بعث إليّ الدكتور "حسن علي الشايقي" الأستاذ بجامعة إفريقيا العالمية مشكوراً يحدثني عن المؤتمر الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة الذي تستضيفه الجامعة بالتعاون مع وزارة الارشاد والأوقاف، والدكتور "الشايقي" مكلف برئاسة اللجنة العليا للمؤتمر. ومعرفتي بالدكتور "الشايقي" ممتدة عبر الزمن الجميل الموؤد بالتكالب على المغانم، الرجل أعرف له اهتمامه بالسيرة النبوية، وهو مؤلف كتاب التابعي السوداني "يزيد بن حبيب"، فقد كان له قصب السبق في تسليط الضوء عليه في دراسة قيمة على حياته، متناولاً سيرته وأثاره العلمية ومسنده. يقول الدكتور "الشايقي" عن المؤتمر: السيرة النبوية الشريفة في العالم الإسلامي عامة وفي السودان خاصة، لها مكانة عظيمة ووجود قديم متجدد، فالسيرة لدى عامة الناس موجودة بكثافة وعمق في المديح النبوي، فالمدَّاح يتحدثون عن مولد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ورضاعه في (بني سعد) ورعيه الغنم وعمله بالتجارة وزواجه من السيدة "خديجة" وهجرته وجهاده ودولته في المدينةالمنورة، والمديح النبوي يحمل كثيراً من أشواق أهل السودان وحبهم لرسول الله "صلى الله عليه وسلم" وتعلقهم بمكة والبيت الحرام والمدينةالمنورة، حيث مسجد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وقبره الشريف. والسيرة النبوية لدى العلماء والباحثين مجال واسع للبحث العلمي، وفقه السيرة مرتبط بالتربية والأخلاق والجهاد والسياسة الشرعية وفقه العبادات والمعاملات المالية والعلاقات الدولية.، والسيرة النبوية للعُبَّاد والزُّهَّاد منهج متكامل للعبادة والتبتل والتقلل من الدنيا، والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). والسيرة النبوية لطلاب الجامعات، منهج علمي رصين مبني على القرآن والحديث النبوي وكتب السيرة والتاريخ، والسيرة النبوية للحكام وأهل التشريع، منهج للحكم العادل وتطبيق عملي للإسلام، وكم من المبادئ والنظريات التي رُوِّج لها وناصرتها دول وجماعات، ولكنها ظلت حبراً على ورق، ونظريات خاوية لم تجد طريقها للواقع العملي التطبيقي. والسيرة النبوية لغير المسلمين دعوة للتوحيد، ونبذ الشرك، وإشاعة للطمأنينة والرضا عن النفوس، وهروب من المادية البغيضة التي تملها الروح وتهرب منها الفطرة السليمة، أو هي بسط لمعاني العدل والرحمة والحرية. ويمضي الدكتور "الشايقي" قائلاً: لأجل كل هذا وغيره تعقد جامعة (إفريقيا العالمية) مؤتمرها الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة في الفترة من 29 - 30 صفر 1434ه، الموافق: 11- 12 يناير 2013م.. وقد وُجِّهت الدعوة للعديد من الجامعات والمنظمات والعلماء والباحثين داخل السودان وخارجه، للمشاركة في هذا الحدث العلمي الكبير، (7) محاور يناقشها المؤتمر: النبوة والرسالة.. محبة الرسول "صلى الله عليه وسلم" أساس الإيمان، فقه السيرة وتنزيل الأحكام في الواقع، هدي النبي "صلى الله عليه وسلم" في التعامل مع المرأة مقارنة مع أوضاع المرأة في الغرب اليوم، هديه "صلى الله عليه وسلم" في التعامل مع غير المسلمين، موقف الغرب من رسول الإسلام محمد "صلى الله عليه وسلم"، جهود المسلمين في العصر الحاضر في خدمة السيرة النبوية. ويشدد الدكتور "الشايقي": أن النبي "صلى الله عليه وسلم" عظيم لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها كل مخلص لجميع البشر، عظيم لأنه على خلق عظيم، وإيتاء العظمة مكانها لازمة في كل زمان، ولكنها في زماننا هذا ألزم لأن العالم أحوج ما يكون لهدي رسول اله "صلى الله عليه وسلم"، بعض صغار النفوس والمرضى والمساكين في الغرب، يتعدون على عظمة الرسول "صلى الله عليه وسلم" بقدر حاجتهم لهدايته، وقد أغراهم شيوع الحقوق العامة في الغرب على التعدي على سيد ولد آدم وذروة سنام البشرية. ويختم "الشايقي" بقوله: ولهذا كان لا بُدَّ أن يتداعى العلماء وطلاب العلم لهذا المنتدى والمؤتمر العالمي لبيان طرف من سيرة محمد "صلى الله عليه وسلم"، ولبيان حاجة الإنسانية لهديه أكثر من حاجة العطشى للماء والجوعى للطعام. إن جامعة (إفريقيا العالمية) تدعو كل من وصلته الدعوة، ومن لم تصله للحضور المشاركة إبرازاً لحبنا لرسول الله "صلى الله عليه وسلم" وبياناً لبعض صفاته، ومآثره "صلى الله عليه وسلم". • آخر الكلام: "أسامة عبد الله" رجل يحصد شهادات الاشادة.. لنا عودة مع انجاز تعلية سد الروصيرص.