(1 ( كثيرة هي المثبطات التي يعج بها (المستنقع السياسي) الذي تأثرت به كل حركة المجتمع المأزوم.. من الجدل المستعر حول (الفجر الكاذب)، إلى حادثة تحرش معلم ب(26) تلميذاً في إحدى المدارس الخاصة، وفضيحة بيع خط هيثرو، وتعاطي أكثر من (20%) من الطلاب ل(الشيشة)، مروراً باختطاف مجموعة مسلحة مجهولة لمهندسين سودانيين وصينيين ومعهم ثلاث سيارات تتبع لشركة صينية عاملة في طريق الإنقاذ الغربي وارتفاع نسبة الفساد في دواوين الدولة إلى (300%).. وسط هذا الركام المزكم للأنوف لفت نظري الدعوات المتكررة التي يطلقها رئيس الجمهورية بتذليل العقبات أمام الاستثمارت الأجنبية.. كلما التقى الرئيس وفدا مستثمراً يجدد تلك الدعوة، وهذا لعمري تأكيد على شكوى بثها أولئك المستثمرون للرئيس مباشرة.. أمس الأول التقى الرئيس "البشير" الوزير بالمجلس الأعلى للاستثمار "مصطفى عثمان إسماعيل" الذي يبدو أنه كذلك جاء للرئيس شاكياً وهو يقدم تقريراً عن ملتقى الاستثمار السعودي – السوداني المزمع عقده في الفترة من (23 – 24) يناير الجاري.. الوزير المعني بالاستثمار حصل على توجيه جديد من الرئيس بتذليل العقبات أمام الاستثمارات السعودية بالبلاد.. إن لم يوجّه الرئيس الوزير المسؤول عن الاستثمار في البلاد لأنه كان شاكياً فإلى من وجّهت دعوة الرئيس؟.. مما يشتكي الوزير؟، من القوانين أم من العصابات أم من بعض الأهالي الذين ما إن يسمعوا باستثمار أرض ما إلا وتتصاعد المزاعم بملكيتهم (التاريخية) لها؟.. هل جاءت الحكومة بوزير للاستثمار (عبد المعين) ليعينها على تذليل العقبات فوجدته (يتعان)؟.. لعله من فضول القول وما هو معلوم بالضرورة أهمية الاستثمارات الأجنبية باعتبارها هدفاً استراتيجياً، ومع ذلك ما زلنا في المربع الأول (محلك سر) ندعو ونناشد وربما نستجدي تلك الأطراف لكي لا تقف عقبة أمام الاستثمار الأجنبي.. ويأتي المستثمرون بقلوب وعقول مفتوحة ثم يهربون ناجين ببدنهم وبأقل الخسائر بعد أن رأوا العجب العجاب.. الدكتور "مصطفى إسماعيل" مطالب بجهود كبيرة فالتحدي أمامه كبيراً.. القضية أكبر من الملتقيات والمؤتمرات التي غالباً ما تنتهي إلى نوع من عمل العلاقات العامة الفاشل. (2) أقصى ما تخشاه الأسر المحترمة أن تنتقل خلافات أبنائها وربما عراكهم خارج أسوار البيت، فطالما العراك داخل الأسوار فإن تلكم الأسرة يظل حالها مستوراً، وسترة الحال مطلب عزيز.. (الجمعة) الماضية ألقت الشرطة البريطانية القبض على مجموعة من حركة العدل والمساواة.. المجموعة متهمة بالاعتداء على الجالية السودانية بمدينة (برمنجهام) خلال مشاركتهم لفعاليات احتفالات أعياد الاستقلال.. الخبر يقول إن (54) عضواً من منسوبي العدل والمساواة هاجموا الاحتفالات بالأسلحة البيضاء مسببين الأذى الجسيم لمعظم الحضور؟!.. تصرف همجي وسلوك غريب أكثر ما يكون مستهجناً عندما يكون في بلد غريب.. منسوبو الحركة أرادوا تطبيق المثل السوداني حرفياً (بلدا ما بلدك أمشي فيها عريان)!!.. هؤلاء الهمجيون ساهموا في ترسيخ الصورة النمطية للإنسان الإفريقي لدى أوروبا والغرب عموماً.. قيل إن على رأس المعتقلين رئيس مكتب حركة العدل والمساواة ببرمنجهام "فيصل حسين جيت" المتهم في عدة بلاغات من بينها الاعتداء على قاصر واستخدام جوازات بأسماء مزورة.. (الكبكبة) وقعت فقامت الحركة بتفويض "محمد تقد لسان" لجمع تبرعات وتوكيل محامين للدفاع عن المتهمين.. معروف أن أقل عقوبة يمكن أن ينفذها القضاء البريطاني في المتهمين هي السجن لفترة لا تقل عن عامين والإبعاد عن البلاد.. ليست فضائح الحركة تلك التي حدثت في بريطانيا ولكان الأمر (هيناً)، فضائح منسوبي الحركة في الدوحة المضيافة من قبل سارت بها الرياح وهي ليست التسكع في فنادقها و(الزوغان) في ثنايا أحيائها الوادعة فحسب بل الحديث دار في المجالس القطرية بأن فاتورة الخمور تجاوزت حسب آخر الإحصائيات النصف مليون ريال قطري أي ما يعادل حوالي (مليار جنيه بالقديم)؟!.. كل تلك (المسخرة) تحملتها قطر لأجل الوصول إلى نهايات العبث التفاوضي من جانب الحركة. • آخر الكلام: أوصانا سيدنا "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه قائلاً: (إِنَّ لله عُبَّادَاً يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهُ).