تمر علينا هذه الأيام ذكرى مولد النبي الحبيب، خاتم الأنبياء والمرسلين، "محمد" صلى الله عليه وسلم، هادي البشرية وأفضل الخلق أجمعين.. وفي ذكرى مولده يكثر الناس من سيرته العطرة.. ومنهم من يذبح الذبائح.. والبعض يقيم ليالي الذكر.. وهناك من يلقي الدروس والندوات في السيرة.. غير أن (ساحات المولد) تعتبر أكثر ما يميز هذا الاحتفال تاريخياً في السودان.. فمعاً ندلف إلى إحداها: { خيام الصوفية .. عبق المولد!! تتعدد ساحات الاحتفال بمولد المصطفى.. وتتشابه الطقوس.. ولسان حال الجميع يكاد ينطق: (تجلى مولد الهادي يضيء الكون موسمهُ.. هلموا أهل ذا النادي على قدمٍ نعظمهُ).. وقد اختارت (المجهر) على أعتاب يوم (قفلة المولد) المشهور، زيارة ميدان المولد الكبير والعتيق بأم درمان - (ميدان الخليفة) - واختارت كنموذج - بين من خيام الطرق الصوفية - خيمة الطريقة السمانية (طابت) لشيخها الجليل "الجيلي بن الشيخ عبد المحمود "الحفيان".. وكانت الخيمة ذاخرة بالعديد من الكتب القيمة في السيرة والفقه والنحو والتراجم والحديث والشعر.. تم عرضها بأسعار زهيدة.. إضافة للبخور الطيب والسبح المتنوعة. تحدثت الصحيفة داخل الخيمة إلى أحد المريدين فقال: (ذكرى المصطفى حبيبة لنفوس المسلمين، وينتظرون مقدمها، فهو سيد الأولين والآخرين، والكثيرون يأتون للاحتفال بخيمة الطريقة التي يكون النشاط الغالب فيها علمياً).. وأضاف: (الطريقة تنقل احتفالاتها غداً (الخميس) وبعده (الجمعة) إلى "طابت" حيث الليلة الكبيرة التي تسمى (التخييم)، بحضور الشيخ "الجيلي" الذي يقدم بنفسه محاضرة عن سيرة النبي ومسيرته الدعوية). { الحلاوة.. غلاء متوقع!! لكل شعب طريقته للاحتفال بمولد الهدى.. وفي السودان تلازم (حلاوة مولد) احتفاءنا.. إذ تمثل مظهراً خاصاً بهذه الذكرى العظيمة.. وللوقوف على أنواعها وأسعارها دلفت (المجهر) إلى محل (عمر سيد وأولاده لحلويات المولد).. وسألنا البائع فقال: (صناعة الحلوى تتم داخل البلاد بمصانع موسمية وأخرى بالمنازل.. ونادراً ما تأتي الحلوى المصرية.. غير أنه هذا العام ظهرت الحلوى التركية، ولكن الأكثر طلباً هي السودانية لميزة طعمها واشكالها المختلفة).. ومضى مفصلاً: (أنواع الحلويات هي السمسمية والحمصية والفولية والجوزة.. بجانب الأصناف الفاخرة من الهريسة والجوزية الملفوفة وغيرها).. لكن يبدو أن موجة الغلاء التي ضربت كل السلع تقريباً قد امتدت إلى حلوى المولد.. وهذا ما أكده محدثنا بالقول: (الأسعار هذا العام مرتفعة للأسباب الاقتصادية عامة في البلاد، إذ أن المواد التي تصنع منها صارت غالية.. إضافة لندرة العمالة من الشباب الذين ذهب معظمهم لأماكن التنقيب عن الذهب.. مضاف إليها رسوم الإيجار والنفايات والكهرباء). وعن تفصيل الأسعار يقول البائع إنها حسب تكلفة الصناعة.. وأغلاها يتراوح سعر الكيلوجرام منها بين (30) و(40) جنيهاً.. أما المصنوعة من الفول والحمص والسمسم فتباع ما بين (20) و(30) جنيهاً.. وسعر (عروسة المولد) يبدأ من خمسة جنيهات إلى (70) جنيها.. و(الحصان) من (4) إلى (30) جنيها.