(1) بعد طول انتظار لإحدى الحسنيين؛ زيارة الرئيس المصري "محمد مرسي" للسودان أو زيارة الرئيس "عمر البشير" لمصر، من المنتظر أن يحط "البشير" اليوم الرحال في قاهرة المعز بمعية وفد (جهبوز).. الوفد يضم وزراء رئاسة الجمهورية، الخارجية، الزراعة والري، الكهرباء والسدود، الثروة الحيوانية، الصناعة، بجانب مدير جهاز الأمن، ومقرر المجلس الأعلى للاستثمار.. مع دلالات هذا الوفد الكبير نرجو أن تخرج الزيارة من الاطار الكلاسيكي القديم، ولا نريد أن يخرج علينا البلدان في نهاية الزيارة بالبيان الهلامي إياه: (ناقش الجانبان العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وقد تطابقت وجهات نظرهما في القضايا الإقليمية والدولية).. نجاح الزيارة في إحداث اختراق في القضايا الأساسية يتوقف على مدى التحضيرات التي أنجزت لهكذا قمة.. نكرر القول ليس لمصر في ظل القيادة الإخوانية مصلحة في أي توتر مع السودان بل إن مصالحها الاستراتيجية الكبرى تستعصم بأرض السودان؛ مصالح تتعلق بالأمن القومي المصري بمفهومه الشامل، عسكرياً واقتصادياً، فالحلول الناجعة لأزمات مصر تكمن في علاقات قوية مع السودان.. ربما يجد تحالف لمصر مع السودان مقاومة من بقايا نظام "مبارك" التي ما زالت متنفذة في مفاصل الدولة المهمة خاصة المخابرات والخارجية فضلاً عن أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والتي ما زالت حتى هذه اللحظة أكبر مانح للمعونات لمصر، لا تحبذ أي تحالف أو حتى علاقات تتعدى ذلك المستوى الفاتر إبان عهد نظام "مبارك"، ونعلم أن مصر ثاني أكبر قطر في إفريقيا بعد أثيوبيا يتلقى المعونات الأمريكية خاصة القمح. (2) (طبزة) وقع فيها الثوار في ليبيا وأوقعوا بلادهم المثخنة بالجراح في ورطة كبيرة لا أدري كيف السبيل للخروج منها؟!.. قامت قيامة الولاياتالمتحدة عندما احتل الثوار الإيرانيون السفارة الأمريكية في نوفمبر من العام (1979م) أي بعد أشهر قليلة من قيام الثورة الايرانية.. الثوار احتجوا حينها على سماح الرئيس الأمريكى الأسبق "جيمي كارتر" لشاه إيران المخلوع بالعلاج في الولاياتالمتحدةالأمريكية واحتجز الثوار (53) دبلوماسياً أمريكياً وحارساً كرهائن في السفارة لمدة 444 يوماً.. منذ ذلك الوقت برمجت الولاياتالمتحدة دول العالم على فرض طوق من العزلة على إيران، مازالت تعاني منها الأمرين.. بالحسابات السياسة العقلانية لم يكن من أسباب مبررة لذلك العمل الذي بدا عملا طائشاً ترتبت عليه كلفة سياسية عالية.. بالأمس أفادت الأخبار بأن السفير الأمريكي لدى طرابلس مات اختناقاً في هجوم شنه مسلحون على قنصلية واشنطن في مدينة بنغازي.. المصيبة أن ثلاثة أميركيين آخرين من بينهم اثنان من المارينز الأميركيين لقوا مصرعهم أيضاً في الهجوم.. يا للهول ليبيا (ما ناقصة مشاكل وطبزات).. ستدفع ليبيا الثورة ثمناً غالياً ليس لأن واشنطن سوف (تختها في رأسها) ولكن لأن العالم كله سيخرج بانطباع سيئ عن الأوضاع في ليبيا والله يستر.. لا أدري ما زال الأخ "محي الدين تيتاوي" رئيس الاتحاد العان للصحفيين مصراً على الاغتراب في ليبيا؟.. عموماً لا أعتقد أن الأمريكيين سيعيدون حساباتهم ويراجعون تصرفاتهم المسيئة للإسلام وهذا ما أثار حفيظة ثوار ليبيا.. بالمناسبة مؤلف الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم ومخرجه "سام بازيل" قال ل(أسوشيتد برس) واصفاً الدين الإسلامي بأنه (سرطان) وأنه أراد بالفيلم أن يوجه رسالة سياسية!!.. المنتج والمخرج عَرَّف نفسه بأنه يهودي إسرائيلي؟!. (3) صرخة نوجهها لولاية الخرطوم.. عووووك الأوساخ والنفايات منتشرة في كل مكان، ومعدل سحب هذه النفايات لا يتناسب البتة مع حجمها.. مما جعلني أعتقد أن الأمر بلغ خطورة كبيرة؛ عندما مررت بالأمس صدفة من أمام منزل ذلك الوزير (الرقم) بشارع الستين فشاهدت بأم عيني الأوساخ والنفايات متراكمة بعضها فوق بعض، تنتظر من يأخذها إلى حيث مقبرتها.. طبعا نفايات الوزراء (مش أي أي).. ولاية الخرطوم عووووك. • آخر الكلام: وإني لصبّار على ما ينوبُني وحسبكم أن الله أثنى على الصبر.