(1) زيارات كبار المسؤولين في الدول الأخرى تتم بعد حسابات دقيقة تحصر من خلالها الفوائد التي يمكن جنيها من تلك الزيارة.. أما إن كان المسؤول هو رأس الدولة فإن الحسابات تكون أكثر تعقيداً ودقة.. هذا في حالة أن العلاقات مع الدولة المستهدفة بالزيارة (سمن على عسل).. أما إن كانت على غير ذلك، فلا حسابات ولا يحزنون ولا مجرد التفكير في الأمر.. فالقضية لا تحكمها العاطفة ولا مثل الكرم السوداني الفياض ولا تمنيات (المنبهلين) و(المهرولين).. السؤال ما هي المصلحة المرجوة من زيارة الرئيس "عمر البشير" إلى جوبا؟.. لا علاقتنا بجوبا (سمن على عسل) ولا حتى هي في حدها الأدنى علاقات طبيعية.. جوبا التي قدمت الدعم لأسرائيل لضرب مصنع اليرموك باعتراف مصادر إسرائيلية، لا يمكن أن نأمن جانبها.. البعض قد يقول إن جوبا لا يمكن أن تقوم بعمل أحمق يكلفها كثيراً وتُقدم على تسليم الرئيس للمحكمة الجنائية الدولية، ونقول منذ متى كانت جوبا تحسب الحسابات قبل أن تقوم بأعمالها الخرقاء؟.. ألم يكن احتلال هجليج عملاً أخرق كلفها الكثير؟.. الحركة الشعبية قيادتها، قيادة خرقاء ما زالت تسيطر عليها عقلية حرب العصابات، كما تسيطر عليها عقدٌ كثيرة تجاه (المندكورو) لم يحلها الانفصال.. دون أي حسابات أخرى فإن القبض على رئيس دولة (الاستعمار) السابقة يُشبع جنون العقدة تجاه الشمالي الذي طالما عاملنا كمواطنين من الدرجة الثالثة؟!.. هذا هو التفكير البدائي الذي يسيطر على قيادة الحركة الشعبية ويمسك بتلابيبها.. ما الذي ستكسبه دولة الجنوب إن اقدمت على مثل تلك الخطوة؟.. ستهلل لها واشنطن وتل أبيب وكل العالم (الحر) وسيكون التكييف القانوني لمثل تلك الخطوة جاهزاً.. ستتصور جوبا أن تغييراً دراماتيكياً في نظام الحكم في الخرطوم سيحدث لصالحها، وبالتالي فالنظام الجديد سيكون حليفها ولن تجد من يعاقبها على تلك الخطوة.. لنقرأ جيداً تحركات المسؤولين الجنوبيين المكشوفة: (نائب رئيس دولة جنوب السودان "رياك مشار" وصل إلى نيروبي قبل يومين من عطلة العيد وانخرط في اجتماع خاص مع المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية "فاتو بسنودا"، وتطرق اللقاء تطرّق إلى زيارة "البشير" إلى جوبا وموضوع مذكرة المحكمة الجنائية الصادرة بحقه)!!.. (مسؤول كبير آخر بدولة الجنوب ينتمي لمجموعة ما يُسمى بأولاد قرنق قام بزيارة المدعية العامة عقب لقاء "مشار"، وأكد لها قدرة جوبا على توقيف "البشير" وتسليمه للمحكمة بخارطة خاصة لا تورِّط النظام السياسي والعسكري بجوبا في الأمر)!!. (2) مسكين العقيد "الصوارمي خالد سعد" المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة فأي مهمة صعبة يقوم بها وهو يحاول (سمكرة) تصريحات سابقة له بقوله: (الاختراق وارد في أي جيش من جيوش العالم، ولسنا بمعزل عن الاستهداف العالمي، ولكن القوات المسلحة لها من الأجهزة الأمنية والاستخبارية ما يجعلها تتصدى لأي عمل تخريبي أو اختراق من الداخل).. "الصوارمي" جدد في صحف الأمس تأكيده بعدم وجود أي اختراق بالجيش على خلفية العدوان الأخير الذي قامت به إسرائيل على مصنع اليرموك.. "الصوارمي" الذي ربما واجه تعنيفاً كبيراً داخل مؤسسته، قال: (إن الإعلام أورد على لسانه حديثاً مبتوراً عن كلمة اختراق) مضيفاً: (أن التحريف الذي تم لهذه الكلمة له خطورة كبيرة من كل النواحي على القوات المسلحة وعلى أمن البلاد واستقرارها).. والله مسكين "الصوارمي" والله يستر عليهو. (3) لا أدري لماذا كلما تذكرت الجمعية السودانية لحماية المستهلك تذكرت القول المأثور (نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً).. آخر (جعاجع) الجمعية حديثها عن (500) جنيه كسعر لخروف الأضحية!!.. مؤخراً كشفت الجمعية عن اتجاهها لفصل فاتورة المياه عن فاتورة الكهرباء، بغرض تخفيف العبء عن المستهلك.. الأمين العام للجمعية قال إن دمج فاتورة المياه مع فاتورة الكهرباء ليس له أي مبرر سيما أن المياه حق وليست سلعة.. نتمنى أن تتمكن الجمعية من التحول من ظاهرة صوتية إلى فعل إيجابي ملموس.. هل منكم من شعر يوماً بإنجاز يُشار إليه بالبنان لهذه الجمعية؟.. هيئة مياه الخرطوم بدأت الحديث عن دمج الفاتورتين قبل أكثر من عام ويبدو أن الجمعية لم تسمع بذلك الطنين الذي أصمّ الآذان أو أنها كانت (تحسبو لعب). • آخر الكلام: إذا المرءُ لم يدنسْ من اللؤم عرضُهُ.. فكلُّ رداءٍ يرتديهِ جميلُ