عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    رئيس مجلس السيادة القائد العام والرئيس التركي يجريان مباحثات مشتركة بشأن دعم وتعزيز علاقات التعاون المشترك    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء طبيب "الطيب إبراهيم محمد خير : أنا عضو في الدولة والمؤتمر الوطني (فارقتو زمان)!!
نشر في المجهر السياسي يوم 14 - 09 - 2014

الحركة الإسلامية تحولت إلى هيئة استشارية وما زالت تعمل بأسلوب "حسن البنا"..!!
أخطاء الطيار أسقطت (طائرة الناصر).. ولجنة التحقيق لم تتعرض لها!!
حوار: فريق المجهر
الدكتور "الطيب إبراهيم محمد خير" (سيخة) واحد من القيادات الإسلامية البارزة، وشغل العديد من المناصب التنفيذية آخرها وزير رئاسة الجمهورية، إلا أنه آثر الابتعاد عن الجهاز التنفيذي كما آثر الصمت.. (المجهر) نجحت في كسر حاجز الصمت الذي ظل عليه دكتور "الطيب" وأدارت معه حواراً مطولاً تناول جوانب سياسية مختلفة، منها ما يتعلق بالحوار الدائر الآن مع الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المختلفة، ووجهة نظره في ما يدور فيه، إضافة إلى وجهة نظره حول الحركة الإسلامية وما تقوم به الآن، بجانب تفاصيل حادثة (طائرة الناصر) التي استشهد فيها المشير "الزبير محمد صالح" النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق وعدد من القيادات الدستورية.. هذا بالإضافة إلى العديد من الأسئلة.. نترك القارئ مع الجزء الأول من حوارنا مع دكتور "الطيب"، وإجاباته حول ما طرحنا عليه من أسئلة.
{ أين موقع د. "الطيب سيخة" الآن من الساحة السياسية والمعرفية؟
- أنا الآن طالب دراسات عليا بجامعة القرآن الكريم أحضر للدكتوراه في منهجية الاستفسار الميسر لتعلم القرآن الكريم، وهي دراسة للإجابة عن سؤال (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) والدراسة جاهزة الآن.
{ لماذا اختفيت ولماذا ظهرت؟
- أنا لم اختف، قد يكون فقط في الإعلام، لكني أمارس حياتي بصورة عادية وعلاقتي ممتدة مع الإخوان في كل مكان.. (ومبسوطين.. ما عندنا أي مشكلة).
{ هل تشغل أي موقع الآن؟
- أشغل منصب رئيس مجلس أمناء مركز التنوير المعرفي، ربما يكون موضوع الدراسة شغلني في الفترة الماضية، وهي في مرحلة التصحيح والطباعة، لذلك أصبحت متفرغاً بعض الشيء. ومنذ فترة كنت من حين لآخر (أهبش بعض الحاجات)، وتتبلور في شكل الرباعيات التي (نفش بها مغص حاجات كثيرة)- في إشارة لكتابة الشعر- وكذلك أحياناً نعبر بها عن الأشياء الجميلة.
{ مثل ماذا؟
مثلاً قلت في السد:
مدينا الطرق بي طول محيط الأرض
وزدنا عليها سكة حديد نوافل وفرض
بالتلفون نسجنا بلادنا طول وعرض
وما خلينا للحساد سوى المنقرضة
سمحة بلدنا برسم المطارات زاهية
كم (20) مطارات بالجمال متناهية
ما كسانا ثوب الأمريكان الداهية
نحن ملوك ومن غيرنا الخلائق واهية
{ اندلعت بعد ولايتك في دارفور حرب معقدة.. كيف تنظر إليها؟
_ دارفور كنز ثقافي، لكن قصة الحرب خلخلت هذا الكنز.. هي تعدّ أغنى بلد في الثقافة والتقاليد والأكل والشرب والزينة واللبس وعلاقات الناس.
{ إلى ماذا ترد ما حدث؟
- أعتقد أن المسألة تسيست.. في البداية كانت الصراعات قبيلة مع وجود النهب، لكن دخل العنصر السياسي، (خاصة أخوانا ناس الشعبي).
{ هل ما زلت عضواً بالمؤتمر الوطني؟
- المؤتمر الوطني (فارقتو زمان).
{ منذ متى بالتحديد؟
- منذ أيام (نيفاشا).
{ ألست عضواً الآن؟
- أنا عضو في الدولة التي يحكمها المؤتمر الوطني.
{ لكن يبدو أنك ما زلت عضواً في الحركة الإسلامية؟
- نعم أنا عضو في الحركة الإسلامية، لكن الحركة الإسلامية هل هي الجماعة المسلمة التي تعبر عن السودانيين كلهم؟
{ إلى حد ما.. أليس كذلك؟
- ليس إلى حد ما.. الحركة الإسلامية أصبحت مثلها ومثل جماعة أنصار السنّة والطرق الصوفية والأنصارية والقادرية والإخوان المسلمين والقبطية، هي مجموعة دينية تؤدي أدواراً دعوية مثلما يفعل أنصار السنّة وغيرهم.
{ لماذا إذاً متمسك بها؟
- تمسكت بها مثلما يتمسك بها الآخرون، باعتبار أنها كانت موجودة، لكن الآن تمضي نحو الضمور، لذلك لا بد أن يكون هناك بديل، وسنظل حتى حلوله.
{ يبدو أن لك طرحاً جديداً؟
_ بالنسبة لنا الإسلام لا يمكن أن يطبق إلا من خلال الجماعة المسلمة، وتنظيمات دولتنا التي أراها الآن لا تعبر عن آراء المسلمين بصورة فاعلة.. هذا رأيي الشخصي.. لا بد أن يجد المسلمون وغير المسلمين أنفسهم في التنظيم.
{ كيف يتم ذلك؟
_ الدعوة لا بد أن تتم بأسلوب الدعوة الشاملة، لكن حتى الآن الحركة الإسلامية (شغالة) برنامجها الدعوي بأسلوب شيخ "حسن البنا" الذي تم في الخمسينيات، وهذا لا يتفق مع شكل الدولة وتحولها.. الدولة الآن أصبحت كلها مسلمة، وليس هناك حاجة لقيادي أن يقول للناس أذهبوا للمسجد وأعملوا الأوراد.. هذه الأشياء كان يفعلها الناس قبل وصولهم للدولة.
{ ما المطلوب؟
_ مطلوب من القيادي أن يطبق الإسلام ببعده الكلي (يعني) تقدم رأيك على مستوى كل المحاور الاقتصادية والتنموية.. الخ.. نحن لدينا سياسات وهيكلة تنظيمية كاملة ما ينقصنا ارتباط هذه الأشياء مع قواعد المجتمع حتى يستطيعوا مواكبة النقلة.. الإسلام فيه مقترحات لمعالجات واسعة يمكن تذوقها والتعامل معها.. الآن الهيكلة والقوانين جاهزة، فقط تبقى موضوع الارتباط القاعدي مع الناس، وهذا لا تفعله إلا الجماعة المسلمة التي لديها هيئة شورى وأمير يحرك الجماعة.
{ كيف تنظر للحركة الإسلامية الحالية تحت قيادة "الزبير أحمد حسن"؟
- في اعتقادي أن الحركة الإسلامية الموجودة الآن بقيادة شيخ "الزبير" هي تنظيم صفوي.
{ إلى ماذا تعزو أسباب تراجع الحركة الإسلامية؟
- للأشياء التي مررت بها خلال العقدين الماضيين بجانب موضوع حلها.. المشاكل التي حدثت أثرت على مسيرتها ولم تمكّن الناس من تشكيل الجماعة الكلية.. حتى الآن المسرح محتاج إلى الجماعة الرابطة لكل المسلمين في السودان.
{ لكل المسلمين أم للإخوان المسلمين؟
- في الماضي الحركة الإسلامية كان أعضاؤها هم الإخوان المسلمون، الآن يفترض أن كل من يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) يكون جزءاً منها، وعندما تكون هناك قضية تطرح للمعالجة تنزل إلى كل الناس (مش الدولة تشتغل وأنت تتفرج)،
فإذا عرضت قضية الزي أو الزواج الجماعي أو العادات السالبة لا بد أن يكون للناس دور فيها.. أعتقد أن الفرصة موجودة حتى الآن، فقط المطلوب إعادة القوالب والتركيب من جديد.
{ ما المطلوب من الحركة الإسلامية؟
- المطلوب منها التحرك لإعادة تشكيل وترتيب وتنظيم المسلمين في كل السودان للقيام بدورهم.
{ ماذا عن البرنامج؟
- أنتم رأيتم برنامج "شيخ الزبير" (شنو).. الصلاة بالمسجد وبعدها يمضي الناس لعمل الأوراد.. هذا ما كان يعمله الشيخ "حسن" في الخمسينيات كما قلت.. الآن لما أصبحت دولة، أي إنسان يقول (لا إله إلا الله) أصبح في ذمة الجماعة، وهذا ينطبق على إخواننا المسلمين والأقباط، وكل هؤلاء يجب أن يشملهم التنظيم، ونشكل بهم الجماعة.
{ حسب رأيك.. هناك أخطاء وقعت؟
_ نحن غير أننا أخطأنا في حل الحركة الإسلامية في وقت سباق، قلنا هيئة الشورى معلمة وغير ملزمة، وهذا كان أكبر خطأ ارتكبناه في مسار الإسلام في السودان.. (يعني) حولنا هيئة الشورى من آمرة إلى هيئة استشارية، وبالتالي فقدت الشورى معناها.
{ من أعادك للواجهة في مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن؟
- لست مستحضراً، لكن لم أكن أريد الفوز على "عبد الرحيم علي".
{ هل توقعت الحصول على هذه الأصوات الكثيرة؟
- لا أقدر أن أقول لكم شيئاً في هذا الجانب لكن الناس (هجمونا بيها وغلبنا).. نعتذر.
{ قيل إن علاقتك القوية مع "علي عثمان" هي التي أخرجتك للمؤتمر؟
- (منو القال؟؟).
{ الأوساط المراقبة؟
- علاقتي مع الرئيس (كويسة) للغاية وشيخ "علي" و"بكري" و"حسبو" و"غندور" ممتازة.. ليست لدي مشكلة مع أحد.
{ كنت أحد ركاب (طائرة الناصر) التي أودت بحياة نائب رئيس الجمهورية الأسبق "الزبير محمد صالح".. فماذا حدث؟
- كابتن الطائرة من ملكال قالوا له المطار صالح ل(150) متراً قال بيكون صالح ل(1500) متر والطائرة (الأنتنوف) محتاجة ل (500) متر، (قالوا ليهو) الهواء شمال نزل مع الهواء وعندما اقترب من النزول وجد فعلاً المساحة الصالحة ليست أكثر من (150) متراً.. (أرسلوا ليهو رسالة رسمية.. قالوا ليهو 150 متر قال يمكن يكونوا غلطانين بتكون 1500 متر!! واشتغل على كدا وشايل الدولة في طيارتو).
{ يحتمل أن المشكلة في الطائرة؟
- الطائرة (نصيحة) جداً وجديدة، لكن لما اقترب من النزول (غلبو ينزل عجلاتها) لأن المطار كله حفر (قام قبض فرامل).. الطائرة مع الفرامل (دقت وطارت فوق ووقعت في البحر).. ومن قوة الاندفاع انفصلت واحدة من الماكينات واشتعلت فيها النار ونحن رأينا ذلك من الشباك.. (الطائرة لو ما وقعت في البحر كانت حرقت بشغله السواه دا.. بعد داك الطائرة وقعت بقت جناحيها فوق سطح الموية).
{ ألم يكن هناك أحد يدلكم على المخارج؟
_ لم يلفتنا أحد على مخرج الطائرة.. (الطيار ذاتو ما لفت الناس
لمخرج).. (برج وسلم الطيار كان ساهل جداً ممكن يطلع الناس بالجناحين وما يحدث شيء.. وكان ممكن شخص واحد ما يتوفى.. وأنا كنت أقول يا جماعة المخرج هنا والطيار كان يناور عشان ينزل).. مساعد الطيار بدأ يفتح (الأنتنوف) وفتح فجوة صغيرة يمكن أن تخرج شخصاً.
{ والمساعد خرج؟
_ وقع على رقبته وتوفي في المكان.. (والناس بقت تنظر لقينا روحنا في بطن البحر.. أنا وموسى المك بحثنا عن عزمة نخرج بها الناس).. كنا في المؤخرة، "موسى" خرج أمامي، (وأنا قمت مسرع عشان الناس تتخارج).. (أجنحة الطائرة كانت نازلة وأنا محتاج أسبح عكس التيار حوالي مترين ونصف).. التيار كان قوياً جداً ("موسى" ما بعرفو خرج كيف.. لكن أنا غلبني أمشي لي قدام قلت أغطس تحت الطائرة وأخرج بالاتجاه الآخر).
{ ماذا حدث لك بعد ذلك؟
_ (لما نزلت رجليني حددت في الرملة الاتجاه طوالي مشيت على جانب الطائرة وخرجت)، والضوء ظهر لي وسبحت حتى وصلت جناحي الطائرة.. (طائرة الأنتنوف كان فيها سلك المظلات أي زول يمسك فيه ممكن يطلع).
{ يعني أنت تحمّل الطيار المسؤولية؟
_ (الطيار عمل عمايل).. الطائرة لم يكن بها شيء.. غلطة الطيار ومناورته هي التي قادت لهذا المصير.. حكى لنا أحد الطيارين أنه عندما كان متجهاً إلى البيبور دخل عليه الكابتن سائق (طائرة الناصر) من خلال الاتصالات وسأله عن إحداثيات مطار الناصر فقال له (إنت معاك شخصيات مهمة، وهذا المطار لم تنزل فيه منذ 18 سنة)، وأقترح عليه أن يعود إلى ملكال، لكن الكابتن أصر ونزل مع الهواء في مطار غير صالح.
{ هل حاسبتم هذا الطيار؟
_ لم يحدث لهذا الطيار شيء، شكلت له لجنة تحقيق وتقريرها كان يتحدث عن أن الطائرة جيدة، لكن لم يتعرض لأخطاء الطيار.
{هل رصدتم أي حديث ل"الزبير"؟
_ (لما كنا نكسر لإخراج الناس) سمعنا تهليلاً وتكبيراً، و"الزبير" كان يقول للناس أخرجوا.. الشهيد "الزبير" خروجه كان ممكناً لأن الذين خرجوا معظمهم كانوا يجلسون في المقاعد الأمامية.. أنا أكثر شخص شعرت بفقده.. (الشهيد "الزبير"، أبوي جايز أكون ما بكيت عليهو قدره)، ومثلما يقولون (الموت نقاي).
{ هل صحيح ما أشيع عن أنك كنت تستخدم (السيخ) لضرب الطلاب اليساريين بالجامعة؟
_ إشاعة (السيخ) طلعت من جهاز الأمن بعد العام 1984م، وأذكر أنني عندما أتيت من كلية القادة والأركان كان قائد السلاح الفريق "أحمد عبد العزيز" فقال لي (نعمل لينا تنظيم بتاع شعبة عمليات)، نظراً إلى أنه في ذلك الوقت كانت الحرب في الجنوب قد بدأت فعلياً، فشعبة عمليات السلاح الطبي كان الغرض منها إسناد عمليات القوات المسلحة والخدمات الطبية والإخلاء وكذا.. وأذكر أنني كنت قادماً إلى السلاح الطبي (جديد)، فقام السيد القائد بتكليفي وكنت برتبة صغيرة (رائد) والضابط المسؤول عن الشؤون الإدارية أو الإمداد في السلاح الطبي دائماً (يجيبهو) من المشاة وكان عميداً، والعميد أخذ فترته (ولمن يجي زول عارف العمل العسكري ببقى في حتة.. وأنا بعد جيت قعدت مع القائد "أحمد عبد العزيز" عشان أشوف التصور الفي ذهنه شنو بالنسبة لإسناد العمليات)، فقال لي (بس أمشي مع الزول دا).. ومشيت فعلاً مع العميد مرة مرتين، فقال لي (أنا غير عمليات الشلالي في السلاح الطبي ما بعرف عمليات تاني.. يعني ما عارف عمليات إدارية، بالتالي ما بعرف عمليات غير الشلالي.. قلت ليهو يا سعادتك شكراً جزيلاً، أنا كنت قايل السيد القائد منسق معاك هو عارف وأنت عارف.. وما دام أنت ما عارف شكراً جزيلاً).
{ وماذا حدث بعد ذلك
_ فارقته (واشتغلت شغلي كامل)، وقطع شك تأكد لي أن العميد (عارف إنو الطب دا فيهو الخدمة الطبية بالنسبة للعمل العسكري وما عارف كيفنها وكدا).. يعني في القاعدة (عاملين) معهد الطب العسكري خرجوا منه دورات لغاية الإسناد لمستوى الجيش في العمليات.
أخذنا الإسناد الطبي في مستوى الكتيبة، طلعناها دورة في معهد الطب العسكري.. (المهم بعد داك اشتغلت شغلتي.. شغلة زول عارف وعالم وما عندو أي مشكلة).. (الحكاية دي ما عجبت العميد.. كيف رائد وفني طبيب ساكت داير يعمل لينا فيها قومة وقعدة، وحاجة زي دي.. أها القصة دي ما عجبته، يوم الخميس آخر اليوم بمشي البلد عندنا عيادة هناك وبجي يوم السبت)، وقد لاحظ العميد أنني يومي (الخميس) و(السبت) لا أحضر، وقد صادف هذا أن الرئيس الأسبق "نميري" كان لديه خطاب مشهور في أول سنة 1985م، قبل الانتفاضة بشهر شهرين، فقال فيه (إنو في ناس بتدرب الطلبة على الكتائب ويسلحوهم بالسيخ وكلام زي دا).. (وأنا قاعد في السلاح طالع ونازل عادي قام زميلنا مدير شعبة الأمن في السلاح الطبي مقدم وكان بنتعارف جاهو خطاب من رئاسة جهاز الأمن في آخر زمن "نميري" قالوا ليهو ترد على الخطاب عن شخصي).. (والخطاب كان رسلو العميد لجهاز الأمن) ذكر فيه بأنني أقوم بتدريب الشباب على الكتائب والسيخ وأنني الشخص المعني.
(طبعاً جهاز الأمن رسلوا الخطاب مقفول لزولهم بتاع الأمن) وبعلاقته الشخصية معي قال لي: (تعال لي الساعة (11) أنا دايرك في موضوع ضروري للغاية).. (قمت مشيت أداني أول حاجة خطاب العميد الرسلو للجهاز وقال لي دا رد عليه، قريت رده وقال أنا ناديتك وكان ممكن أرسل الحكاية)..
{ (مقاطعة).. الرد فيهو شنو؟
_ رده كان (إنو الزول دا ما عنده حاجة ودا كلام ساكت.. وأنا ناديتك عشان تعرف إنك قاعد فوق بركان.. شد حيلك) وانتهت الحكاية على كدا.. (قامت الانتفاضة زول جاب ليهو خبر مافي).. وقامت الإنقاذ.. (أول ما قامت كانوا بفتشوا لكل زول تاريخو كيف.. وقاموا ناسهم الفي الجهاز جابو ليهو إنو الزول دا كان جايبين عنه تقرير كذا كذا وأخذوا بهذا التقرير.. عشان كدا أي زول معانا في الجامعة بقول ليك بعرف الطيب دا ما كان زول مشاكل).. بل أقرب الناس لي وأصدقائي الأعزاء كانوا شيوعيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.