أو "كجورية" ولا يأبهون كثيراً لما يجري في جبال النوبة لإحساسهم ببعد المنطقة عنهم وانصراف الإعلام كلياً للعراك السياسي في الخرطوم وانشغاله بأحداث الجنوب التي لها علاقة مباشرة بالذي تحقق، فالجنوب ظل داعماً علناً لمتمردي الجبهة الثورية إلى توقيع اتفاقيات التعاون وبعد إقصاء "سلفاكير ميارديت" لأولاد "قرنق" وتطبيع علاقته بالخرطوم استمر الدعم الجنوبي للجبهة الثورية على استحياء وسراً، وتم تجفيف وجود المتمردين الشماليين في جوبا، ودب العنف في جسد الجبهة الثورية لتتلقى هذه الأيام صفعة بعد الأخرى، وتصبح على شفا الخروج من دائرة الفعل.. نواصل.