المسمى ليس جديدا، ف (الثورة التصحيحية) .. مصطلح استعمله الراحل الرائد هاشم العطا، وهو يطيح بنظام جعفر نميري .. في انقلاب لم يكتب له الاستمرار، لكنه تسلم بالفعل السلطة يوم 19 يوليو 1971، منتظرا وصول زميليه المقدم بابكر النور، والرائد فاروق عثمان حمدالله . لسوء حظ هاشم العطا، وربما لحسن حظ جعفر نميري رحمهما الله مع من رحل أن تلك (الثورة التصحيحية) .. باءت بالفشل، وانتهت على تلك الخاتمة الكارثية، والتي تم فيها تصفية ذلك التحالف المدني العسكري الذي أراد (التصحيح)، ليتم إعدام كوكبة من العسكريين والمدنيين اللامعين جدا آنذاك، وعلى رأسهم عبد الخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ الرقمان اليساريان المعروفان، وهاشم العطا وبابكر النور وفاروق عثمان حمد الله .. الذين شكلوا الجانب العسكري في المحاولة التي قصمت ظهر اليسار الشيوعي، وقامت بتنحيته من الحياة السياسية بصورة دراماتيكية لن ينساها السودان. تبخرت الثورة التصحيحية التي أعلنها هاشم العطا، لينتهي اول تحالف عسكري مدني واجهه النميري في حكمه الذي امتد ستة عشر عاما، والذي شهد فيما بعد عددا من الانقلابات والمواجهات الدامية، ليتهالك نظام مايو أخيرا، ليطلق عليه المشير سوار الذهب رصاصة الرحمة .. وفقا للأحداث التي توالت لاحقا . الصورة تبدو الآن وكأنها تعيد إنتاج السيناريو القديم، ولكن في المعسكر الآخر هذه المرة، وهو المعسكر الإسلامي، ليستعمل مخططو الانقلاب مصطلح الغرماء اليساريين ذاته، ويسمونها (ثورة تصحيحية) وفقا لما أفاد به مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا المولى . حتى الآن، لم تتضح ردة الفعل النهائية على ما جرى، فما زال الحديث يدور حول العدالة، وتطبيق القانون، ومعاقبة الساعين للتخريب، وأحيانا ترتفع الوتيرة بشكل أكثر حدة .. ليتم الحديث عن الحزم، والحسم، وعقاب خونة البيعة، وتلك المصطلحات تحمل ما تحمل من معان وإشارات. سيناريو الثورة التصحيحية التي قادها هاشم العطا، انتهى بما سمي بالمحاكم الميدانية، وهو ما أدى لإعدام من شاركوا في المحاولة الإنقلابية بسرعة .. دون انتظار لوساطات، أو تمهل تبرد بعده الأنفاس .. لتتجاوز الجراحات إكراما لزمالة الدرب والسلاح . وسيناريو الثورة التصحيحية التي أرادها مدبرو المحاولة الانقلابية وعلى رأسهم صلاح قوش .. ما زال طي التشكل، لكن الواضح أن القانون سيكون الفيصل والحكم وفقا لما تم التصريح به، وهو سيناريو سيترك أوجاعه دون شك على رفقة الأمس .. من مدنيين وعسكريين . حفظ الله الوطن من كل مكروه. من البريد : صديق العمود النشط، العميد الحسين، كتب بحماسته المعهودة مطالبا بالاهتمام بالولاية الشمالية، وجاء في سطوره : الاستاذ شاطرابي .. اسمح لى اليوم ان اجتاح عمودك بجزء من الوطن الكبير الذى اصابه ما اصابه فى كل ولاياته، إلا ولايتى الشمالية التى اعتز بانتمائي لها وهى التى تعيش التسامح والتعايش السلمى ما بين كل مكوناتها السكانية. انها ولاية لا مكان فيها للتطرف أو التمرد، رغم احتياجاتها ومعاناتها، ولا تعاني من الجهوية التي انتشرت بين أبناء الوطن الأم. أرجو يا شاطرابى أن تحدثنا عن جمال تلك الولاية ومكنوناتها في تحت الغيم لكي نعرف الاخرين بنا . المحرر : شكرا لك أيها العزيز .. العميد الحسين، وربنا يسهل .