ليس لدينا رسائل بعينها لدولة من هذه المناورات الجوية والقصد امتلاك القوة ليس صحيحاً أننا أخذنا أذونات للمناورات مع السعودية تم اتفاق مبدئي مع الإمارات على إقامة مناورات شبيهة ولكن لم نحدد التفاصيل بعد حوار محمد جمال قندول كانت التدريبات المشتركة السعودية – السودانية التي جرت مؤخراً في مروي، بشمال السودان، حدثاً بارزاً، وجد مكانه المتقدم من الاهتمام العالمي، فهو الأول من نوعه، ويجيء وسط تطورات متسارعة في انفتاح السودان في علاقاته مع دول الخليج العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية، ويشكل تتويجاً لهذه العلاقة التي وجدت أقوى تعبير لها في مشاركة السودان في تحالف عاصفة الحزم بقيادة السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن، عقب الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. وقد أثارت المناورات العديد من التكهنات، من الجانب الآخر، بشأن استهدافها لجهة ما، الأمر الذي حرصت السلطات السودانية على نفيه، وتأكيد أهداف وطبيعة التدريبات في سياقها الصحيح. ويعتبر رئيس أركان القوى الجوية بالقوات المسلحة سعادة الفريق مراقب جوي ركن "عصام الدين مبارك حبيب الله"، هو المهندس الفعلي، لمناورات الدرع الأزرق مع السعودية، بوصفه المسؤول الأول عن إدارة القوات الجوية، (المجهر) التقته في حوار عابر بمدينة مروي، عقب نهاية المناورات التي شرفها "المشير عمر البشير"، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واستفسرته عن مشوار التدريب المشترك بين القوتين، السعودية والسودانية، وكيف جاءت فكرة المناورات، والتأثيرات والنتائج المتوخاة للتمرين الذي استمر ل(12) يوماً، حول التداعيات السياسية للمناورات وما إذا كان القصد منها إرسال رسائل لدول بعينها، وغير ذلك من الموضوعات ذات الصلة، فيما يلي نص الحوار: * سعادة الفريق "عصام الدين مبارك"مرحباً بك في (المجهر) ؟ يا مراحب .. وأهلاً وسهلاً ب(المجهر) * وأنت رئيس لأركان القوى الجوية متى بدأت فكرة المناورات الجوية السودانية - السعودية؟ كان هناك مؤتمر لقادة القوات الجوية المشاركة في التحالف العربي وعاصفة الحزم، وكان في الرياض وقررنا فيه أن لا تشغلنا العمليات عن التدريب والتأهيل وتم الاتفاق على أن تكون هناك تدريبات مشتركة. ومن بعد المؤتمر جاءت فكرة إقامة المناورات الجوية العسكرية، واتفق عليها قبل أكثر من عام مع قائد القوات الجوية السعودية. *حدثنا عن ختام فعاليات تمرين الدرع الأزرق بين القوات السودانية والسعودية ؟ الحمد لله، تم ختامه على أحسن ما يكون، وهو يحدث لأول مرة في تاريخ السودان، بأن يكون تمرين بهذا الحجم والكثافة، وحتى أسلوبه شكّل إضافة كبيرة لقواتنا الجوية، وكان يركز على الأهداف الجوية. وضباطنا استفادوا استفادة كبيرة جداً من الاحتكاك مع السعوديين. وتم تبادل بين الطائرات المشاركة الأمريكية والروسية، وأحدثت تجانساً كبيراً وهي خطوة تعقبها خطوات كبيرة في المستقبل، وتم إنجاز خطة التدريبات بصورة مدهشة. وكما ذكرت لك هو أكبر تمرين بهذا الحجم وهي نقطة إيجابية يجب التركيز عليها. * وصفت المناورات بأنها الأكبر، على أي أساس اعتمدتم هذا التقدير؟ الحجم بالقوات المشاركة، وإعدادها والمدة الزمنية، مناورات الفجر الساطع مع أمريكا في عام 82 كانت يوماً واحداً والدرع الأزرق الآن استغرقت(12) يوماً والسعوديون جاءوا ب(12) طائرة كبرى أقلت معداتهم فقط، ونفس الشيء نحن نقلنا معداتنا بذات المنهج. وهو أمر مرتب مسبقاً وبجهود كبيرة بذلت في هذا الإطار. *كيف تقيِّم العلاقات السعودية –السودانية وتطوراتها مؤخراً؟ هي علاقات إستراتيجية متينة وقوية وراسخة وعلاقات منذ الأزل. وأكبر دليل هو المشاركة بعاصفة الحزم .وازدادت متانة بعد القرارات الصائبة من الملك "سلمان" والرئيس "عمر البشير" بالمشاركة فيها. وكنا أول المشاركين فيها بطائراتنا والحمد لله، التقارب بيننا وبين السعودية هو منذ عهد بعيد والحمد لله، وهذه التمارين ستصب في مصلحة تقويتها. *هل لعبت عاصفة الحزم دوراً كبيراً في هذا الانفراج في العلاقات السودانية السعودية،مهدت – بالتالي - لتمرين الدرع الأزرق؟ هي السبب الرئيس في ما يجري الآن ودورها كان فاعلاً، والسعوديون أشادوا بنا كأول المشاركين. ودائماً حينما نذهب هناك يقولون لنا بأننا أول المشاركين، وأذكر أن الرئيس اتصل علينا قبل العاصفة، وطلب تجهيز قواتنا وبعدها بيوم كنا جاهزين، وشاركنا في (خميس مشيط). *كيف كان أداء القوات المسلحة السودانية بعاصفة الحزم؟ ممتاز جداً وكل ما نذهب إلى (خميس مشيط) نجد الإشادات عالية من الإخوة السعوديين، واعتبروا أداءنا ممتازاً وهو من الدوافع التي كانت سبباً لهذا التقارب الموجود الآن. والإشادات لم تكن من المملكة فقط، وإنما من جميع القوات المشاركة من الدول الأخرى، ومنهم الإماراتيون. *هل لديكم مشروعات لاحقة لإجراء مناورات ثانية عقب نجاح تمرين الدرع الأزرق؟ إن شاء الله في العام القادم ستكون في السعودية. وكان يفترض أن يكون ذلك عاماً بعد عام. ولكن بعد هذا التمرين قرر قائد القوات الجوية أن يشهد العام القادم التمارين بالسعودية. *ما هو المغزي من الدرع الأزرق، وهل تعتبر المناورات بمثابة رسائل لبعض الدول؟ نحن رسائلنا هي أن نمتلك القوة، وليس لدينا دولة معينة، ولا عدوًا نرسل له رسالة معينة، الهدف الأساس هو رفع الكفاءة العسكرية، وامتلاك قوة جوية تؤدي واجبها الوطني باحترافية. وهو الردع الحقيقي في نظري لأنه حينما تمتلكها ستجعل الجميع يهابك. *لاحظنا خلال الاحتفال بختام المناورات بأنكم قدمتم الدعوة للملحقين العسكريين ومنهم الملحق العسكري الأمريكي.. ما هو المغزى من ذلك؟ ليس هناك أي أسباب معينة،وإنما ترتيبات بروتكولية، ومن الأعراف المتبعة. *ولكن ربما كان لمشاركة الملحق العسكري الأمريكي، بعد طول انقطاع ،وكذا الروسي أبعاد مختلفة؟ نعم مشاركتهما مهمة، وقد زارني وفد روسي قبل أسبوع وقال لي أنه يريد التأكد من أنهم سيحضرون تمارين الدرع الأزرق، وقلت لهم أنتم أصلاً مدعوون، والمحلقون العسكريون بطبعهم يعشقون مثل هذه الأعمال العسكرية. *ما هي انطباعتهم؟ "مبسوطين جدا" وفي الآخر هذا يعتبر تطوراً . فالعمل السياسي يعقبه العسكري ونحن منذ بدأنا في القوات الجوية كنا ننتقل من شرق لغرب، بحسب التوجهات السياسية. *هل بالإمكان تنفيذ مناورات شبيهة مع أمريكا؟ نعم، من قبل كانت (النجم الساطع) مع أمريكا سنة 82، وكنا في ذلك الوقت "ملازمين" ولم تكن بحجم مناورات الدرع الأزرق. *هل تعتقد الآن أن الأجواء مهيأة لإجراء مناورات مع أمريكا؟ نعم، ممكن بحسب درجة التصالح والانفراج وإن شاء الله، عندما يتم الرفع الكامل للعقوبات وتعود العلاقات بشكل أفضل فإن من الممكن إجراء مثل هذه التمارين. * هل هناك طائرات أمريكية مشاركة في الدرع الأزرق؟ نعم القوات السعودية تعمل بها ولكن وضح أن كفاءتها عالية جدا؟ لأنهم يتدربون بها لفترات طويلة وخاضوا دورات تدريببة كثيرة ونحن نستفيد منهم، وكان الواحد منا قد ذهب لدورة تدريبية في أمريكا، ويمكن أن يعزى ذلك لأننا انقطعنا لفترة طويلة عن الغرب. فهناك الكثير من التطورات التي قد لا نكون مواكبين لها. لكن الآن قواتنا استفادت من هذه التدريبات، واستوعبت التكنولوجيا المتقدمة. *وضح من خلال العروض أن الإمكانات المادية لها آثار ملموسة؟ الطيران مكلف جدا، والقوات الجوية تعمل على ترتيب نفسها والتمرين يحتاج إلى صرف عال جدا. *هل يندرج ذلك تحت إستراتيجية الدولة لتطوير وتحديث القوات الجوية؟ أساس الخطة، عقب رفع العقوبات هو أن نعمل على تدارك ما فاتنا طيلة أيام الحظر، والتطوير والتكنولوجيا والحمد لله، لدينا أفراد يستوعبون بذكاء عالٍ. *كيف ترى وضع قواتنا الجوية الآن، مقارنة بالقوى الإقليمية؟ الحمد لله، وضعنا ممتاز، ومتقدمون على دول. دون ذكر أسمائها. *هل اضطررتم لأخذ أذونات للمناورات من الدول المجاورة؟ أبداً.. نحن دولة ذات سيادة والمناورات تتم داخل دولتنا وفي أجوائنا الوطنية. *بالرغم من أن المناورات قد تعضد العلاقات مع السعودية وتحقق استفادة قصوى لقواتنا، هل يتوقع أن تثير حساسية دول أخرى؟ ليس لدينا قصد لدولة، والهدف منها كما ذكرت، هو رفع القدرات العسكرية وبالعكس، وحتى بافتراض وجود مثل هذه الدول، فإن عليها أن تفرح بأن هناك قوى إقليمية مؤثرة وقوية تتكون وتنهض، ولكن أعود وأؤكد وأكرر، أن المناورات ليس مقصوداً بها أية دولة. *هل بالإمكان أن تتوسع قاعدة المشاركة في المناورات مع دول أخرى؟ نعم هناك اتجاه لتوسيع المشاركة مع دولة الإمارات وهي مرشحة، ولكن الآن تركيزنا مع السعودية. *هناك حديث عن شراكة مع تركيا؟ هناك زيارات متبادلة بيننا وبينها وستكون هناك مشاركة. *متى ستكون مع الإمارات ؟ مبدئياً تمت الموافقة من قبل الإمارات ولكن لم تحدد التفاصيل بعد. *بالنسبة للمناوارات التي ستجرى بالسعودية، هل ستكون أكبر من هذه؟ قطعاً وأكثر تطوراً والتدريب كما تعلم يبدأ من السهل للصعب فالأصعب. *نحن نستعمل طائرات روسية والسعودية أمريكية، هل هناك تباين في الأداء؟ نعم، ونحن كنا في زمان مضى نستخدم الطائرات الأمريكية، وغيرها وهي تتباين حسب الموديل والتدريبات تلعب فيها دوراً كبيراً. *هل التدريبات- عادة - لديها رسائل أخرى، غير مباشرة ، عدا رفع الكفاءة القتالية للقوات؟ الهدف الرئيس للتدريبات هو رفع الكفاءة وتثبيت القوات، ولكن في هذا الزمن لا يحترم إلا القوي، لذا لا بد أن نبني جيشاً رادعاً وقوياً بالتدريب لكي يعرف الأصدقاء بالإقليم، قبل الأعداء قوتك. *القوات السودانية ماذا تقول عنها؟ هي قوات لها تاريخها وثقلها وهي لم تهزم طيلة ال(50) عاماً الماضية ولديها مشاركات ومواقف أثبتت بها قدرة إدارية وكفاءة عالية، ولولا تماسك القوات المسلحة لما تماسك السودان ولانهارت معظم الدول من حولنا والتي سبق أن عانت من ضعف قواتها المسلحة فانهزمت، إلا السودان فإنه لم ينهزم، ولن.. بإذن الله.