معظم الصرعات في العالم أمريكية إن لم تكن كلها، من صرعة السيارات الضخمة، إلى أطباق الطعام التي تخلع، ومروراً بتضاريس القنبلة المدفونة، وحتى محطة الطائرة الانتحارية التي يمكن أن يضعها الجندي في جيبه ويطلقها نحو الهدف الكترونياً. لكن بصراحة من أطرف ما ابتكرته ماكينة الصرعات الأمريكية ، سيناريو أسوأ مدير، على فكرة سيناريو أسوأ مدير أطلقتها حركة عمالية في بلاد العم سام جدا، وتتمثل في دعوة الموظفين الكحيانين إلى ضرورة الفضفضة والكشف عن مساويء مدرائهم ، وأطلقت الحركة العمالية موقعاً في الانترنت وأعلنت عن جوائز قيمة لأفضل شكوى ضد أسوأ مدير مع رحلة مجانية إلى أجمل المنتجعات في العالم، الله يخرب عقولكم. بالمناسبة إذا جرى تطبيق مثل هكذا مسابقة عن أسوأ مدير أو أسوأ زعيم في السودان، أتصور أن تحظى المسابقة بمشاركة ملايين المظاليم خاصة مع غياب القوانين الرادعة للمتجاوزين. للأسف في قطاع الخدمة العامة والقطاع الخاص في السودان لا توجد ضوابط تحمي الموظفة أو الموظف من الفصل التعسفي، لأن طبقة المسؤولين الكبار لدينا يتمتعون بكميات وافرة من الخشونة ويفتقرون لعنصر الاتكيت. أما خلف كواليس أجهزة الإعلام المرئية، فإن منظومة أسوأ مدير تسود بدرجة مقززة، وتطال الكثيرين، وكم من مذيعات ومذيعين خرجوا إلى الشارع ولسان حالهم يردد (يا حظي الرديء) ، طبعاً مثل هذه الخروقات كثيرة و(عويرة) نظراً لغياب الآليات التي تنظم العمل في مجالات الإعلام المرئ، ومع تناسل المحطات الفضائية، فإن الضرورة تقتضي إيجاد تنظيم يحفظ حقوق العاملين في هذه المحطات، على أن يتم التركيز في المحطات الحكومية وشبه الحكومية لأنها أكثر المواقع التي تحدث فيها خروقات ضد العاملين. وحتى لا ننسى صرعة أسوأ مدير أتمنى أن نستورد من صديقتنا أمريكا بنود أسوأ مدير، على أن يجري تطبيقها، في الكثير من مجالات العمل، وبشرط أن تتضمن اللائحة السوء اللعينة ، الوزراء من النساء والرجال، الولاة، العسكريون، قادة الشرط ، القضاة، الفنانون، الإعلاميون بكافة ألوان الطيف، وأصحابنا في التعاسة الممثلون، على أن تجري مشاركة القطاع الخاص في مثل هذه المسابقات. صوقوني إذا تم استيراد قائمة السوء، فإن النسيج السوداني سيكتشف بلاوي ما أنزل الله بها من سلطان من هؤلاء الأبطال. من بطل باطل بطال.