بلينكن عن التدقيق في مزاعم انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان: سترون النتائج قريبا    عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    الخطوة التالية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"علي أبرسي" يكشف تاريخه ل(المجهر) السياسي
نشر في المجهر السياسي يوم 11 - 12 - 2016

اخترت التجارة وأنا شافع ومن أمنيات أبوي أدرس بالأزهر وأطلع (عالم)
أنا من مواليد النهود وكان حلمي امتلك (لوري) وأفتح دكاناً
نعم نحن الجلابة.. وكتبت قصيدة في حب زالنجي
انتهى زمن الجميزة والقمرة وكفتيرة الشاي ودارفور من بعدي حرقوها السياسيين
- في حياتي لم أر شخصاً واجه مولانا بموقف فيه معصية
- - لم أندم على خروجي من الاتحاديين وختميتي دهب عيار (24)
نحن الكوارتة موجودون في كل المدن السودانية
حوار - دلاى
نحن الجيل المحروم من رؤية عالم الرأسمالية من طراز السيد "طلب" والشيخ "مصطفى الأمين" و"ميرغني حسن" الذين يعرفهم آبائي وأجدادي في حدود منطقتي بالعزازي، هؤلاء الرجال جمعوا أموالهم بالمثابرة وأمام عيون الناس كل الناس، ويستطيعوا معرفة كل مليم في ثرواتهم، وبصراحة كنت أحمل صورة مختلفة لعمنا "علي أبرسي" و أخبرته أنه يبدو في خيال كثير من خلق الله وعباده، أنه تاجر بشع كلما زاد الغاز جنيهات، ضحك وأفتاني وأعطاني وصفة الصداع، كما هي محددة ودقيقة.
قابلني الرجل تاجر يعرف مقابلة الغرباء، يشبه تجار الزمن الجميل، في خطاه تسوية متوقعة وكل ملامحه مشروع تسامح سوداني، هذه طبعاً ليست ابتسامة بيوت، كما هي عند (سلمى سيد)، حينما وصفتها في لقاء سابق، هذا الوجه البشوش بسبب التجارة والصفقات الناجحة مبتسم كله بدفعة واحدة، قادني به وبفرح حقيقي لبهو صالونه وفتحنا صفحة التاريخ، والرجل يناسب الأغنيات الخالدة في دلوكة البنات قبل نصف قرن يمجدن تاجر الغرب، وهو يحكي لي عن تلك الأيام، كيف كانوا يصطادون الغزال والطيور الكبيرة يشوونها على نار الخلاء تحت قمر (14)، ودارفور بريئة من الحريق والخراب والقتل العام، لم يأت عام 2003م، ولم يترك "مناوي" طباشيرة الدروس في قرية فوراية، ولم يفكِّر "خليل" في الخلاص الكبير، كان "أبرسي" التاجر الذي أحب "زالنجي" وكتب فيها شعراً صادقاً قبل أن يتحوَّل في دفتر ثوار جدد بكونه مجرد جلابي يستهلك ثروات البلد.
× عمنا "علي" ... من أين نبدأ تاريخ حياتك؟.
- - نحن أسرة تنتمي للتجارة منذ نعومة أظافرنا، وأهلنا من كورتي، وجدنا أمامنا الخلوة جنبها المدرسة، وتخرَّج فيها الطبيب والمهندس ورجل الأعمال وغيره.
- × نركز مع عمنا "أبرسي"؟.
- - نحن قبلنا في العمل التجاري، ولكن بدايتي كانت بالدراسة في معهد أم درمان، سافرت في إحدى الإجازات لأخوي الكبير بمدينة الدويم، طاب لي المقام معه وفهمت التجارة ونسيت القراية.
- × (وين الوالد)؟
- - كان زعلان جداً، وكان يرتب لي أن أكون شيئاً مهماً في مجال الدراسة.
- × المهم أنت اخترت وقررت؟
- - وتعرفت على كل السودان مشيت نيالا وزالنجي وبورتسودان، وعملنا مع الهنود في استيراد الشاي وصدَّرنا الذرة والزيوت للسعودية ولبنان، وحتى سويسرا، ودخلنا مجال الدقيق لمصانع المكرونة والشعيرية، وواجهتنا صعوبات لنقل تلك البضائع عن طريق السكة الحديد، فلجأت لإنشاء أول شركة للنقل بين بورتسودان والخرطوم.
- × كنتم أول شركة نقل؟.
- - أول عمليات نقل تجر تريلات، ودا كان في 1973م، وكانت أول شاحنة في زمن "نميري" تشاهد بتلك الطريقة، ونحن طوَّعنا العقبة واجتزناها، وكانت عملية بطولية لا يعرفها الجيل الحالي.
- × ولكن كنا دولة كيف كان حالنا قبل تريلات "أبرسي" في 73؟.
- - كنا نستورد الشاحنات من إريتريا لترحيل السكر من عسلاية، فدخلنا وغطينا كل عجز السكة الحديد، ومعنا لاحقاً شركة "النفيدي".
- × كم عدد الشاحنات في أول تجربة لك؟.
- - بدينا ب(14) شاحنة ثم (30) وارتفع العدد بحمد الله.
- × أنت وناس عمنا "النفيدي" احتكرتم الطريق البري؟.
- - ونعمل لكم بكفاءة عالية وبقوة.
- × تركت الدراسة؟.
- - وعندي ثلاثة من أولادي حافظين القرآن بفضل الله.
- × من أيام الأتراك وجيل بعد جيل هناك ذكرى من معركة "كورتي" ليست في صالحكم بكون الهزيمة تمت على أرضكم؟.
- - "كورتي" بلد صغيرة والمعركة دي كانت من زمن الأتراك، و"كورتي" بها نزعة تجارية لا تحب الحروب وتنزع للتنمية والتقدم.
- × أنتم إذن الكوارتة ؟.
- - نحن بطون آل "كمبال" وآل "حميدان" وآل "كرار" وآل "حسين" ناس قرآن وتجارة.
- × هل صحي كانت فاتحة السيد "علي" تصرف عند الكوارتة؟.
- - دي من حكايات ود "نفاش" أن فاتحة السيد "علي" تصرف عند السيد "عبد الرحمن".
- × طبعاً أنتم ختمية آباء عن أجداد؟.
- - نعم، وكان أبوي يتاجر بالمحاصيل بين نيالا والأبيض والرهد، وكان يستورد الملح للولايات.
- × أنتم الكوارتة؟
- - وعمي "عمر" أول من فتح طريق بورتسودان دنقلا في 1941م، خلال شهر كامل، وكان عبارة عن اكتشاف، وكان العرب "الهواوير" دليل لفهم الجغرافيا.
- × تجار عاوزين تاريخ؟.
- - دا فعلاً إنجاز يستحق الجدارة، حيث لم تكن هناك أي وسيلة إلا البحر عبر كريمة والبصات عبر كرمة، وكانت هناك أهوال وتاريخ من المشقة للسفر في تلك الجهات.
- × موجودون من نيالا إلى بورتسودان؟.
- - نحن الكوارتة موجودون في كل المدن السودانية.
- × جئتم من قرية صغيرة وربما حدث تغيير في حياتكم، تجار أثرياء؟.
- - نحن لسع بطيبة ناس البلد وأخلاق القرية، وما زلت أتذكر بيوتنا، مكان الضيافة جنب البئر، وكنا نخدم الضيوف وكان أبوي خليفة ختمي يستقبل الأخبار الرسمية بالبرقيات.
- × أنت من مواليد كورتي؟.
- - بل، أنا من مواليد مدينة النهود، أبوي بديري وجدي أمه شايقية من قوشابي.
- × كيف كان نوع أحلامك وطموحاتك حينما خرجت للدنيا ظهر منها حظك وفرصتك؟.
- - دا كان زمن اللواري الهوستن، وكنت أحلم أمتلك (لوري) وأفتح دكاناً وامتلكت بفضل الله (30) (قندران)، وعمري لم يتجاوز ال24 سنة.
- × عشان طلعت من المعهد العلمي؟.
- - طلعت لأنوا قمة ما كان سيصل له المرء أن يكون مدرساً، ومع عظمة المهنة لم تستهوني، خرجت وعملت بالتجارة في الجملة سكر وشاي و تزوجت وعمري 19 سنة.
- × الدويم من الذاكرة؟.
- - كانت منتعشة جداً، سوق عامر والبنطون حكاية بالشرق والغرب، وكانت مدينة جميلة ونضيفة، وكان الخليفة "حسن تاج السر" والد "سر الختم الخليفة" هو سيد الوقت هناك، وبحكم الختمية والتجارة سمح لي ومعي زوجة أخوي أن أركب سيارته الأمريكية (الناش) من أجمل العربات في السودان ويمتلكهما اثنان "محمد حسين" و"الخليفة الحسن"، سافرت بها من الدويم حتى الخرطوم ولا توجد حتى في القصر.
- × كأنها أيام الباشوات يحملون الكدوس؟.
- - يا أخينا الراجل دا خليفة أيه كدوس وسجائر.
- × أبوك كان زعلان وأنت تترك الدراسة من أجل التجارة؟.
- - أي والله، كان عاوزني أدرس في الأزهر، وقالها لي: (عشان تبقى عالم).
- × هل كنت في ذلك الوقت تفهم بعضاً من السياسة؟.
- - أبداً دا كان عمر مبكر، وكان عمري يسمح لي الإعجاب بالمباني والآيسكريم والباسطة والخدمات لدى المواطنين، وكل ما أتذكره خلوتي إلى الذكر في المسيد، وكان الشيخ رجلاً مهاباً وأبيض جداً، وكنت أرجع عند الصبح بحالة تديُّن رهيبة، انفعالات و تحولات وجدانية وترجمة.
- × كنت في نيالا أيضاً؟.
- - دا كان سنة (60) أيام "عبود" اشتغلت مع ود عمتي، كنت أعمل في المخزن أسلم البضاعة، رجعت أم درمان وصادفت الشريف "حسين الهندي" يفتح تجارة الشاي مع الهنود، كان محتكراً تجارة الشاي والبن والملح ثم جئت لبورتسودان مع عمي "عثمان عبد السلام" - رحمه الله.
- × في نيالا والرهد كنتم الجلابة ... كيف كانت النظرة لكم؟.
- - ينظروا لينا زي نظرتنا نحنا للخواجات، حينما كانوا مميزين بلبسهم ونوع حياتهم.
- × هل كانت المشاعر السلبة واضحة ؟.
- - كانت تصرفات من أفراد ومحدودة جداً، وكنا كلنا بإحساس مشترك أبناء هذا البلد، نشق بجمالنا الأرياف والحلال، حلة حلة، وفريق فريق، نبيت ليالينا تحت الجميزة ونصطاد الغزلان برفرف اللوري، ونشويه تحت القمر، وكنا نصطاد دجاج الوادي ببندقية الخرطوش، وما زلت أتذكر ليلة رأس السنة في عام (62)، ونحن تحت جميزة ومعي ود عمي نشرب الشاي في ليل بهيم إلا صوت المرفعين، قلت له: إنها ليلة رأس السنة، فقال لي: يعني شنو ليلة رأس السنة، وكان الصباح يطلع علينا وناس حلة أو فريق يلقون التحيات ونرفع لهم كفتيرة الشاي.
- × يا ريت ما جات سنة 2003 ؟.
- - كانت الدنيا أمان وسلام، أرض منبسطة وناس بسيطة في عملها، ووراء سعيتها وتقريباً بدون أحلام لو استمرت الحياة بتلك الوداعة.
- × حكاية عجيبة؟.
- - كان الأهالي يبدِّلون معنا العيش باللبن، ولم نسمع أي شبكة بين عرب و زرقة، ولم نسمع بتلك التقسيمات إلا قريباً، والناس في السوق وغير السوق أهل حقيقيين، وهناك جلابة تزوَّجوا من الحلال والفرقان وصاروا جزء من ذلك النسيج بعفوية.
- × كيف تقيس المسافة نفسياً بين زالنجي وكورتي؟.
- - زالنجي عزيزة على نفسي، وحتى اللحظة لها عندي مكانة خاصة، وأتمنى أن تكون كل إجازاتي بأسرتي نحو زالنجي وليس مدينة غيرها.
- × هل عدت لها مؤخراً ربما بسبب التجارة ؟.
- - لم استطع الرجوع لها من عام (62)، ولديَّ ذكرياتي وهي من أجمل بلاد السودان، ويكيفها من الجمال وادي أزووم ووادي أريبو، وكأنك في سويسرا، وكتبت في حب زالنجي قصيدة.
- × متى تعرفت على مولانا السيد "محمد عثمان الميرغني"؟.
- - دا كان بتاريخ 1974م، أوصلني لهناك "حسن محمد حسن" - رحمة الله عليه - وبيننا صلة حميمة.
- × وقبل عشر سنوات كانت ثورة أكتوبر؟.
- - لا أحبها إطلاقاً، والغريب كان عرسي في 21 أكتوبر أو يوم 20، وصادف بكل أسف اليوم الذي لا أحبه بسبب ثورة أكتوبر في 1964م، وعلى ما أذكر حضر عقدي السيد "علي" ومن الزمن داك نشأت علاقتي مع مولانا "الميرغني"، أسافر معهم ويسألوا عني، أشرِّف مناسباتهم ويشرفون مناسباتنا، ومرة سافرت معهم إلى شيكاغو لحضور تخريج "علي" بن مولانا "محمد عثمان الميرغني" وحضَّر الآن الدكتوراة في الاقتصاد، وتزوَّج بنت خاله، وفيه كل مواصفات الزعامة.
- × نحن نعرف "جعفر الصادق" الذي دخل القصر وخرج ونعرف بالطبع "الحسن"؟.
- - نعم، السيد "علي" بن مولانا "الميرغني" غير معروف لكثيرين، وهما يدرسان في نفس الجامعة "الحسن وعلي"، وكنت قريب منهما حينما كنت مستشاراً للمرحوم "أحمد الميرغني".
- × قريباً منهما ؟.
- - نعم، وكثيرون لا يعرفون أن مولانا "الميرغني" يقضي الليل كله في قراءة القرآن والذكر والصلاة، ولمولانا قدرة عجيبة حينما ينهض الفجر يستقبل الناس كأنه كان نائماً من الأمس.
- × هل مولانا رجل ديمقراطي؟.
- - هو مثل أبوه، وفيه ديمقراطية كاملة والسر فيهم سببه التربية.
- × هم قليلو الكلام؟
- - مولانا بالخصوص هادئ بشكل غير طبيعي، ويسمع كل الكلام، ولكنه يتعامل معه بشكل مختلف.
- × كيف يبدو زعل مولانا في مشاعر ختمي؟.
- - (دا شيء صعب طبعاً على زول ختمي)، وهو دائماً يكره التنافر وكلماته الشهيرة: أوغلوا في الأشياء برفق، فإن المنبتة لا أرضاً قطعت.. وكان لديه الجهات ست وليست أربع، وذكرنا بالجهتين فوق وتحت.
- × متى قلت للسيد مولانا "محمد عثمان الميرغني" لا، في وجهه؟.
- - في حياتي لم أر شخصاً واجه مولانا بلا أو أي موقف فيه معصية.
- × لم يتجرأ أحد برفع السبابة في وجه مولانا؟.
- - لم أر في حياتي مشهداً كهذا أمام مولانا من أي شخص كان.
- × كيف يدير مولانا حزباً سياسياً مثل الاتحادي الديمقراطي، بكل ذلك الصمت والهدوء؟.
- - دائماً يعطي اعتباراً للمستشارين والخلفاء، ولا أحد يتجاوزه، لأنه ببساطة (دا خليفة السيد علي).
- × كيف نال الخليفة "عبد المجيد" كل تلك الثقة من فؤاد مولانا ؟.
- - الخليفة "عبد المجيد" رجل مقرَّب جداً، وربما له توكيل رسمي لإدارة كل أعمالهم وشؤونهم، وطيلة حياتي معهم لم أر أي تجاوز للخليفة "عبد المجيد" ولو قيد أنملة، وكل تصرف منه يعتبر رأي مولانا بدقة متناهية.
- × (دا سر الثقة) ؟.
- - ما عندو أي قرار لوحده، ولا يتجاوز حدوده، ودائماً في خدمة مولانا و"الختمية" بإخلاص هو وأبناؤه.
- × كيف قطعت كل تلك المسافة بين الختمية والإسلاميين، وصرت مؤتمر وطني بعيداً عن مولانا "الميرغني" ؟.
- - كانت الخلافات أكثر من اللازم وتجاوز السيد "الحسن" النظم المرعية والحاضر يرى ما لا يرى الغائب، وكانوا يكتفون أن نتعجل الأمور بينما الحزب متقلص، وكل يوم ينسحب من قضايا البلد الأساسية، ويعتبر تأخر انعقاد المؤتمر العام للحزب مشكلة تنظيمية معقدة تعكس الأزمة الحقيقية داخل الحزب.
- - × كيف تحافظ على ختميتك وأنت في بلاط الإسلاميين داخل المؤتمر الوطني؟.
- - أنا ختميتي دهب عيار (24) ومحفوظة في مكان بعيد في روحي وقلبي.

- الخطوط 2
- هذه هي قصة تجارة الغاز كاملة ولولا "علي الحاج" لتوقفت الفكرة
- قابلت مولانا ولم ينس شولة كلام في أسماء وتواريخ وأحداث قبل (30) سنة
- نعم رفض مقابلة الوفد في لندن لهذه الأسباب.....
- الديمقراطية بذخ حتى نبني مستشفياتنا وطرقنا ومدارسنا
- الوضع كله مخنوق ودا سر دعوتي لتكوين مجلس عسكري لتصحيح الأوضاع المايلة
- ناس الأقاليم كلهم يرجعوا مناطقهم لنبدأ بالإنتاج ونبدأ صفحة التصحيح بالكامل
-
- × كيف وجدت الجو في المؤتمر الوطني؟.
- - حينما جئته كان المؤتمر الوطني متماسكاً، وكان يقدم حلولاً ذكية وفعالة لقضايا البلد، وهو حزب منظم وقوي، وبكل أمانة وجدت مكانة لتقديم أي مبادرة ويوجد شغل ومساهمات من كل الأعضاء.
- × أنا أتكلم عن المناخ والفرق بين الاتحاديين وناس المؤتمر الوطني؟.
- - العلاقات مع الاتحاديين لا تنتهي أبداً.
- × المؤتمر الوطني استقبلك تاجراً وسياسياً ؟.
- - (وأنا كمان جئت وعندي فهم).
- × هل شاورت مولانا حينما خرجت من الحزب؟.
- - لم يقل شيئاً، وأنا أصلاً خرجت بقناعات معينة، لأنني لم أستطع أن أقدم أي شيء عنده قيمة، وأنا قادر على ذلك.
- × لم يقل شيئاً يعني أنه زعلان؟.
- - سمعت السيد "أحمد" وهو يقول لي: إن للختمية عشرة أبواب مثل الاغتراب والسفر، وفي باب يمكن يدخل المؤتمر الوطني وستكون ختميتك محفوظة.
- × لكن مولانا "الميرغني" لم يقل شيئاً ؟.
- - لا، قال دا أعوج، ولا قال دا عديل.
- × هل حرية التعبير مكفولة داخل الوطني؟.
- - (الحق يقال) من جئت للمؤتمر الوطني أي كلام عاوز أقولوا قلته بحرية تامة، ولحدي اللحظة دي ما حصل في زول منهم سألني، بل حصل تكلمت قدام الرئيس بحرية زائدة ولم يقابلوني إلا بالابتسامات.
- × ما الذي تحتج عليه باستمرار داخل الوطني؟.
- - السياسة الخارجية، وأنا ضد إيران والآن بدأت الاستجابة لرأيي.
- × في مثل هذه الأيام الصعبة من غلاء ورفع دعم وزهج عام يمكن على "أبرسي" يكون ندمان على خطوة الانضمام للوني؟.
- - ما ندمان أبداً.
- × لكن زعل الاتحاديين دائماً موجود ومستمر؟.
- - في ناس زعلانين مني ودي معزة أقدرها جيداً، وفي ناس صارحوني وقالوا لي: (تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير).
- × كانت فرصة أن تقترب من ملامح الحكومة والإسلاميين ؟.
- - الرئيس دا ود بلد بمعنى الكلمة و بشوش.
- × السيد "علي أبرسي" تاجر الغاز؟.
- - دخلت تجارة الغاز بموقف عجيب كنت أقف في طرمبة "مكي" وأمامي أسطوانات مربوطة بجنزير، وكانت امرأة كبيرة تقف قدام أنبوبة غاز أخبروها بكفاية العدد لشحنة لبورتسودان لملئها بالغاز، ووقعت في البلاط نتيجة المدافرة، نزلت ووصلتها لبيتها في ود نوباوي، وأخبرتها باسمي فلان وأسكن الحارة كدا ولديَّ سيارات تذهب لبورتسودان، وبعد أيام بسيطة رجعت لها الأنبوبة مليانة.
- × وبعدين؟.
- - بعدين فكرت أنا عندي التناكر ممكن ترحل الغاز مع شركة النيل لترحيل الغاز، وقدمت اللب وتم رفضه بحجة أن القطاع الخاص غير مؤهل، مشيت لناس الاستثمار، ودا كان في 1990م، وكان فيه الدكتور "علي الحاج" نادى دكتور "عبد الرحمن" وسأله ليه منعتوا الحق دا، فذكر له المخاطر، ولكن "علي الحاج" نادى "الفاضل الجاك" مدير عام "توتال" وهو خبير كبير وصدَّق لي طوالي.
- × زمن بعيد؟.
- - شرعت في تنفيذ المشروع فوراً و بدأت ب(50) ألف أنبوبة، وكان الاستهلاك (500) طن، واليوم الاستهلاك (40) ألف طن، وكان مدعوماً ب(99%) وتم توقيف حرق الغابات فوراً.
- × واليوم كيف هي قدراتك؟.
- - (2) مليون أنبوبة و(200) ألف. ومصنع للأسطوانات في السودان و(35) محطة في كل ولايات السودان، ومصنع مواقد.
- × صرت ملك الغاز؟.
- - هكذا انتقدني واحد منكم اسموا "الطاهر ساتي".
- × كان ترد وتدافع عن نفسك؟.
- - لم أرد عليه، لأنه لم يقل (كلام كعب أو بطال).
- × كل ما زاد سعر أنبوبة الغاز قلنا إن "علي أبرسي" استفاد على حساب الفقراء؟.
- - أنا لا أستطيع زيادة سعر الغاز ولم أستورد أي غاز من الخارج، والحكومة هي من يبيع لنا من المصفاة.
- × أنت في خيال البعض مرسوم في مشاعرهم مثل "الدراكولا" تسيل من أسنانك الدماء ويا لها ما بشاعة؟.
- - (سبحان الله) أنا في موضوع الغاز دا تاجر عادي، وكل ما في الأمر عندي إمكانيات الشراء، وأنا لا أعرف طريقاً للجشع في كل حياتي التجارية.
- × نسمع أحياناً أن الغاز دا رخيص ومرات ناس المصفاة يفكوه في الهواء للتخلص منه؟.
- - حصل مرة واحدة الحكومة استوردت عشر بواخر في زمن واحد، وكانت المصافي تعمل بطاقتها القصوى فاضطروا فكوه في الهواء، ودا كان لفترة وجيزة، والآن لا تستطيع المصفاة أن تفك كيلو واحد في الهواء.
- × الحكومة حررت الغاز؟.
- - ما في قدسية، ودي طبيعة الاقتصاد.
- × هل يجتمع بك الأمن الاقتصادي لفهم جغرافية التوزيع مثلاً ؟.
- - الأمن الاقتصادي مهيمن على طريقة التوزيع، والآن ابتعد، ومن الشهر الجاي أي زول عاوز توكيل و ممكن يشتغل في الغاز حسب المواصفات.
- × كيف تتم عملية التوزيع؟.
- - حسب الكثافة السكانية ولا يمكن أنبوبة تنتمي لي تنقص ولو خردلة، وحالياً أوزع بالأقساط، فأي جهة نقابية يمكن تتحصل عليها بطريقة مرنة وإنسانية.
- × كيف واجهت الغلاء؟.
- - أنا مدمن فول الهجرة، كان بعشر جنيهات، وبسب الدولار بقى ب(12)ج.
- × بعد خروجك من الحزب الاتحادي كيف واجهت إشاعة ضعف ذاكرة مولانا وهي طبعاً شيء عادي؟.
- - الاغتيال السياسي ليس غريباً على الساحة السياسية والخصوم المتربصون لا ينامون.
- × متى كانت أخر مرة قابلت فيها مولانا "الميرغني"؟.
- - قابلته قريب جداً في لندن، وتعشيت معه، ولم يتغيَّر مثقال ذرة وذاكرته عال العال.
- × عاوزين تفاصيل الونسة وكيف كان سؤاله عن البلد والناس؟.
- - كان يسألني باستمرار عن حال البلد، وأمن المواطن، وسكنه وحركة المواصلات، وحكي لي حكايات قديمة فيها تفاصيل وأسماء ناس ووقائع لم ينس منها شولة كلام.
- × والكلام السياسي؟.
- - كان يحمد لهذا النظام أنه حفظ أمن البلد، ولو وقع فلن تجد له بواكي.
- × المهم الذاكرة بخير؟.
- - ذكر لي أحداث ووقائع من قبل (30) سنة، وكأنها حصلت اليوم، وقال لي ذكريات من أبوه، كان يحكي، ويقول: (كان زمان قال كدا)، ويسميه بالختم الأكبر في كتابه الفلاني.
- × لماذا نجحت وفشل غيرك في مقابلته؟.
- - تحدث معهم بالتلفون لو جايين للونسة والتفقد فمرحباً، ولكن لا أقبل بأي نقاش في أمور الحزب.
- × إيقاع الزمن في حضرة مولانا؟.
- - لا تتمنى أن ينتهي ودائماً في خواطرك يا ريت الزمن ما ينتهي، ومن عاداته لا يشعرك أبداً بأن زمن المقابلة قد انتهى.
- × قالوا مولانا فيه نكتة وظرف؟.
- - يحب النكات جداً، وهو رجل تخرج الطيبة من أعماقه ولا يسمح لك إلا أن تحبه.
- × ولكن طبعاً هناك أخطاء كبيرة وقعت هناك؟.
- - الأخطاء الكبيرة لكل ذلك الجيل السياسي أنهم لم يعتزلوا السياسة في زمن معين ومبكر.
- × هل تطرقتما بكونك انتقلت للمؤتمر الوطني؟.
- - (نهائي ما جاب لي خبر).
- ( شيء غريب)؟.
- - ديل السادة.
- × (بيفكروا كدا)؟.
- - أيوا، نعم.
- × صراع السيد "إبراهيم الميرغني" مع ابن عمه السيد "الحسن"؟.
- - دا صراع مقدور عليه، وما مختلفين اختلافات جوهرية، وممكن في أي لحظة يرجعوا.
- × رفض مولانا مقابلة وفد الخرطوم بلندن وراءه كلام وكلام؟.
- - أبداً، ما ذكرته هو كل القصة، (لو كنتوا جايين) للاطمئنان والسلام مرحباً بكم، ولكن لا مجال للنقاش، لأن صحتي لا تسمح (هذا ما قاله لهم)، وأكد من بعد ذلك أن الحديث عن الحزب طال عهده، وكانوا هم بالمقابل واضحين (نحن جايين للسياسة والحزب).
- × تحدث معهم بالتلفون؟.
- - نعم.
- × أين تضع المحامي "علي السيد" في صف الاتحاديين؟.
- - اتحادي قاطع، وهو رجل يحب الديمقراطية والحرية، وله في ذلك تاريخ ومواقف، ويوم من الأيام لم يخرج عن خط الحزب منهجاً وسلوكاً، ومهذب في حديثه وعلاقاته.
- × الكلام والثغرة تأتي من مستوى اللون في ختميته؟.
- - نحن لسنا ختمية "خالد طلحة" أو "علي محمود"، وهناك اتحاديون كثر لا يفرِّقون بين هذا وذاك، ولكن لا شك في اتحادية "علي السيد".
- × الاتحاديون بزمن "سيد أحمد الحسين"؟.
- - تلك هي الأيام، و"سيد أحمد الحسين" ما زال هو نفسه الأسد الفارس وفيه بقية مما ترك آل "موسى"، وهج الاتحاديين القدامى، بالرغم من عوامل السن وضعف الذاكرة.
- × دا "سيد أحمد الحسين"؟.
- - قوي وصلب و(بابه فاتحوا)، يتباشر معاك ولا يعرفك مين أنت.
- × الغاز بكم؟.
- - الوضع كله مخنوق والناس منتظرة مخرجات الحوار الوطني.
- × لديك تصريح خطير دعوت فيه بتكوين مجلس عسكري؟.
- - نعم، فالمؤسسات دي مترهلة وكثير من الوزراء جاءوا بالترضيات، وشهدنا حكومة الحزب الواحد، وهناك حزب الأمة بكل أسمائه والاتحادي بكل مشتقاته وبقية الأقليات، بينما المؤتمر الوطني موجود في كل المرافق الحكومية.
- × وعلاقة كل ذلك بضرورة تكوين مجلس عسكري؟.
- - مجلس عسكري لتصحيح الأوضاع المايلة، فالوضع الحالي من ترهل الحكومة المركزية والحكومات الولائية يكلفنا أموالاً ضخمة، وما دمنا نصرف على الأمن والجيش فليحكموا البلد حتى تستقر الموازين.
- × نظرتك اقتصادية لها علاقة بالتجارة ؟.
- - نعم، هناك صرف غير عادي على الترهل الحكومي من وزراء ومجالس تشريعية وبرلمان اتحادي ومستشارين، بينما الطالب يطرد من المدرسة بسبب الرسوم والعلاج مضاعف، بينما الحكومة تصرف على الترضيات.
- × أنت عضو برلماني؟.
- - ما فيش فرق، والحقائق لا تتغيَّر.
- × والديمقراطية؟.
- - الديمقراطية بذخ لا نحتاجها على الأقل حالياً، وما نملكه من موارد يجب توجيهه للإنتاج ومشاريع البهائم والزراعة، عشان نبني ديمقراطية وحريات من إنتاجنا وليس محاكاة للغرب.
- × هل الدعوة لتكوين مجلس عسكري دعوة عملية وقابلة للتطبيق؟.
- - ميزتها الأساسية هي واقعيتها ولم نقل حلوا القضاء، ولكن استعينوا بالإدارة الأهلية، ولا تصرفوا على الترفيه حتى نبني مستشفياتنا وطرقنا ومدارسنا.
- × نحن في أيام الاعتصام؟.
- - نعم، هناك دعوات للاعتصام نجح أو فشل، فالدعوة قائمة ومنطقية.
- × القرارات الاقتصادية الأخيرة ؟.
- - كل يوم تأخذ تلك القرارات أموال من الجيوب الفقيرة، والمواطن نفسه عاوز خدمات أساسية ليعيش حياة كريمة ومرتبات الموظفين لا تكفي (10%) من حجم الزيادات.
- × أنبوبة الغاز بكم؟.
- - هي ضمن الأزمة وليس أنا من يحدد السعر ليضعه في جيبه.
- × هناك أمل؟.
- - أنا ما شايف أي أمل.
- × إلا ؟.
- - إلا الاعتماد على النفس والإنتاج هو الحل، فعطايا الخليج لن تستمر إلى الأبد، ولن ترضى عنا أمريكا بالساهل، والحل في المجلس العسكري لتمسك البلد بشكل كامل.
- × دا انقلاب ؟.
- - لكن الدستور موجود والقوات المسلحة والمخابرات والشرطة لحفظ أمن البلد، ويبقى "علي السيد" الرئيس و نوابه، الصحافة موجودة والقضاء والمجلس الوطني.
- × والبقية تعمل؟
- - ناس الأقاليم كلهم يرجعوا مناطقهم، لنبدأ بالإنتاج، ونبدأ صفحة التصحيح بالكامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.