(1) مع سبق الإصرار والترصد تستخف القوى السياسية بالشعب المكلوم.. يجتمعون وينفضون زاعمين الحرص على مصالح الوطن ثم يصرحون بأن اجتماعاتهم ليست إلا (طق حنك).. لقاء فندق (روتانا) الذي (دوشونا) به الأيام الماضية الذي ضم قيادات من حزب المؤتمر الوطني وقيادات تحالف قوى المعارضة، هذا اللقاء وصفته المعارضة بأنه: (حوار طرشان وطق حنك ولن يفضِ إلى شيء ولا قيمة له)؟!.. "كمال عمر" القيادي بالمؤتمر الشعبي ومسؤول الإعلام في تحالف المعارضة قال: (إن اللقاء الذي تم في روتانا كان يفترض أن يتم في جنيف).. وا كبدي ثم وا أسفي على هذا الشعب المأزوم بهذه الأحزاب المستهترة التي أدمنت الفشل فأورثت شعبها العنت والمسغبة.. "شريف خضر" من الحزب الشيوعي، و"إبراهيم الأمين" و"مريم الصادق" من حزب الأمة القومي، و"فاروق أبو عيسى" من تحالف المعارضة، و"إبراهيم غندور" و"عفاف تاور" و"بدرية سليمان" من المؤتمر الوطني، و"عبد الله حسن أحمد" و"محمد العالم" من حزب المؤتمر الشعبي، و"الزهاوي إبراهيم" من حزب الأمة الإصلاح والتنمية و"موسى محمد أحمد" و"آمنة ضرار" من جبهة الشرق وهلم جراً، كيف تجتمع كل هذه (الهلُمّة) ولمدة (5) ساعات متواصلة من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الخامسة من مساء (السبت) الماضي بفندق (روتانا) ثم يخرج علينا أحدهم ليقول للشعب الصابر إن ذلك كان مجرد (طق حنك).. (الله يطق حنك هذه الأحزاب ويريحنا منها كلها وما نسمع ليها حس تاني.. يا ربي كم من السندوتشات والعصائر والشاي قدمها روتانا (عشان الجماعة يطقو حنك) لمدة خمس ساعات؟.. هذا ما مكفيهم كمان عايزين (طق حنك) عابر للحدود هناك في "جنيف" وما راضين بروتانا!!).. المؤتمر الوطني يقول إن المعارضة خائنة ويتوعد بمحاكمتها ثم يجتمع ويتحاور معها؟!، والمعارضة تجتمع معه وتتحاور لكنها تقول إنه لا حوار مع المؤتمر الوطني إلا على أساس ضمان رحيله وقيام وضع انتقالي كامل؟!.. (يعني معقولة بس) يتحاور الوطني بعد بضع وعشرين عاماً من الحكم مع المعارضة (عشان يترك ليها الجمل بما حمل)؟!.. ألم أقل إن الأحزاب غير جادة وتستغفل وتستهتر بالمواطن الذي يسحقه الغلاء سحقاً بينما هم في (روتانا) وقريباً في "جنيف" يأكلون ويتمتعون كما تأكل وتتمتع (...). (2) أصل حكاية الحوار يا جماعة الخير أن رجلاً أمريكياً مقيماً في سويسرا ويدير مركزاً يُسمى مركز (الحوار الإنساني) يتلقى الدعم من جهات مختلفة من بينها استخبارات عالمية.. منذ شهور عديدة صوب المركز نشاطه نحو السودان، واستقطب (إنتلجنسيا) سودانية للعمل معه في ملف السودان أمثال "محمد محجوب هارون"، و"محجوب محمد صالح"، و"الطيب زين العابدين" و"الطيب حاج عطية".. أصل فكرة النشاط أن يجتمع الثالوث (حكومة، ومعارضة، ومعارضة مسلحة) على كلمة سواء.. المؤتمر الوطني يعترض على الحوار مع المعارضة المسلحة إلا إذا شكّلت مع أختها المعارضة السلمية مجموعة سياسية واحدة تكون مستعدة لدخول الانتخابات وتنبذ العمل المسلح.. (الخواجة) المتفائل ظن أنه يمكن البدء مباشرة في حوار جاد حول لُبّ القضايا لكنه وجد (شربكة ولولة) صناعة سودانية خالصة ما لها من نهاية فاقترح بدء حوار من أجل بناء الحوار؟!.. كل (هيصة) حوار (روتانا) كان مقصوداً به فقط (حوار من أجل بناء الحوار)!!، لكن يا فرحة ما تمت طلع مجرد (طق حنك)!!. (3) الأحزاب (تعك عكها)، وفي نفس الوقت ينهب (الحرامية) البلد.. في تقرير عدلي أودع البرلمان عن آخر تطورات جرائم المال العام تطالعون سادتي؛ وجود (6) حالات أمام المحاكم من جملة (11) حالة و(8) تهم أمام النيابة من جملة (14) حالة، بينما شطبت (13) حالة وتم البت في (14) بلاغاً.. البرلمان (دق سدرو) وحذّر الوزراء والدستوريين من سوء استغلال المال العام ومخالفة اللوائح المحاسبية والمالية واعتبر المساس بالمال العام جريمة في حق الشعب السوداني؟!.. عفواً لا أعتقد أنني أستطيع التعليق!!. آخر الكلام: أبشروا بالخير.. لجنة العمل بالبرلمان برئاسة "الفاتح عز الدين" عقدت النية للتقصي في تجاوزات حول تعيين عدة موظفين من أسرة واحدة في إحدى المؤسسات الحكومية.