قرار بتوطين النازحين ونزع الأراضي التي استولى عليها الآخرون من أعطى لجنة محامي دارفور حق الحديث باسمكم؟؟ نيالا- يوسف عبد المنان
قال "حسبو محمد عبد الرحمن" نائب رئيس الجمهورية إن الحديث عن وجود استهداف لأبناء غرب السودان ومؤامرات تحاك ضدهم واحتكار للقرار في المركز لجهات بعينها، هو كذب وادعاء يطلقه العاجزون عن تقديم شيء لمناطقهم، لذلك يتذرعون بمثل هذه الأقوال.. وأضاف "حسبو" في شهادته أمام قيادات المؤتمر الوطني والفعاليات السياسية الأسبوع الماضي بفندق (الضمان) بنيالا في ختام زيارة لولايتي شرق وجنوب دارفور: (مكثت في القصر لمدة عامين، أصدرت القرارات والتوجيهات وتبرعت للمشروعات والولايات والمحليات، ولم يسألني طوال العامين الرئيس "البشير" ولا النائب الأول "الفريق بكري حسن صالح" لماذا فعلت كذا؟؟ مما يؤكد أن المزاعم التي يثيرها بعض أبناء دارفور وغرب السودان بصفة عامة عن الاستهداف واحتكار القرار، هي مزاعم فقط لأشخاص عاجزين عن خدمة أهلهم)، وشن هجوماً عنيفاً على المعارضة في الخارج التي تعقد اجتماعات في العاصمة الفرنسية باريس، واصفاً إياها بالخائنة لوطنها وهي تبيع مواقفها لمن يدفع ومن يأوي، وقد أصبحت المعارضة لا تجد احتراماً من الشارع ولا حتى من الدول التي تستضيفها وتدفع لها.. وشدد "حسبو" على أن الحكومة حينما دعت لعقد جلسات الحوار الوطني إنما تسعى لتوطين الحل داخلياً ونقل مجمل العملية السياسية من الخارج للداخل، وتقديم تنازلات لأهل الرأي والقوى التي لا تنتهج العنف سبيلاً وسلوكاً.. وأقبلت أغلب القوى السياسية والمعارضات المسلحة على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني إلا القلة القليلة الموجودة الآن في باريس. { نقاط إثارة في نيالا من خلال اجتماع مجلس وزراء حكومة جنوب دارفور بحضور النائب "حسبو" وبرئاسة الوالي "آدم الفكي" واللقاء السياسي الحاشد بفندق (كورال) سابقاً و(الضمان) حالياً، أثار نائب الرئيس حزمة من القضايا، أولها أن التمرد لا يمثل مطلقاً أهل دارفور، واتسم أداء التمرد السياسي بالعبث والفوضى والتشرذم حتى بلغ عدد الحركات المسلحة (71) حركة مسلحة، وهؤلاء جميعاً لم يفوضهم أهل دارفور ليتحدثوا نيابة عنهم.. وهاجم النائب بشدة لجنة محامي دارفور التي أصدرت بياناً عن الاستفتاء الذي انتهت نتائجه لاختيار أهل دارفور الولايات المتعددة وإسقاط خيار الإقليم الواحد.. وقال "حسبو" إن لجنة محامي دارفور من فوضها ومنحها الشرعية لتتحدث نيابة عن أهل دارفور؟ ومتى انتخبت لجنة محامي دارفور؟ وإذا كان هناك ثلاثة ملايين نسمة قد قرروا بمحض اختيارهم الوقوف مع خيار الولايات فمن فوض هؤلاء المحامين؟؟ ومضى نائب الرئيس وهو يتحدث بصراحة جعلت الصمت يخيم على قاعة الفندق، وقال إن الوظائف التي تذهب لبعض الناس بالبندقية قد ولى زمانها، وبعد اليوم لن يوظف أي شخص بسبب طول ماسورة بندقيته.. وعدد الممنوعات في دارفور أولها (الكدمول) تلك العمامة التي يستخدمها سكان الصحراء لتقيهم شدة الحر والبرد، لكنه بات من الأدوات المستخدمة في ارتكاب الجريمة لأنه يخفي معالم الوجه، لذلك تقرر حظر لبس (الكدمول)، ثانياً قررت الدولة إلقاء القبض على السيارات غير المرخصة والتي تسير في الطرقات بدون لوحات مرورية وتوفيق أوضاع السيارات التي استولت عليها القوات النظامية كغنائم من الحركات المسلحة.. وكذلك حظر (المواتر) التي تستخدم في جرائم النهب والسرقات، وقال إن الحوار الذي تم طرحه هو الحل لمشكلات البلاد، ولم يطرح من موقف ضعف ووهن بل من قوة، وتعدّ وثيقة الحوار نهائية ولا حوار آخر في الخارج مع أي شخص مهما كان وزنه. ولأول مرة يتحدث مسؤول كبير في الدولة عن قضايا النازحين ومستقبل المعسكرات بصراحة شديدة، جعلت الصمت يخيم على المكان، حيث قال إن دارفور بنهاية الحرب دخلت مرحلة جديدة.. وباختيار المواطنين للولايات أيضاً دخلت مرحلة جديدة.. أهم سمات تلك المرحلة إعادة الحياة المدنية وتقديم الخدمات للمواطنين الذين تم تحرير مناطقهم من قبضة التمرد في جبل مرة.. ووجه النائب بانتقال السلطة إلى المناطق المحررة، خاصة المعتمدين والشرطة وحماية القرى، ونزع أية أرض استولت عليها مجموعة أو فرد دون وجه حق وإعادتها لأصحابها.. وقال: (نرفض الظلم، والدولة ستشهر سيف العدالة لإحقاق الحق، حتى يعود النازحون لمناطقهم التي أجبرتهم ظروف الحرب على مغادرتها)، لكنه عاد ووجه حكومة جنوب دارفور بالشروع في تنفيذ خطة إسكانية فوراً.. على أن يمنح أي نازح قطعة أرض وسكن يليق بالإنسان حتى لا يقطنوا في (كونتينات) صغيرة وحياتهم تفتقر إلى الكرامة والإنسانية، وأغلق الباب في وجه المنظمات الدولية الناشطة في دارفور بقوله: (بعد اليوم لن نصدق لمنظمة بالعمل في دارفور إلا وفق أولويات التنمية، ولن نسمح لأجنبي بتوزيع الدواء والغذاء والكساء على المواطنين السودانيين).. وتوقع "حسبو" أن تنفض معسكرات النازحين طوعاً، وقد أثبتت الأيام أن الذين يحرضون النازحين من خارج الحدود لا يملكون حلولاً لمشاكلهم. { التعليم والواقع المزري لم يتبرم أو يضيق صدر النائب "حسبو محمد عبد الرحمن" ووزير التربية والتعليم بولاية جنوب دارفور يكشف عن حقائق مؤلمة وواقع مرير للتعليم في أكبر ولاية بعد الخرطوم والجزيرة من حيث الكثافة السكانية، وقال الوزير إن ولايته في حاجة ل(10) مدارس ثانوية جديدة لاستيعاب الناجحين هذا العام في امتحانات شهادة الأساس، أو بناء (40) فصلاً حتى لا يجد الطلاب أنفسهم بدون مقاعد. وطالب وزير التعليم بإصدار الرئيس "البشير" قراراً باستثناء ولاية جنوب دارفور من شروط التوظيف والتعيين الخاصة بالمعلمين، والسماح بتعيين معلمين من حملة الشهادة السودانية لسد النقص الذي تعاني منه الولاية الآن.. لكن النائب "حسبو" أصدر في الحال قراراً بإلغاء تفريغ معلمي مرحلتي الأساس والثانوي وانصرافهم للعمل في الأحزاب، بما في ذلك المؤتمر الوطني، وقال للوالي "آدم الفكي": (منذ اليوم أي معلم مفرغ للدفاع الشعبي أو الخدمة الوطنية أو للمؤتمر لوطني يتم إلغاء هذا التفرغ ويعود المعلمون لمهنة التدريس ومن يرفض يقدم استقالته فوراً، وعليك قبولها). أما عن الأوضاع الصحية بجنوب دارفور، فقد كشف الوزير "يعقوب الداموكي" عن تحسن كبير في الخدمات الصحية وخاصة في مستشفى نيالا الذي عاد المواطنون إليه، إلا أن نقص الأطباء يقف حائلاً دون تقديم الخدمات التي يستحقها المواطنون، حيث تبلغ حاجة الولاية من الأطباء (130) لا يوجد منهم الآن إلا (20) طبيباً فقط، وقال وزير الصحة إن هناك مشكلات كبيرة تواجه الخدمات الصحية، حيث يعمل الاختصاصيون في العيادات الخاصة ويقومون بإجراء العمليات الجراحية في المستوصفات الخاصة، وبنفوذهم يرقد المريض في المستشفى الحكومي، بينما يدفع للطبيب في عيادته الخاصة أو المستوصف الخاص الذي يعمل فيه.. وأكد "حسبو" أن الحكومة دعمت القطاع الصحي، لكنه انتقد بشدة عدم استفادة الولاية من المستشفى التركي الذي يفترض أن يقدم خدمات لمواطني المدينة والولاية، لكنه غير مستفاد منه، وذكر أن العالم الخارجي صرف على دارفور (38) مليار دولار خلال (13) سنة ذهبت جميعها كرواتب للموظفين ولم تبن المنظمات مستوصفاً واحداً في كل دارفور.. وتحدث عن التمرد وقال إن التمرد ليس له قبيلة بعينها وكذلك "الحرامي"، وحذر من نشوب نزاعات جديدة في دارفور بسبب الأرض والمراعي. { نيالا تشرب محاية الفكي المراقب لأداء حكومة جنوب دارفور خلال الفترة القصيرة الماضية لا بد أن يقف عند جملة حقائق على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي والتنموي.. فالمهندس "آدم الفكي" الذي جاء من ولاية جنوب كردفان استطاع أن ينهي حالة الاستقطاب الإثني والعرقي والاصطفاف الذي أحدثه تنافس اللواءين "آدم جار النبي" و"عيسى آدم أبكر" فانقسم المجتمع إلى فريقين.. وقد نجح "آدم الفكي" في جمع شتات حزب المؤتمر الوطني وتوحيد القيادات مستخدماً عصا السلطة وجزرتها.. وحينما رفع البعض عصا التمرد في وجهه قبض على بعضهم وحملهم إلى سجون بورتسودان، ووجدت تلك الخطوة دعماً وسنداً من الرئيس "عمر البشير" في خطابه السياسي أيام زيارته الأخيرة.. وحصدت الولاية ثمرة سياسات التفاهم والتعاون مع قوات الدعم السريع وقوات الشرطة التي استطاعت فرض هيبة الدولة وعودة الاستقرار والطمأنينة لنيالا وبقية مدن الولاية.. ويتميز "آدم الفكي" دون كثير من الولاة باحترام التخصص وعدم التدخل في شؤون العسكريين، لذلك استطاعت قوات الدعم السريع أن تجعل نيالا مدينة آمنة يقام فيها معرض تجاري.. أما تنفيذياً فإن وزير مالية جنوب دارفور "يوسف الحسين" وهو وكيل سابق للمالية الاتحادية ضمن حصة الوزراء من خارج الولاية، نجح في توظيف المال وتجفيف سبل الفساد الإداري وإيقاف التصديقات العشوائية وتنامت الإيرادات بقدر.. وتعدّ حكومة "الفكي" أقرب للتكنوقراط من السياسيين مثيري المتاعب.. وجاء من الخرطوم بمعتمد لنيالا الأستاذ "طه" لتنمية مواردها، وكان لوجوده الأثر البالغ في نجاح الحشود الجماهيرية التي استقبلت الرئيس.. عطفاً على أن المؤتمر الوطني بعد تعيين د. "محمد العاجب إسماعيل" قد عادت إليه الروح وأخذ في التعافي من أمراض الانقسامات التي شهدها السنوات الماضية.. فهل يمثل تعافي نيالا خطوة نحو تعافي كل دارفور؟؟