- كانت الإجابة بسيطة، أن من قاتل في سبيل بقاء الإنقاذ كان يقاتل في سبيل بقاء الفكرة الإسلامية والمشروع الإسلامي في البلاد، وعندما يأتي نفس المقاتل ليطرح فكرة الإصلاح فإنه يتعامل مع نفس الفكرة، فليس هناك تناقض بين الموقفين، الموقف السابق المعني بالدفاع المباشر عن حياض الدين والوطن في جنوب السودان، وبين الدعوة إلى إصلاح المشروع نفسه.. فما هذه إلا امتداد لتلك بدون إحساس بالتناقض. } متى نتوقع صدور مسودة الوثيقة النهائية؟ - من الصعب تحديد آجال للفعل السياسي، لكن هذه تعدّ رؤية مفتاحية قابلة للإضافة والحذف والتعديل، ومطروحة للمناقشة، والانفتاح والحوار مع القوى الحية في المجتمع، وإمكان إقامة شراكة معها، كما أن المبادرة ليست معنية فقط بالنخب السياسية، وإنما منفتحة على النخب السودانية في مجموعها سواءً كانت العشائر أو القبائل، ونوعاً ما الطرق الصوفية والمثقفين والفنانين والكتاب والرياضيين.. كل القوى الحية اللصيقة بمشروع الإصلاح، وهذه ميزة مهمة. } ما موقفكم من الحركات المسلحة؟ - ليس ثمة موقف مسبق لرفض الحوار مع هذه الحركات، لكن إلى الآن لا أعلم أن حواراً مثل هذا قد تم. في وجه العموم نحن نتحاور مع كل السودانيين طالما هم مواطنون في هذه البلاد. } يقال المجموعة نشطت بعد محاولة "ود إبراهيم" المحسوب على المجاهدين ككرت ضغط على الحكومة؟ - لا أظن ذلك، المبادرة طرحت قبل ما عرف بالمحاولة الانقلابية الأخيرة المسماة ب"ود إبراهيم"، فهي تاريخياً ارتبطت بحراك اجتماعي وسط المجاهدين تم على مستويات مختلفة، ثم تبلور إلى أن وصل إلى هذه الوثيقة. أما هذا الحدث فقد جاء لاحقاً، وموقف المبادرة تجاهه كان واضحاً، هو أن الإصلاح لا يتأتى بانقلاب العسكري، وفي مقابل من تم اتهامه يجب أن يذهب إلى القضاء ليفصل في الأمر، فليس هناك ارتباط بين مشروع المبادرة وهذا الحدث. } (السائحون) اسم يعبر عن قناعات مجموعة جهادية واليوم تطرحون طرحاً عاماً.. ألا تنوون تغيير الاسم؟ - ليس الغد، ولكن اليوم، المبادرة تخلت عن تسمية (السائحون) وتعرض نفسها بوصفها (نداء الإصلاح والنهضة)، وهو مفتوح لفترة من الزمن حتى يجد فيه الآخرون مجالاً للنظر. و(السائحون) لم تعد إلا مرحلة من مراحل تطوير المبادرة نفسها.