(أبيي سودانية مية المية)، عبارة أو شعار ظل الرسميون يرددونه خاصة في وجه المسيرية، ولكن عندما يواجهون المفاوض الجنوبي المحروس ب(Bodyguard) رئيس الآلية الإفريقية "ثابو أمبيكي" يوافقون على أن يكون تشكيل إدارية أبيي المؤلفة من (7) أشخاص ليس مناصفة في أضعف الحالات، ولكن (4) للجنوب مقابل (3) للسودان.. و(برضو) الجماعة (زعلانين وما راضين) هذه القسمة الضيزى ووقفوا (ألف أحمر) في نسب المشاركة في مناصب المجلس التشريعي، وطالبوا بأن تكون نسبة مشاركتهم (75%) من عضوية المجلس؟!.. بالطبع أحيلت الخلافات حول المجلس التشريعي إلى الوساطة الأفريقية المتحيّزة للبت في القضية، بعد أن ضمن الجنوب موافقة حكومتنا على (7) مقابل (4) بشأن الإدارية، فلا يمكن أن تتراجع الخرطوم عن ذلك أبدأ ليصبح حقاً مكتسباً يُبنى ويقاس عليه الحلول الدائمة والدوام لله وحده.. كيف تكون (أبيي سودانية مية المية) ونوافق ونبصم على تلك القسمة المعيبة.. إنّه هدف نظيف في شباكنا بدون شبهة تسلل.. لماذا لا تكون الإدارية مكونة من (8) لتكون القسمة مناصفة في أضعف الحالات؟.. السؤال محول إلى "إدريس محمد عبد القادر" رئيس وفد التفاوض، و"الخير الفهيم" رئيس الجانب السوداني في ملف أبيي.. دولة الجنوب والوساطة الإفريقية تجران السودان نحو مقصلة مجلس الأمن، إما الرمضاء وإما النّار.. الذي يثق في الوساطة مثل الذي يستجير بالرمضاء من النار. (2) خلال الأيام الماضية عقدت جامعة إفريقيا العالمية مؤتمرها الدولي الأول للسيرة النبوية الشريفة.. ونذكر هنا أن التعرّض لسيرة الصحابة والتابعين تذكير بأفضالهم وعبر لمن أراد أن يعتبر ويقتدي قدوة حسنة.. ويقولون إن حياة الأشخاص والترجمة لهم هي أولى مراحل التاريخ العقلي والأدبي لأمة من الأمم أو لشعب من الشعوب.. وحين يكون أحد التابعين من أرض السودان فللأمر حلاوة مضاعفة.. يزيد بن أبي حبيب تابعي سوداني جليل.. فماهي قصة ذلك التابعي؟.. الدكتور حسن علي الشايقي الأستاذ بجامعة أفريقيا العالمية كان له سبق في تسليط الضوء في دراسة قيمة على حياته متناولاً سيرته وآثاره العلمية ومسنده.. يقول الشايقي في كتابه الذي أصدره قبل عدة سنوات إنه وفي سنة 31 هجرية غزا عبد الله بن أبي السرح بلاد النوبة وبلغ دنقلا عاصمة المملكة المسيحية في شمال السودان وأبرم معاهدة مع ملك دنقلا، ورجع جيش عبد الله بن سعد ومعه عددٌ من الجنود الأسرى ومن بينهم محارب نوبي من دنقلا في ريعان شبابه، فحمله عبد الله بن سعد إلى الفسطاط، فعاش في كنف أسرة عبد الله نفسه، بني حِسْل بن عامر بن لؤي، بطن من قريش، واعتنق الجندي الشاب الإسلام وسماه سويدا وكنّاه بأبي حبيب وزوجه من قبيلة من كندة، وأنجب سويد طفلاً سماه يزيد.. لقد علا اسم السودان في سوق الفخار بانتساب يزيد إليه وافتخاره بذلك عندما يقول (كان أبي من أهل دنقلا).. لم يكن يزيد تابعي عادي فقد ذكر ابن حجر (كان يزيد مفتي أهل مصر وكان حليماً عاقلاً)، وقد بلغ عدد شيوخه من التابعين ستة وسبعين تابعياً، وهذا عدد كبير وجمع غفير من الشيوخ يدل على حرص يزيد واجتهاده وإكثاره من الرواية ونذكر منهم مرثد بن عبد الله اليزني وعقبة بن عامر الجهني.. مما يؤكد المكانة العلمية المرموقة ليزيد أن الخليفة عمر بن عبد العزيز جعل الفُتيا في مصر إلى ثلاثة من العلماء وكان يزيد أحد هؤلاء الثلاثة.. ألا رحم الله يزيد رحمة واسعة. • آخر الكلام: (عيال) أبيي أمثال دينق ألور ولوكا بيونق وغيرهم.. مجموعة نخبوية تعلمت وتشربت بالثقافة الغربية ولا تعلم عن ثقافة أجدادها من دينكا نقوك شيئًا.. ثقافة تعي المصالح المشتركة وقوانين البيئة والطبيعة.. أجدادهم وآباؤهم لم يفكروا يومًا في السباحة ضد تيار قبائل المسيرية.