هل تلتزم واشنطن بالرفع النهائي للعقوبات؟ نجل الدين ادم بضع أسابيع تفصلنا عن المهلة التي حددتها الولاياتالمتحدةالأمريكية للرفع النهائي للعقوبات الاقتصادية على السودان، وترجيحات متباينه تطرأ بين الحين والآخر من خلال ما يتم تسريبه عبر مسؤولين أمريكيين أو مراكز استخباراتية وغيرها من المصادر، فقد أشار البعض منها من قبل إلى الاتجاه لتمديد العقوبات والإبقاء على الرفع الجزئي لستة أشهر أخرى، وتارة أخرى تأتي المعلومات مطمئنة بأن رفع العقوبات بات قاب قوسين أو أدنى كما نقلت وكالة بلومبيرج الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وعلى رأسهم مساعد وزير الخارجية "تيلرسون" قبل يومين، وظاهر القرار المرتقب للسادة الأمريكان في ظل هذه المعلومات المتباينة يبدو أنه غير واضح الملامح بالرغم من أن حزمة الشروط والاشتراطات التي تم وضعها للحكومة نظير الرفع النهائي للعقوبات قد تم الوفاء بها. الثاني عشر من الشهر المقبل هو الموعد الذي ينتظره الجميع لإعلان القرار الأمريكي ولكن أي قرار ينتظره الناس؟ .. الكل بات يترقب التزام الولاياتالمتحدة بوعدها في مقابل الالتزام الذي حققته الحكومة السودانية، وهذا يستلزم أن تكون الحكومة على قدر التحدي في التعامل مع القرار الإيجابي والسالب على السواء، الحكومة تحتاج أن تصنع أرضية ثابتة لتقابل بها ما هو منتظر، وأن تمعن القراءة في حزمة الشروط الواجب تنفيذها في مقابل وضع البدائل لامتصاص الصدمة بخاصة من قبل الشارع العام في حال مضت واشنطن في اتجاه تأجيل الرفع النهائي لستة أشهر أخرى حسبما يشاع، الولاياتالمتحدةالأمريكية، نعم هي دولة مؤسسات ولكن يحكمها واقع اللوبيات والمصالح، لذلك تبقى معادلة الاعتماد على التقارير الاستخباراتية والتسريبات لوحدها والتقييم الفني وحدها غير كافيه لإصدار قرار مع أو ضد السودان. أتمنى أن تصدق الولاياتالمتحدة في وعدها وترفع العقوبات عن البلاد من أجل مصلحة الشعب السوداني الذي تأذى كثيراً من هذه العقوبات لدرجة أنها أقعدت البلاد عن ركب التقدُّم في الكثير من المجالات. تحتاج الحكومة لآليات ضغط استباقية بخاصة الشعبية منها كما فعلت من قبل وساعد ذلك في تليين المواقف، فقد كان الجانب الإنساني الذي طرحته منظمات المجتمع المدني والمنظمات شبه الحكومية عن ضياع أرواح العديد من المواطنين بسبب عدم توفر الدواء نتيجة للحظر الاقتصادي واحد من المداخيل المهمة إضافة إلى مبادرات رجالات الدين التي أشارت إلى عمق علاقات التواصل الديني وتأثرها من إفرازات القرار الأمريكي وغيرها التحركات التي تمت. فوق كل ذلك فإن الواضح الآن أمام منطق الأشياء إن عدم الرفع النهائي لا يعني الرجوع إلى المربع الأول سيما وأن أمريكا نفسها خطت خطوات إيجابية في التعامل مع السودان وفي ذلك سمحت لعدد من الشركات بالاستثمار في السودان، علاوة إلى حدوث انفراج كبير في التعاملات الاقتصادية الخارجية فيما يلي التحويلات المصرفية مع دول العالم المختلفة لذلك فإن الوضع مطمئن ولا يدعو إلى القلق وإن تم تسريب ما هو أسوأ.