(1) كنا نتوقع أن تعقد اللجنة الأمنية السياسية بين الخرطوموجوبا اجتماعها الثاني مباشرة بدون (لف ودوران) ومطاولات و(لت وعجن).. لم يأت "باقان أموم" كبير مفاوضي دولة الجنوب إلى الخرطوم إلا لهذا الهدف (السامي).. "باقان" بدأ زيارته بتصريحات معسولة تدخل في إطار (كلام الشعر).. الصحف لم تجد ما تكتبه إلا كلاماً هلامياً على شاكلة (تحريك الجمود في اتفاق التعاون المشترك).. (ملف العلاقة بين الخرطوموجوبا شهد خلال الفترة الماضية تحركات ماكوكية أكد الجانبان خلالها بإنفاذ اتفاق التعاون).. سيعود "باقان" إلى بلاده دون تحقيق أي تقدم، وربما يحظى أيضاً هذه المرة كسابقتها بحفلات وولائم وليالٍ ملاح، وضحكات ونكات متبادلة.. قضية السودان واضحة وهي الملف الأمني أولاً، وإنفاذ الترتيبات الأمنية، وأن تباشر اللجنة المشتركة هذه المسائل (المتفق) عليها دون تلكؤ ولجلجة، لكن حلفاء بني إسرائيل لن يحيدوا عن نهج (تشابه علينا البقر).. واشنطن تزعم أنها تمارس ضغوطاً على جوبا لفك ارتباطها ب(قطاع الشمال) ووقف دعم الجبهة الثورية المتمردة، لكن زعم واشنطن لا يسنده واقع ملموس وعلمتنا واشنطن أنها ليست (حذامي) بأي حال من الأحوال، لأن ديدن حذامي أنها إذا قالت صدقها الناس.. فالقول ما قالت حذامي.. حسناً؛ قالوا إن من المنتظر أن تلتئم اجتماعات اللجنة الأمنية السياسية المشتركة الأسبوع المقبل بالخرطوم (أبقوا قابلوني). (2) نهج البيان والتوضيح والانفتاح على الرأي العام عبر الإعلام نهج اعتمده القيادي الإسلامي البارز الدكتور "غازي صلاح الدين".. صراحة الرجل الذي أبان وجهة نظر نُشرت أمس في عدد من الصحف، قال إنها نابعة من دروس تعلمها في الحركة الإسلامية قائلاً: (إن الحركة علمتنا ألا نهاب الرجال).. الكثيرون يتفقون مع "غازي" وهو رجل يتمتع بثقة ومصداقية كبيرة، في رأيه أن الحركة تمر بمنعطف (حرج) في مسيرتها.. ترميم المصداقية التي اهتزت بشدة هو مطلب "غازي" ومطلب قطاعات واسعة في الحركة.. "غازي" حدد المواد المختلف عليها حول دستور الحركة، منها قضية انتخاب الأمين العام الذي نص الدستور على انتخابه من مجلس الشورى بدلاً عن المؤتمر العام.. مسألة (قيادة عليا للحركة) تتكون من الأمين العام وعدد من القيادات التنفيذية على رأسهم رئيس الجمهورية، رأى فيها إشكاليات قانونية وأخلاقية شائكة.. ونتفق تماماً مع الرجل في أن إشكالية كون الحركة غير مسجلة قانونياً حتى الآن، يضع رئيس الجمهورية الذي هو رئيسها حسبما أُعلن محل تساؤل، حيث إن رئيس الجمهورية وهو الحارس الأول للدستور وللقانون سيصبح رئيساً لجماعة غير مسجلة قانوناً!!.. كذلك فإن أعضاء القيادة العليا غير منتخبين من قواعد الحركة ومع ذلك يشكلون ضغطاً على الأمين العام، فقد أصبح محاطاً بعصبة تفوقه قوة ونفوذاً لن يستطيع معهم أن يتبنى أية مبادرة دون إذن من القيادة العليا التي أضحت مستوى تنظيمياً يضع الأمين العام في بيت الطاعة.. من المصلحة أن يدور حوار عميق وهادئ مع "غازي" في ما ذهب إليه، خاصة أنه يعبر عن قطاعات واسعة، فإن لم تكن أغلبية فهي على الأقل مقدرة وذات تأثير كبير، وهو رجل حوار من طراز خاص.. نعم، مع انتهاء أعمال المؤتمر العام الثامن للحركة منتصف الشهر الماضي، كانت آمال تيار الإصلاح قد تبخرت بإقرار انتخاب الأمين العام الجديد عبر مجلس شورى الحركة وليس المؤتمر العام، السلطة الأعلى.. تيار الإصلاح كان من الواضح أنه يقوده "غازي" الذي سعى لأن تكون الحركة مستقلة وغير خاضعة للسلطة التنفيذية، وكان متوقعاً أن ينال أصوات الأغلبية في حال انتخاب الأمين العام مباشرة من المؤتمر العام، بيد أن رياح سفينة الإصلاحيين أتت بما لا يشتهون. { آخر الكلام: قلبي على (التيارين).. تيار الإصلاح وتيار الصحافة.