اتخذت ولاية الخرطوم قرارات من غير تعسف في محاربة التبغ، ولم (تركب) الفتوى التي حرمت (التمباك) والسجائر وخطورتها؛ ربما لأسباب اقتصادية وضرائبية، وربما حصلت ولاية الخرطوم على فتوى تبيح لها تحصيل الرسوم والضرائب من تجار السجائر والتمباك.. فالضرورة في السودان جعلت الربا (حلالاً)!! وولاية الخرطوم هي أكبر مستفيد من المدخنين و(التمباكة)، وتحصل على أموال قد تحتاج لغسل من قبل الوزير شيخ عرب البطاحين لتذهب عنها روائح (السعوط). الولاية طالبت تجار (التمباك) بحزمة إجراءات احترازية وألزمتهم - قانوناً - بالإعلان عن مضار التبغ، وحظرت الإعلانات عن التبغ في الإذاعة والتلفزيون والصحف واللوحات المضيئة، واتخذت قراراً آخر يضع عراقيل في وجه المستثمرين في قطاع (التمباك) والسجائر، وولاية الخرطوم لم تستخدم البوليس والنيابة (أقبض) (حاكم) (أسجن)؛ كوسائل لمكافحة التبغ الضار بالصحة، ولكنها اهتدت لفكرة اتخذتها بلدية عمان دولة الأردن لمحاربة الكلاب في المدينة.. وتقتضي القوانين الأردنية الحصول على رخصة لتربية كلب من وزارة الثروة الحيوانية بعد دفع مبلغ (5) دولارات أمريكية، وتحديد طبيب مختص للفحص على الكلب، وتحمل نفقات الزيارات التفتيشية لأقفاص الكلاب في الأحياء، والغرامة في حال اعتداء الكلب على مواطن، ودفع تأمين صحي قدره (2) ألف دولار سنوياً نظير علاج الكلب. (تخلى) الناس عن تربية الكلاب طوعاً واختياراً، وعمان اليوم نظيفة مثل صحن الصيني، و(التمباك) الذي يزرع في دارفور يستهلك في الخرطوم ومدن الشمال أكثر من موطنه الأصلي، وقد ورد ذكر التمباك في مسدار الراحل الشريف زين العابدين الهندي، حينما قال: وناس أوشيك إخنقو في الربابة وغنو وأوهاج سل شوتالو وبركلو يسنو تمباك الدمك جو الكدوس حاشنو والتمباك في ولاية "عبد الرحمن الخضر" قد يتعرض لمضايقات تخرجه من الأسواق بدون بوليس.. لكن (الإقلاع) عن التمباك والسجائر لأولي العزم يحتاج لبديل آخر، وهو الشاي (الساموطي).. ومن نجاحات المعتمد اللواء "عمر نمر" قراره الشجاع الصارم بحظر الأجنبيات من صناعة الشاي. السيد "عمر نمر" مسؤول شجاع جداً، يحترم الصحافة، ويقرأ ما يكتب بعين مبصرة.. فقد كان ل"نمر" موقف حينما أثارت (المجهر) في رمضان المنصرم تردي الأوضاع الصحية في السوق المركزي.. قاد المعتمد بنفسه حملة إصحاح البيئة وتحسين الخدمات، والآن يتخذ "عمر نمر" قراراً شجاعاً يشبه "عمر" الذي (عرفناه) وألفناه بحظر صناعة الشاي على الأجنبيات، لينتصر "نمر" بهذا القرار لبنات السودان ونسائه اللاتي قهرهن الفقر والعوز، ودفعهن لامتهان صناعة الشاي، ولكن مشكلة المعتمد "عمر نمر" في: هل يستطيع التمييز بين (الحبشيات) والسودانيات أم المحلية في حاجة لتعيين (عريفين) وخبراء للتمييز بين (خديجة) و(هديجة)؟! وعقبال قرار بنظافة الخرطوم من (مسطولي) (السلسيون) وبنات الشوارع اللائي أفسدن مظهر المدينة.